( بقلم : ابو فاطمة العراقي )
قرأت قبل قليل مقالا لأحد الكتاب والذي يتحدث فيه عن الخسارة التي مني بها سياسيوا التيار الصدري في الوقت الذي يسطر فيه جيش المهدي الملاحم البطولية والانتصارات الباهرة على حد تعبيره ، مستشهدا بالمعارك التي جرت في مدينة الصدر ومحافظة البصرة ، وفي الوقت الذي أتسائل فيه ويعاضدني الكثير من الآخرين هذا التساؤل ، نقول اين هي الانتصارات التي سجلها مقاتلوا مليشيا التيار الصدري ؟! فهل تكمن هذه الانتصارات في ان يلوذ المقاتل في الازقة الضيقة والفقيرة لهذه المدينة البائسة او تلك معرضا اهلها العزل الى وابل من قذائف احدث دبابة في تاريخ العالم ؟!. وهل تكمن الانتصارات في ان تقوم عصابات مقتدى بالاعتداء على كل من ينتمي الى الجيش او الشرطة او الى المجلس الاعلى او الى بدر ، وتعليقه على اعمدة الكهرباء وهو اعزل وتقوم بأعدامه لتتصور انها سجلت نصرا على عراقي آمن بأن لقمة العيش تستحصل عن طريق الانضمام الى المؤسسة الحكومية بدلا من النهب والسلب والاتاوات التي يفرضها اقزام هذا الجيش المريض على المواطنين الضعفاء ؟! ، ام ان النصر يكمن في تحويل المساجد وبيوت الله التي اوصى بها الله ان تكون خالصة له ليتخذها هؤلاء وتحويلها الى ثكنات عسكرية ومقرات للتعذيب ولقتل الابرياء اولاستخدامها اوكارا لتناول حبوب الهلوسة وممارسة الرذيلة بين بعضهم البعض ، او انهم انتصروا حينما حولوا تلك المساجد الى ابواق تنطلق منها اصوات الحمير لينقلوا من خلالها نهيق حمارهم ( عفوا قائدهم ) الكبير ليستمع الناس الى أراء متقلبة لم تثبت على رآي معين ؟!. وهل يكمن انتصارهم في التوسل بهذا وذاك من اجل التوسط لدى الحكومة والقوات الامريكية لوقف القتال ، في الوقت الذي يكون فيه ثمن ذلك اعتقال مجاميع كبيرة منهم كضريبة اولية لوقف القتال .
ونتسائل هنا متى كان لسياسيو التيار الصدري انتصارا وهم دخلوا العملية السياسية لتخريب كل الخطوات التي تريد العملية السياسية تحقيقها ، ونحن هنا امام تساؤل كبير لماذا دخلوا العملية السياسية ، ونحن نرى انهم لم يؤمنوا فيها في يوم من الايام ، اضف الى ذلك تصريحاتهم المتناقضة والكثيرة والتي لاتثبت على حال من الاحوال حتى ان الجهات المقابلة وقعت في حيرة فلا تدري من الذي تتعامل معه ، ومن الذي يمثل هذه الكتلة العجيبة والتي بأمكانها ان تعترض حتى على شروق الشمس وبكل وقاحة من اجل ان تثبت انها في الميدان وان الانظار موجهة لها ، وفي الختام اقول اننا ابتلينا بقوم لايفقهون من القول شيئا ولا يجعلون لدم الابرياء حرمة وانهم قادرين بوقاحتهم وتركيبتهم البعثية الصدامية المتجانسة ان يحولوا من الهزيمة انتصارا حتى وان كان الثمن في حرق العراق وقتل الابرياء العزل .
https://telegram.me/buratha