بقلم : سامي جواد كاظم
الشد والحل في قضية محاكمة طارق عزيز بتهمة اعدام التجار العراقيين والتي رافق ذلك استفهامات عن ما هية علاقة عزيز بهذه التهمة والتي ابجدياتها تظهر للوهلة الاولى بُعدِها عن صلاحيات عزيز السياسية الممنوحة له من قائده المقبور .
فمثلا تهجم وتنديد عبد الباري عطوان في صحيفته القدس اللندنية على الحكومة الحالية مع تمجيد عزيز فهذا امر طبيعي لما عرف عنه من افكار احادية تلغي وتلعن الفكر الاخر من غير مداليل صدق . ولعل القارئ تواق لمعرفة العلاقة بين عزيز واعدام التجار وحقا انها تثير الفضول وليس الاستغراب لمعرفة المخفي من هذه الدعوة ، فلو انتظروا من انتقدوا هذه المحاكمة لمعرفة فحوى الاتهام الموجه الى عزيز وما هي علاقته بهذه الجريمة لكان لهم اصلح حتى تكون كتاباتهم على اقل تقدير موضوعية اكثر مما هي عليه الان من تشتت وشذوذ .
ولكني كمتابع ولي راي مخالف لمن امتدح عزيز لا ارغب بالتنديد والكلام الانشائي في انتقاص عزيز من غير ادلة نقلية او عقلية حتى يكون الكلام اثبت واقنع للقاريء اما ان اكتب كلمات انشائية كما هو الحال لمن كتب يمتدحه فانها لا تغني الحقيقة بشئ .وهنا احب ان اذكر عن الاسلوب المتبع لدى حزب البعث لمن يريد تسلق المراتب العليا في الحزب كمرتبة طارق عزيز .
من خلال لقائي برفاق حزبيين كثيرين والحديث عن ذكرياتهم الحزبية وكيفية وصولهم الى ما هم عليه الان ذكروا ان من لم يقدم على جريمة قتل او اعتداء على مواطن تعتقده حكومة صدام انه متهم لم ينل الدرجة الرفيعة في الحزب ،فذكر احدهم طرقة اعدامه لخمسة من حزب الدعوة واخر اعدم شخصين من الحزب الشيوعي وثالث اهان والده وسلمه للقضاء البعثي لانه ينتقد الحكومة وهلم وجرى وقس على ذلك ، فاهم مرحلة يجتازها المتسلق سلم حزب البعث هو اقتراف جريمة وهذا امر لا ينكره الا جاهل ،وشخصيات تصديق ما ادعي هي ( سمير الشيخلي ، راهي فرعون ، لطيف نصيف جاسم ، حمزة الزبيدي ، الخ الخ الخ ) فكيف الحال بمرتبة كمرتبة طارق عزيز فكم من جريمة اقترفها حتى يثبت ولائه لصدام ؟
بعض مؤسسات الدولة تسمى بالمغلقة ويعني هذا ان كل منتسبيها من البعثيين ولا وجود لمستقل فيها ولكن هنالك بعض الدوائر المغلقة والمحكمة والتي يكون كل من ينتسب اليها بعثي مخابراتي وكانت وزارة طارق عزيز المثال النموذج لهذه الدائرة فان ابسط عامل في الوزارة ومرورا بكل سفارات العراق في العالم وانتهاءا براس الهرم طارق عزيز هم من الدرجات الرفيعة والعالية في المخابرات الصدامية وهذه المهمة غنية عن التعريف وما تقوم به من اعمال ا رهابية ضد المواطنين الابرياء في الحفاظ على شخصية صدام وعائلته .
التجار الذين اعدموا المعروف عنهم انهم مستوردين من الدرجة الاولى وان لهم شان في الساحة التجارية العراقية لدرجة ان العراقيون تشنجوا لما علموا بالقضية ،وعملية استيرادهم تتم عن طريق الاتصال بوزارتي التجارة والخارجية فتكون عملية مراقبة ومعرفة الحجم المالي لهؤلاء التجار من مسؤولية الخارجية قبل التجارة وبما انها في خدمة عائلة صدام فلابد انهم يخدمون بطل التجارة العراقية على الطرف الاخر هو عدي المقبور فتكون الخارجية واجندتها في خدمة عدي في متابعة ومعاقبة من يجروء على استيراد الجيد والرخيص لانعاش السوق العراقية .
واذكر في مؤتمر عقد في عمان تم استدعاء التجار العراقيين له عن طريق الخارجية العراقية صومعة عزيز وكان الحديث الدائر في الجلسة عن سبب الغلاء في المواد الغذائية فطالب احد التجار ( من بيت بنية ) سحب الحكومة يدها من السوق العراقية ويتكفل هو بجعل سعر طبقة البيض ( دينارواحد ) بعد ما كان يبيعها عدي بتسعة دنانير في حينها ، فما ان انتهى المؤتمر وعاد المسكين الى بلده حتى تم تصفيته في طربيل وبسيارته التي لم يركبها احد من العراقيين وهي الشبح كما تسمى .
هذه الاجندة التي قامت بالتصفية هي اجندة وزارة الخارجية والتي لايمكن لها ان تقوم بمثل هكذا عمل من غير موافقة الجالس على راس الهرم الخارجي . نوع التهمة لا تهم طالما ان للمتهم عدد كبير من التهم المهم انه متهم واذا كان عزيز لاعلاقة له بهذه الجريمة فمن الطبيعي ستكون هذه المحاكمة دعاية ايجابية له .الاجندة الخارجية التي تقوم بتصفية الشخصيات المعارضة العراقية الموجودة في الخارج بامرة من ؟ وتعمل لحساب من ؟ وما هو الغطاء الذي تتستر تحته اليست سفارات عزيز في تلك الدول ؟
في اخر محادثات المبعوث السوفيتي بريماكوف مع صدام اثناء الحرب الخليجية الثانية في 12 شباط عندما عرض على صدام الانسحاب من الكويت يقول هذا المستشار في مذكراته قبل ان اسمع جواب صدام اجابني عزيز بالنفي وانهم لم ولن ينسحبوا من الكويت وكذلك طلب صدام مني التفاوض مع عزيز في هذا الشان وهذا عكس المعروف عن صدام في ارتجال قراراته فهذا الامر يدعو الى الريبة عندها بقيت مذهولا ويتابع القول في مذكراته خرجت من اللقاء واتصلت على الفور باجهزة المخابرات السوفيتية لاطلاعي بالمعلومات الكافية عن عزيز.
اذن الولاء لصدام لا ياتي عن فراغ بل من مقدمات وهذه المقدمات ان لم يكن احدى خصائصها الدماء فهي هشة ومرفوضة . يقول بريماكوف ان اردتم محاكمة صدام فالاولى محاكمة ممن حوله من قيادات منها طارق عزيز
https://telegram.me/buratha