المقالات

صلاح العبيدي والاكتشاف الخطير المتأخر

1951 15:10:00 2008-05-01

( بقلم : سلام عاشور )

يفتقر حديث الناطق بأسم التيار الصدري الشيخ صلاح العبيدي الى الكثير من الصدق والموضوعية ، وماكان متوقعا منه أن يقول ماقاله بخصوص (الاتفاق خلف الكواليس بين ايران وامريكا لتقسيم نفوذهما في العراق ) وقد يكون هذا صحيحاً، وقد يكون غير ذلك، ولكن ان يصدر مثل هذا الرأي من الناطق الرسمي باسم التيار الصدري حليف ايران، ان لم نقل صنيعتها فانما هو امر في غاية الغرابة!.

ومبعث الاستهجان لرأي كهذا هو ان علاقة التيار الصدري بايران لم تكن سطحية، بل هي عميقة وقد كان ما يؤخذ على التيار الصدري هو انه كان الاقرب لها من دون كل الاطراف العراقية التي لها صداقات مع الجار المسلم للعراق، فلم هذا الانقلاب؟!.

واذا كان لأي حزب او حركة سياسية عراقية مأخذ على بعض مواقف ايران ازاء العراق فليس للتيار الصدري ان يكون كذلك، فما بينه وبينها لم يعد خافياً على احد، مع اننا لسنا في وارد الاعتراض عليه هنا، فالتمويل والتدريب والتسليح والدعم السياسي، واحتضان الهاربين من زعامات التيار الصدري، كل تلك بعض مفردات العلاقة الاكثر تماسكاً والتي تربط التيار الصدري بايران، اما ان ينقلب الشيخ صلاح العبيدي على كل هذا الذي بين التيار الصدري وايران، فانه امر مستغرب جداً، والاكثر استغراباً هو ان يوجه الشيخ العبيدي اتهاماً لايران بانها تشارك امريكا في صفقة سرية وراء الكواليس لتقاسم النفوذ في العراق!! واعتقد ان سر هذا الانقلاب (العبيدي) جاء بعد ان طردت ايران مقتدى الصدر من اراضيها.

ومن حق المواطن العراقي ان يسأل الشيخ العبيدي: متى اكتشفت ان ايران وامريكا متواطأن ومتأمران على العراق؟، فاذا اجاب بان ذلك الاكتشاف الخطير قد كان معروفاً لديه ولدى شركاءه في زعامة التيار الصدري، فكيف لهما ان يظلاً على علاقة متينة بايران كل هذه المدة الطويلة؟ واذا كان الاكتشاف حديثاً فما معنى ان يكون المرء سياسياً ولايعرف ما يدور حوله، علماً بانه احد الاطراف التي تعتمد عليها ايران في سياستها حيال امريكا؟!.ثم الى اين يسير التيار الصدري اذا كانت قيادته تسير مغمضة العينين منقادة اليدين طوال السنوات الخمس؟!. اضف الى ذلك سؤالاً اخر: ما هو مستقبل العراق في حال استولى التيار الصدري على السلطة فيه، وهو – أي التيار الصدري- لايفقه بالسياسة شيئاًُ، ولايعرف ما يدور حوله، ولايدري ما يراد منه؟!.

ان وجود التيار الصدري، اذا ما وضعنا التساؤلات السابقة في الاعتبار، لايعني انه اداة استعملت لا غراض معينة، وان كل ما يزعمه بانه ملتزم بتحرير العراق وحماية حقوق مواطنيه، والحرص على استقلاله، انما تظل تلك المزاعم مجرد شعارات فارغة من المعنى وعقيمة ايضاً.

وبعد ان اكتشف الشيخ صلاح العبيدي وغيره من زعامات التيار الصدري ما اعلن مؤخراً ولم يخف اكتشافه، بل طرحه على الرأي العام، فان اول ما يتبادر الى ذهن المواطن العراقي هو ان التيار الصدري انما يعمل على وفق اجندة اجنبية ، وانه- أي التيار ان كان غافلاً عما يراد به كل هذه المدة الطويلة فمن يضمن ان لاتكون دول اخرى في الاقليم وخارجه هي الاخرى قد سخرته لمصالحها ما دام على هذه الدرجة من الغباء السياسي، ولربما تأتي مواقف بعض الدول الاقليمية او الكبرى والمتباكية على مصير التيار الصدري ما يوحي بانها هي الاخرى قد جندت هذا التيار لخدمة مصالحها، ومن يقول ان امريكا- وهي الداهية في تجنيد العملاء- لم تستثمر هذا الغباء المفرط لدى زعامات التيار الصدري واستفادة منه؟!.

اسئلة.. واسئلة، ولكن ما يمكن استنتاجه منها هو: ان التيار الصدري لم يكن تياراً فكرياً او سياسياً او عقائدياً له اجندة وطنية، بل هم مجموعة من المرتزقة وكثيراً من العصابات الاجرامية والرعاع والسوقيين، تبيع دنياها واخرتها عن علم او من دون علم احياناً!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علوان
2008-05-01
لا توفتكم الفراسه هذا الرجل كذاب حاله حال الاف من جماعه التيار الصدري القتله الكذابين انه يريد ان يقول او يعمل كما قالوا(خليها مغطايه بادغلات)هذا المثل يعرفه الاخوان في المناطق الغربيه واين السيد مقتدى ولملذا يريد ان يدرس هناك والعلم هنافي العراق ولكن لايريد ينزل من الحصان والخير كثير سواء من ايران او من الاتوات والخوف راكبنا ونطالب بنجده القانون لنا نحن الذين لا حيله لنا ولا قوه
ali abo hasaneen
2008-05-01
ليس غريبا على هذا الرجل وغيره أن يصرحوا أي تصريح حتى وأن لايعقله العقلاء من الامه ، من الملاحظ أن هؤلاء مغرمون حد العشق للتصريحات الناريه التي تفعل فعلتها لدى الجهلة والجياع المغرر بهم ، أيران بلد فيها الخير وفيها الشر لكن الكلمه الفصل هي للأمام الخامنئي ،الذي يحرص أشد الحرص على أستقرار العراق وأمن وأمان شعبه وقد تكون هناك أجنده أجنبيه وقد يكون للبعض من القيادات الايرانيه يد فيما يجري في بلادنا لكن من المؤكد أن السيد القائد لايقبل بذلك مطلقا لذا يتوجب على الحكومه ان تتحرك باتجاه القيادات الحكيمه
abu ahmed
2008-05-01
اذا اراد الله (عز وجل) أن يطيح حظ واحد يخلي لسانه يفلت وينعثل وتكون نهايته من خلال لسانه. وصدكوني هذا مو غبي ولكن اللي ينطوه راتب يملون عليه حته التصريحات. وكلشي توقعوا من العملاء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك