( بقلم : كامل محمد الاحمد)
ريما لايغيب عن بال معظم العراقيين، واقعة قذف الامين العام لحركة الوفاق الوطني العراقي ورئيس القائمة العراقية الدكتور اياد علاوي بالاحذية من قبل عناصر من التيار الصدري في مدنية النجف الاشرف عندما ذهب اليها قبل اكثر من عامين ليروج لقائمته ويكسب المزيد من الاصوات لها استعدادا للانتخابات البرلمانية العامة الثانية. ولعله لم يتعرض زعيم سياسي عراقي الى حادث مماثل في العراق، وسبب اقدام التيار الصدري على ذلك كان واضحا بما فيه الكفاية، الا وهو انتقاما من علاوي الذي كان له دور كبير حينما كان رئيسا للوزراء بشن عملية عسكرية ضد جيش المهدي في مدينة النجف الاشرف، ارغمت التيار الصدري على الايعاز لاتباعه بتسليم اسلحتهم وقبض المكافات المالية التي كانت قد حددتها حكومة علاوي لمن يسلم سلاحه لها.وواقعة قذف علاوي بالاحذية اشرت بوضوح الى ان المواجهة بين التيار الصدري واياد علاوي وصلت الى كسر العظم مثلما يقولون، وان الخلاف بينهما بلغ نقطة اللاعودة، خصوصا وان التيار الصدري عمل جاهدا على اضعاف علاوي وتشويه سمعته من خلال بث الاشاعات والمعلومات الصحيحة وغير الصحيحة عنه وعن حركة الوفاق الوطني والقائمة العراقية، في اطار المحاولات المحمومة لمنعه من الحصول على مكاسب حقيقية في الانتخابات وجعل حلم وصوله الى رئاسة الحكومة مرة اخرى خياليا مستحيل المنال.ولكن في عالم المتخبطين بحقل السياسة دون ثوابت وضوابط وقواعد ومباديء هناك مفارقات كثيرة، بعضها مضحك وبعضها مبكي.ومن تلك المفارقات ان التيار الصدري استنجد بأياد علاوي ليخلصه من الورطة التي وقع فيها او اوقع نفسه فيها، وطلب منه ان يتوسط لدى الاميركان، المحتلين للعراق، الذين اسس السيد مقتدى الصدر جيشه لطردهم من العراق وتحريره منهم، والذين قتل هذا الجيش ودمر وخرب وفعل مافعل تحت ذريعة مقاومتهم والتصدي لهم ودحرهم.وفي خضم الازمة، ظهر اياد علاوي ليقول ان التيار الصدري طلب منه التوسط لدى الاميركان بأيقاف العمليات العسكرية ضد جيش المهدي.وفي البداية لم يصدر نفي واضح من قبل التيار الصدري لما قاله علاوي، علما ان ما قاله امر خطير، ولاينسجم بأي حال من الاحوال مع الشعارات العريضة والبراقة التي يطرحها ويرفعها التيار الصدري.وبعدما اكد فتاح الشيخ المهمش من قبل التيار الصدري، ان التيار طلب من علاوي التوسط بالفعل، خرج صالح العكيلي لينفي ذلك.وبما ان القضية لاتضيف شيئا لاياد علاوي فأنه عاد بعد عدة ايام ليقول ان مواطنين من مدينة الصدر طلبوا منه التوسط وليس التيار الصدري!.فعلا امر عجيب وغريب، ربما لم يعد احد لم يسمع او يعرف مباشرة او بصورة غير مباشرة ان اياد علاوي خرج على الفضائيات ليقول ان الصدريين طلبوا منه التوسط، فكيف به يحرف الموضوع ليصبح من طلبوا منه التوسط مواطنين من مدينة الصدر.ومثلما يقولون انه لادخان من غير نار، وان ما قيل حتى وان لم يكن صحيحا او دقيقا بالكامل الا ان له اساس ولم ينطلق من فراغ.فأياد علاوي سارع ومنذ الايام الاولى لبدء عملية صولة الفرسان في محافظة البصرة الى ركوب الموجة، واللعب بورقة التيار الصدري، كجزء من استعداداته المبكرة لخوض انتخابات مجالس المحافظات القادمة، مثلما فعل ابن خالته احمد الجلبي، وكذلك خلفه في رئاسة الوزارة وزميله في مهنة الطب الدكتور ابراهيم الجعفري.فأبن خالته حرص على حضور مجلس العزاء الذي اقيم على روح رياض النوري في مدينة الصدر، بينما لم يحضر مجلس العزاء الذي اقيم في مسجد الزوية بمنطقة الكرادة، وفي ذلك رسالة واضحة اراد ان يوجهها الجلبي لمن يعنيهم الامر، وعله لايخرج خائبا خاسرا في معركة الانتخابات المقبلة، مثلما خرج من الانتخابات السابقة (من المولد بلا حمص).واذا كان الدكتور اياد علاوي قد كشف من خلال طبيعة تعاطيه وموقفه من التيار الصدري وجيش المهدي، عن تخبطه واضطرابه، وافلاسه السياسي من خلا ل المراهنة على اوراق محترقة، فأن التيار الصدري اكد نفاقه وازدواجيته وكذب شعاراته وادعاءاته، فهو يرفع في العلن شعار مقاومة الاحتلال ووجوب عدم الركون اليه او مهادنته والتعامل معه، وفي السر والخفاء يتزلف ويتملق ويتوسل ويوسط هذا وذاك ويتنازل عن كل شيء مقابل تركه وشأنه.ويرفع شعار الدفاع عن المظلومين والمستضعفين، وهو في الواقع يستبيح دمائهم ويسترخص ارواحهم، ويمارس ابشع ضروب وانواع التعذيب والاذى بحقهم، وحال مدينة الصدر اليوم والامس وقبلهما خير شاهد على ذلك، وحال مدن اخرى في بغداد وغيرها من محافظات العراق يمثل دليل اوادلة اخرى لاثبات حقيقة المنهج والسلوك وزيف الشعارات.
وما تم العثور عليه مؤخرا من اعضاء بشرية لادميين مدفونة في مكتب الشهيد الصدر بمدينة الصدر، يمثل دليلا على ذلك، واشرطة الاعترافات لعناصر من جيش المهدي حول الجرائم التي ارتكبوها في كربلاء والبصرة دليل دامغ اخر على ذلك. والقائمة تطول.. وكل هؤلاء الضحايا هم من العراقيين ومن اتباع اهل البيت عليهم السلام، ومن الذين وقفوا خلف الشهيد الصدر الثاني، ولم يكونوا من المحتلين الذين يسعى قادة التيار الصدري الى كسب ودهم ورضاهم بأي ثمن وعن أي طريق.
كامل محمد الاحمد
https://telegram.me/buratha