( بقلم : احمد الساعدي )
موجة الانفتاح الإعلامي الكبير الذي شهده العراق بعد التغيير السياسي الذي حصل عقب 9 نيسان 2003 والذي أدى إلى سقوط أكبر طاغية حكم العراق هو المقبور صدام. ان للإعلام دور مهم وحيوي و له علاقة كبيرة في عملية التغيير والنهوض و التعبير عن الرأي وتوعية الأمة، وان أي مكون من المكونات وأي شعب من الشعوب يحتاج قنوات ووسائل إعلامية لإيصال صوته ومطالبه بشكل سلمي وقانوني من خلال وسائل الإعلام سواء كانت المقروءة أو المسموعة والتي يعبر عن هذه الوسيلة الإعلامية بالسلطة الرابعة بعد السلطات الثلاث السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية.
تختلف أدوات التعبير عن الرأي والفكر من مجتمع إلى آخر ويختلف الخطاب بالنسبة للمؤسسات الإعلامية وخصوصا العربية والتي تعاني أكثرها من ازدواجية في الخطاب الإعلامي وتحاول إيصال المعلومة إلى المشاهد والمتابع بشكل غير سليم وخارج عن مسار الضوابط المهنية والاعلامية والأخلاقية التي يجب على كل صحفي وإعلامي ومثقف ان يتحلى بها.
فعلى الصحفيين في كل مكان ان يؤدوا دورهم الحيوي والذي يتمثّل في تزويد عامة الناس بالمعرفة والمعلومات. وكذلك من الواجب على الصحفي وجميع وسائل الإعلام أن يُخضعوا عملهم الإعلامي لمعايير وضوابط نظامية وقانونية، بعيدة عن الاغراض الشخصية ، و بهذه الطريقة فقط يمكن للصحفيين أن يخدموا مجتمعهم بشكل أخلاقي مسؤول وبنّاء ويصلوا به إلى مستوى عالي من العلم والثقافة . وغرس الأفكار الايجابية ومحاربة الأفكار السلبية المسمومة. إذن الإعلام عنصر أساسي من عناصر حيوية الأمم والشعوب وتقدمها وازدهارها وهو محور حقيقي وعامل فاعل في مسيرة التكامل البشري في مختلف جوانب الحياة.
لكن بعد زوال الكابوس المظلوم عن صدر العراق وانتهاء رأي وحكم قائد الضرورة. وبزوغ فجر الحرية والتعبير عن الرأي انتشرت وسائل الإعلام في العراق واصبح هناك الكثير من القنوات الفضائية والمحلية وانتشار واسع للصحف والمجلات ومواقع الانترنت. ولكن بعض تصرفات وسائل الإعلام أساءت إلى هذا التغيير الذي حصل في العراق من خلال تصرفاتها وبث برامج ونشرات اخبارها التي لا تمت إلى المعايير الإعلامية والأخلاقية بصلة.فمن يتابع قناة الشرقية والتي هي نموذج من نماذج الاعلام المشبوه والسيء الذي شاهدنا في العراق بعد التغيير، فان ما تبثه هذه القناة من اخبار وبرامج التي تروج للارهاب والعنف والوقوف ضد الحكومة ومحاولة اظهار الحكومة تارة على انها طائفية واخرى على انها تدعم المليشيات واخرى على انهم فاشلة. فهي ليست لها أي ضوابط إعلامية وأخلاقية بل تبث كل ما يسيء للشعب العراقي وتحاول هذه القناة من خلال سياستها المشبوه الإساءة إلى العملية السياسية.
اصبحت هي القناة الناطقة باسم البعث الاجرامي الفاشي وباسم قوى الظلام والارهاب والتكفير. ليس من البعيد على هذه القناة ان تحارب وتعادي الشعب العراقي، لأن من يمولها ويديرها و يرسم لها سياسية القتل والتكفير والذبح و محاربة الحكومة والشعب العراقي هو مجرم معروف لدى العراقيين (سعد البزاز) شخصية اشتهرت باجرامها وتاريخها الاسود. فهو من المقربين ومن مرتزقة النظام وخصوصا المقبور عدي صدام.فان هذه القناة المعروفة بفبركة الاخبار والتلاعب بها وتحريفها عن مسارها الصحيح خدمة لاغراضها الخبيثة والتي تحمل في نواياها روح البعث والقومية العربية وما إلى ذلك من مسميات التي كان يطبل لها الاعلام العراقي في عهد نظام الصنم.
فاصحبت هذه القناة وغيرها من القنوات البعثية. واصطفت مع الكثير من وسائل الاعلام المشبوه لا سيما قناة الجزيرة التي يعرفها المشاهد العراقي والعربي بالسموم التي تبثها وتتبناها في عملها الإعلامي.لذلك كان من الواجب على الحكومة ان تدرك وتعي خطورة وسائل الإعلام التي تسيء للشعب العراقي وخصوصا قناة الشرقية في تعاطيها وتعاملها مع أحداث العراق ويجب على الحكومة العراقية ان تلاحقها قانونيا وتحاسبها ازاء تصرفاتها وتخبطها في الكثير من القضايا ودعم للارهاب ولتنظيم القاعدة وكذلك يجب اغلاق مكاتبها وعدم اعطاء ممارسة الصحافة في داخل العراق، وكذلك عدم التعامل معها باي شكل من الاشكال ، لأن برزت وفي الأيام الأخيرة بانها تظهر على شاشتها الكثير من الاعلانات الحكومية وهذه الاعلانات كلها مدفوعة الثمن (على حسب تعبيرها) فهذا التعامل غير صحيح وغير منطقي مع مثل هذه القنوات البعثية القومية، فيكفي ما تحصل عليه هذه القناة من تمويل من قبل الكثير من الدول الداعمة والراعية للارهاب لا سيما مهلك آل سعود لإفشال تجربة الحكم الديمقراطي في العراق والوقوف بوجه هذا المشروع الذي يهدد حكومتهم ومقاعدهم التي جلسوا عليها زورا وكذبا.
https://telegram.me/buratha