بقلم داود نادر نوشي
لايخفي على احد أن العقود الثلاث الماضية التي عاشها العراق في ظل النظام البائد خلفت لنا الكثير من الويلات والمصائب وعانى العراقيين خلالها مالم يعانيه اي مجمتع في العالم , ولا ننسى الحروب المدمرة التي شنها صدام على جيرانه والتي تركت ورائها افرازات اجتماعية خطيرة , مازلنا نعاني نتائجها الى هذا اليوم , ومن تلك الظواهر التي يعاني منها المجتمع هي ظاهرة العنوسة في المجتمع العراقي , والتي تشكل حالة خطيرة لايمكن السكوت عنها .
فألاحصائيات الاخيرة التي نشرت تبين ان نسبة العنوسة عند الفتيات بين سن 18 _45 بلغت 30 في المئة وهذا بطبيعة الحال ليس مؤشر جيد لاسيما وان نسبة النساء في المجتمع العراقي اكثر من الرجال بكثير.وأزدات هذه الحالة مع تزايد القتلى والمفقودين أبان نظام الحكم البائد وماتلى سقوط النظام من عمليات الارهاب والعنف الطائفي الذي تبنته القاعده وأتباعها من البعثيين .
وهناك عوامل اخرى أدت الى انتشارهذه الظاهرة الخطيرة بين أوساط الفتيات في العراق ومنها التقاليد العشائرية والاجتماعية التي مازالت تسيطر على عقول الكثير للاسف الشديد والتي ماانزل الله بها من سلطان, فمازالت النهوه سارية المفعول الى يومنا هذا ويستطيع ابن عم الفتاة أو أحد أقاربها ان ينهي كل اتفاقات الزواج باستخدام النهوه وكأنه يملك حق الفيتو في مجلس الامن.
وهناك ما هو أدهى من ذلك وأمر فالكثير من السادة واعني بهم الذين ينتسبون الى سلالة النبي (ص) لايزوجون بناتهم ألا لمن ينتسب الى السادة . والعشيرة الفلانيه لاتصاهر ألا العشيرة الفلانية . وهذه لابن عمها وهكذا تكون الفتاة ضحية لتقاليد متطرفة وباليه .
وكذلك المهر الغالي والمرتفع الذي يطلبه اهل الفتاة والذي لايستطيع الشاب تلبيتة في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها مما يجعل الكثير من الشباب يعزفوف عن الزواج او البحث عن زوجة اخرى تتناسب مع دخله المادي المحدود , مما يجعل الفتاة وسيلة للمتاجرة وكأنها سلعه تباع وتشترى , ولو تطرقنا الى الاسباب الاخرى فأننا سنجد البطالة سبب أخر ومهم لهذه الظاهرة .
وبعد أن يمر القطار على العروس كما يقول المثل عندنا فأن الفتاة تضطر الى تقديم تنازلات كبيرة عسى أن تجد شريك العمر ولكي تشعر بالاستقرار الذي حرمت منه كل هذه السنين .ولهذا فهي اي الفتاة تتحمل ايضا المسؤوليه في تأخر الزواج من خلال المواصفات التي تتمناها في فارس الاحلام والمستوى التعليمي وشروط اكمال الدراسه وغيرها من الشروط والرغبات الغير منطقية , وان لاتغالي في الطلبات التي دائما ما تكون عائق امام اكمال مسيرة الزواج.
كما ان العامل الثقافي يلعب دورا مهما في ذلك فالفتاة الجامعية تتصور واهمة انها تستطيع ان تجد شريكها وفقا لما تريده وتتمناه وما عليها ألا ان ترسم في مخيلتها الوصفه المناسبه لذلك. ومن خلال هذا التصور على الدولة العراقية كمؤسسات حكومية وغير حكومية ولاسيما المؤسسات الاعلاميةمنها ان تجد الحلول المناسبة لهذه الظاهرة التي لو أستمرت فأنها ستكون ذات عواقب لها تأثير سلبي على الحياة الاجتماعية والعلاقات بين الاسرة العراقية وتكون فيها الفتاة عرضة للحالات النفسية المستمرة أضف الى ذلك التقاليد الاجتماعية التي تجد أن زواج الفتاة مبكرا هو حفض لكرامة المرأة وصون شرفها مما يثير الكثير من التساؤلات التي قد تمس الفتاة وعائلتها والتي تصبح فيه الفتاة هي ضحية ذلك وأن يتفهم المجتمع أن القيود التي تفرض على الشباب في موضوع الزواج ماهي الا حجر عثرة في طريق الراغبين بالزواج من الشباب والفتيات , وأن نتخذ من الرسول الكريم (ص) خير قدوة في هذا المجال والذي طبق فيه ماأمرنا به الاسلام , وأن نتحرر من التقاليد والعادات البالية التي تقيدنا في مثل هذه الامور
https://telegram.me/buratha