( بقلم : كريم النوري )
من صفات المنافق التي اشار اليها مولى المتقين علي بن ابي طالب (ع) انه "اذا عادى فجر واذا حدث كذب واذا اؤتمن خان" وما يهمنا في هذا المقطع العلوي هو عبارة اذا عادى فجر وهي اسوء صفة في طبيعة الخلافات والصراعات السياسية فهذا النمط اذا عادى يحرق كل الاوراق ويهدم كل الجسور ولم يبق نافذة للمراجعة او الحوار او التفاهم.
قد نختلف في كثير من الرؤى والافكار والطروحات السياسية ولابد ان يبقى الخلاف مرهوناً في موضعه وموقعه دون ان يتجاوز اخلاقيات ومساحات لا يمكن تجاوزها او الخوض فيها. لابد من تحديد نقطة الخلاف دون ان نتجاوزها الى الامزجة والاهواء والاستهتار فقد فوجئنا بشخصيات سياسية لا تفقه لغة الحوار ولا ثقافة الخلاف ولا اخلاقية التنافس السياسي الايجابي.
استعارت هذه الشخصيات اسلوب وخطاب ازلام الحقبة الماضية وهو اسلوب الاتهامات الرخيصة واطلاق العبارات دونما تأن او تحرج. والانفعال الذي اتسمت به هذه الشخصيات كشف لنا عن خطورة مستقبل مثل هذه القوى السياسية على العراق واهله التي تتعامل بهذه الاساليب الهابطة وهو ما يمكن ان نتصوره كيف يكون حال العراق لو تحكمت هذه العناصر بزمام الامور ومقاليد السلطة فهل نترحم على ما مضى.
غياب المحاسبة والمتابعة الميدانية لدى هذه القوى وحضور ثقافة الارتجال والانفعال وعقدة الافضل والبطل وخرق القانون هي من الاسباب التي شجعت هذه العناصر على الاستهتار وتوجيه الاتهامات الى شخصيات وطنية شريفة وهو ما جرأ بعض الخطباء المحسوبين على هذه القوى في مدينة الصدر من استغلال المنبر الحسيني لامزجة واخلاقيات سوقية للسب والطعن والكلام الفاحش الذي لا يليق بالمجلس الحسيني ولا يجوز للخطباء.
نأمل ان يعي الاخوة في بعض التيارات السياسية خطورة هذه الاتهامات والثقافات وتداعياتها على سمعة الاسماء التي تبرقعت بها وان يشعروا بمسؤولية والتزام الموقع الذي يشغلونه فان اطلاق التصريحات اللامسؤولة والاتهامات الرخيصة بطريقة منفعلة وغير منضبطة يتناقض مع الشعارات واللافتات التي رفعوها.
https://telegram.me/buratha