المقالات

الجوار العراقي والعراق

1260 14:41:00 2008-05-06

بقلم: عبد الرزاق السلطاني

إن الخارطة الوطنية السياسية العراقية تنطلق من ضرورات تستند الى تهيئة ارضية خصبة للتفاهم بين المكونات العراقية والتحاور لمد جسور متينة تستشرف المشاريع وترشد القواسم المشتركة، وتعتمد الثوابت الرصينة بما ينتج تفاهمات تخرج من شرنقة المزايدات والشعاراتية لتنطبق على ارض الواقع، فتحديد تلك القضايا هو اختزال التشنجات بين الفرقاء ويولد مساحة اكبر من المشتركات للتخفيف قدر المستطاع من اسلوب العسكرة المجتمعية على الصعد كافة، لما قد تتركه من آثار على طبيعة وحركة المجتمعات، وبالتأكيد ان استكمال العملية السياسية ضمن الجدول المقرر لها والتي كانت غير واقعية بمنظور الكثير من المراقبين والسياسيين، وان استكمالها ضمن البرنامج الوطني يعتبر نصرا كبيرا للعراقيين، حيث اقتناع معظم الكتل بالانخراط بالعملية السياسية يعبر عن مناخ متوازن لوحدة العراق، اذ أن المسيرة نحو استراتيجيات الامن الوطني لبسط سلطة القانون من خلال حصر الاسلحة داخل اطار المؤسسة الامنية، وتعزيز صناعة القرار الوطني لانجاح المشروع السياسي وقبر التجاذبات الداخلية.

ومما لا شك فيه ان الوضع السياسي الحالي في العراق يتجه نحو الانفراج الحقيقي بعد أن ادركت الكتل السياسية التي كانت بالامس القريب ترفض المشاركة في العملية السياسية ان عليها القيام بدور مناسب والاسهام بتبني احترام الطابع التعددي للمجتمع العراقي، فضلاً عن فهمها ان العراقيين قدموا الكثير من التضحيات من اجل اعادة بناء الدولة الجديدة، وهو ما يحتاج الى التوسع الكبير في إطار العمل السياسي والاقتصادي، حيث جاء ذلك بعد سلسلة طويلة من التراكمات التي بدأت تقترب أكثر الى الواقعية السياسية، اذ ان اصطفاف الشعب العراقي بكل مشاربه وتنوعاته وقياداته السياسية ضد الارهاب والعنف ومروجيه لهو من اهم عوامل نجاحات العراقيين في معركة الامن والسلام، سيما ان القوات العراقية بدات تتنامى بسرعة كبيرة باعتبارها القطب الاول والاخير لحفظ الامن والنظام ووحدة العراق، فقوانا الوطنية وحكومتنا تواجه التحديات ببسالة وهي تستثمر قدراتها لتحقيق الامن والاستقرار وتطبيق سلطة القانون، بعد ان قطعت شوطاً غير قليل بفتح فضاءاته مع كافة الدول الاقليمية والدولية، لفك العزلة التي تحيط به، وخلق مناخات سلمية وفرص صادقة للسلام تتناسب مع دعواتنا لبناء وشائج المحبة والتعاون المشترك على اسس حسن الجوار ومنع التدخل بالشؤون الداخلية.فضلا عن ازالة مخلفات النظام الصدامي وما تركه من آثار سلبية على دول الجوار بخاصة بدءا بطرد المنظمات الارهابية التي تتخذ من العراق موطئ قدم لها وما تشكله من مصدر تهديد ووسيلة ضغط على دول الجوار، فالاختلافات مع البعض هي من موروث سابق احاطت بها الرؤى الضيقة التي رفضتها المناخات المضطربة انذاك، وعدم افساح المجال من لان يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك