( بقلم : عباس الياسري )
هنالك مثل مصري يقول ( خذوهم بالصوت تغلبوهم ) , ويبدوا أن الأخوة في جبهة التوافق اعتمدوا هذا المثل منهج ودليل عمل , يساعدهم الحشد الإعلامي العربي الذي وضع بخدمتهم , ونشهد أن إستراتيجيتهم هذه حققت نجاحات عديدة , وزوروا الكثير من الحقائق , وقلبوا العديد من المظلوميات , واستثمروا دمائنا خير استثمار , لعل ابرز الأمثلة هو قلب الحقائق يوم فاجعة جسر الأمة , ويوم تفجير المرقدين الشريفين في سامراء , وقتها تقاسموا الأدوار والمسؤوليات , وتوزعوا على الفضائيات يتصارخون ويطلبون العون والحماية ل(أهلنا ) , واستخدموا صور لمغدورين شيعة , ومساجد شيعية مهدمة ونسبوها لهم , وضربوا الأرقام بعشرة أو أكثر , وقتها أصابنا الذهول لحجم الجريمة الكارثة , وذهلنا أكثر من موقف الإخوة في جبهة التوافق الذين اخضعوا الفاجعة إلى منطق البازار السياسي , أي الربح والخسارة , ومع الأسف وقتها وضعنا أنفسنا بموقع المدافع ونحن نطلب من العراقيين ضبط النفس وعدم الانجرار للفتنة , وكأن الشهداء الذين سقطوا ليس من أتباع آل البيت عليهم السلام , وان المراقد الشريفة التي فخخت وفجرت ليست لائمتهم , وفي كل مره نذبح تحت شعار جديد وتسمية جديدة مرة باسم الوحدة الوطنية وأخرى باسم المصالحة الوطنية , وكأن هذه الوحدة والمصالحة لا تتحقق إلا بدمائنا , وتستمر الجبهة على نفس المنهجية ولا احد يفضح أساليبهم الخبيثة , فكثير من الزوابع التي أثاروها كان الضحايا الذين يرفعون صورهم من أتباع أهل البيت , ومنها ما ظهر على قناة الجزيرة عندما رفعوا صور لشباب تم تعذيبهم وقلع عيونهم ومن ثم إعدامهم , وتعرفت طفله على صورة والدها , وهويته معروفة ومن أي طائفة , واظهروا صور لمساجد كتب عليها أسماء الأئمة المعصومين , أو عبارات يا قائم آل محمد , والجميع يعرف هذه العبارات على أي مساجد تكتب , وكلنا نتذكر زيارة السيد الهاشمي لسجن النساء ومحاولاته استنطاق السجينات , وكان أصراه واضح بسؤال السجينات عن المدينة واللقب , لغايات في نفس الهاشمي والتوافق ,
وعندما فشلت مسرحية سجن النساء لان غالبية السجينات ليس من ( أهلنا ) لم يتطرق احد للموضوع , واليوم تعيد الجبهة نفس اللعبة من خلال المقبرة التي تم اكتشافها في المحمودية , وصراخ الجبهة بضرورة فتح تحقيق بالموضوع , حتى قبل معرفة هوية الشهداء , نحن لا ننظر إلى هوية المغدورين إلا من خلال هوية واحدة وهي هويتهم العراقية , في الوقت الذي لم نسمع صوت للجبهة ولا حتى همس عن المئات من المقابر الجماعية التي تم اكتشافها لأنها ليس من ( أهلهم ) , وكثرت التصريحات حول جريمة المحمودية , وتناسوا أن هذه المنطقة وباقي مناطق جنوب بغداد كانت قبل خطة فرض القانون هي تحت سيطرة القاعدة والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معها من جيش إسلامي وأنصار سنة وغيرها , وهو وقت وقوع الجريمة , نقول كثرة تصريحاتهم مع ايحائات طائفية واضحة , وكأنه لم يكن هنالك مثلث موت ابتلع العديد من الأبرياء , وهم يحاولون اليوم تجيير دم الضحايا لمصالحهم , مع وقت مفاوضات العودة للحكومة , نعم نحن مع فتح التحقيق ليس في هذه الجريمة وإنما بكل الجرائم التي ارتكبت بحق أبناء الشعب العراقي ,
ونذكر الجبهة أن التحقيق ليس في صالحهم فالجميع يعرف ملفات النائب السابق الإرهابي عبد الناصر الجنابي , وهو المسئول عن اختطاف أكثر من مائه وخمسين مواطن لم يعرف مصيرهم لحد الآن , وما أن هدده رئيس الوزراء بالأدلة التي تحت يديه حتى فر إلى الأردن وأعلن من هناك انضمامه بشكل علني إلى الجماعات الإرهابية , وسبق للقضاء في محافظة بابل أن أصدرت مذكرة إلقاء قبض بحقه عن جرائمه في مناطق جنوب بغداد ومنها المحمودية واليوسفية وجرف الصخر والمسيب , ودونت ضده العشرات من الاعترافات التي أدلى بها إرهابيون تم إلقاء القبض عليهم , واعترفوا بمسؤولية الجنابي عن الجرائم التي ارتكبت في تلك المناطق ,
وطالب مجلس القضاء الأعلى البرلمان العراق رفع الحصانة عن الجنابي قبل هروبه , وهناك تورط الدليمي وأبنائه وحمايته في جرائم قتل وتهجير , ووزير الثقافة السابق وجرائمه ,والجرائم المخزية والتي يندى لها الجبين في مدينة ديالى , ومعروف من المتورط فيها , وأخيرا وليس آخرا تصريحات محافظ نينوى عن وجود أدلة تثبت تورط احد أعضاء الجبهة في الأعمال الإرهابية في المحافظة ,
وأخيرا نقول نعم يا جبهة التوافق افتحوا التحقيق ونحن نصر على معرفة النتائج فهي جرائمكم والضحايا أبناءنا , وساعتها نريد القصاص العادل , وصدق أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والتسليم حينما قال اعرف الحق تعرف أهله ... واعرف الباطل تعرف أهله
https://telegram.me/buratha