( بقلم : علي جاسم )
تشكل الآثار معلماً مهماً من معالم أي دولة في العالم ورمزاً من رموز حضارتها في الازمنة الغابرة ودليلاً حيويا من أدلة وجودها وتقدم ثقافتها في تلك الازمنة فيتم الحكم على الحضارات القديمة ومدى تقدمها وتقدم افكارها وآرائها من خلال دراسة اثارها والتعرف عليها وعلى طرق معيشة أهلها وتفكيرهم واعتقاداتهم والرموز والكتابات والإشارات التي استخدموها، ولهذا فأن الدول تعمد الى الحفاظ على إرثها الحضاري والثقافي وتهيئة كافة الوسائل الممكنة لإدامتها وإدامة وجودها من خلالها.
وقد تعرضت الاثار العراقية الى عمليات سرقة وسلب ونهب عديدة خلال السنوات الخمس الماضية مما أدى الى تواجدها في عواصم عربية وأجنبية عدة وعرضها بمتاحف ومعارض متنوعة بينما غابت عن معارض ومتاحف بغداد ،على الرغم من ان بعض الدول قد ساهمت بشكل كبير بإعادة اثار العراق الى بلدها مثلما فعلت سوريا مؤخرا بإعادة ما يقارب (700) قطعة أثرية مهمة إلا ان معظم الاثار المسروقة والمهربة مازالت في الخارج بين المتاحف العالمية والسراق وهواة الاثار الذي اتخذوا سرقة وتسويق وبيع الاثار العراقية في الاسواق العالمية مهنةً الغرض منها الإضرار بإرث العراق والاعتداء على منجزاته عبر التأريخ ومحاولة التشويه على منجزاته الفكرية التي غطت أرجاء المعمورة.
آثارنا اليوم تشكو الإهمال والضياع والسرقة بسبب الأوضاع الأمنية التي مرت على البلاد وغياب العمل الحكومي المشترك والمسؤول عن حماية هذه الاثار والحفاظ عليها ، ولذا فأن السعي الجاد لإعادة الاثار المسروقة والمهربة وتشكيل اللجان المختصة لمفاتحة الدول التي تمتلك بعضا من الاثار العراقية للتنسيق المشترك لاستعادتها والتقصي والبحث عن البقية يعد واجبا وطنيا وانسانيا يعكس الاحساس بقيمتها وأهميتها في الوقت الذي تسعى تلك الجهات المهربة الى بذل الاموال الطائلة والضخمة للسيطرة عليها و(اقتنائها).
ارثنا وتراثنا وآثارنا تستنجد بنا لاتخاذ آليات وإجراءات رسمية مناسبة كزيادة الحراس المسؤولين عنها وزيادة الدعم المالي لهم وتوعية وتثقيف فئات المجتمع كافة وغيرها مما يكفل ويساهم بالحفاظ على تراثنا وعدم تركه نهبا بأيدي اللصوص والمهربين.
https://telegram.me/buratha