في الفترة المنصرمة لاحظنا تحركا من قبل الحكومة نحو تعزيز العلاقات مع الدول المجاورة ومطالبتها بالوقت ذاته بعدم التدخل بالشؤون الداخلية للعراق بطرق مباشرة وغير مباشرة وهذا الحدث جعل الكثير من السياسيين يصرحون بارائهم حول الموضوع وهذه ظاهرة صحية جدا غير ان الشيء الغير مفهوم كم التناقضات في التصريحات والتي لا نعلم ان كانت مبنية على معلومات اكيدة ام لا ؟ ومما يثير التساؤلات ان كل واحد من هذه التصريحات يبصر بزاوية ويعمى باخرى وعليه تبقى الصورة ضبابية دائما .
ولناخذ بعض الامثلة والتي هي لا على التعيين فالسيد موفق الربيعي يوجه اصابع الاتهام نحو ايران وسوريا في تورطهما بتصدير الارهاب ويغض البصر عن السعودية ومن جانب اخر يحمل السيد سامي العسكري السعودية المسوؤلية بشكل كامل ويطالب السيد مثال الالوسي بطرد السفير الايراني بسبب تصريحاته الاخيرة والتي اعدت تدخلا في شؤون العراق للبعض وحل الصمت للبعض الاخر .
وبين فاه هذا وذاك اين نحن من الحقيقة هل هي قريبة ام بعيدة ؟ ربما لو اختزالنا الافكار الى محورين نجد الاجابة التي تبعدنا عن جادة الحيرة ، المحور الاول دور الحكومة مع الاخذ بنظر الاعتبار ان المصرحين هم من قلب الحكومة فلماذا يستاثر كل واحد منهم بقطعة نثرية ويظل يرددها وكاني بهم يقراؤن ذات الكتاب غير ان كل واحد منهم يقرا صفحة دون الاخريات فهل السبب في ذلك هو القناعات الفردية او الحزبية ونحن امام مصير بلد مما يحمل هذه الشخصيات المسوؤلية الكبير أم انهم لايدركون ان الله تعالى قد خلق لهم روؤسا يتستطعين الاستدارة ورؤية العديد من الزوايا !!! وليس من باب المهاجمة بقدر ما هو من باب التسائل لماذا تتفاوت التصريحات ما دامت تعتمد على حقائق تحت يد حكومة ينتمون اليها ؟!.
المحور الثاني هو متى نعتبر ان اي دولة هي مصدر للارهاب واعتمادا على كم حالة ؟ وهل حالة واحدة تكفي ام الف ام ماذا ؟ وهل هو كم ام نوع وتاثير ؟! ان الاثنان.فما الكم والنوع اللازم من الاحداث لقولبة تلك الدولة بقالب تصدير الارهاب لنا ومن ثم ما هي الاجراءات المتخذة ؟ فهل من المعقول خلال الخمس سنوات الماضية لم تصل دولتنا الى تسمية تللك الدول وان سمتها لماذا لا يظهر احد على شاشة التلفاز ويصرح باسمائهم دفعة واحدة وليس بالتقسيط فظاهرة التقسيط ليس لها الا مبرران الاول لفت الانتباه لزاوية دون الاخرى لمصلحة ما وهذا ما لا نتمناه لساستنا واما ان يكونوا غير مقتنعين وهذا معناهع تخبط في المعلومات فلماذا لا يحسم هذا التخبط فلقد اتعب تفكيرنا وبدات الشكوك تثار والشكول هي بداية لكل نهاية .
وفي جانب اخر هناك من يربط الاقتصاد بهذه العلاقات وهذا امر خطير فهناك من يطالب بطريقة خطابية بالاعتماد على النفس وعدم قبول اي منتوج غير عراقي في ليلة وضحاها والفكرة ليست خاطئة بقدر ما انها غير منطقية فالصناعة العراقية بحاجة لدعم واستثمار وتنازل عن الخطابات فلماذا يشعر البعض ان الاستثمار هو احتلال !! ما دام كل شيء سيدار حسب قواعد فالمستثمر لن ياخذ معه ما يبنيه مثلا ، لابد للاقتصاد ان يسير موازي للسياسة وليس تابعا والا سنخسر الكثير وهذا الامر لابد من القبول به كامر مسلم حتى يقف العراق على قدميه .
المطلوب القبول بدولة مستهلكة 100% كبلدنا مؤقتا والتركيز على تحقيق الامن الذي هو اول كلمة في كتاب نجاح الدولة وهذا ما يحصل فعلا عندما كانت البداية من اقصى الجنوب ومن ثمة الالتفات الى مسالة الاقتصاد الوطني والذي يتطلب سنين من التعب المضني والله الموفق .
الدائرة مغلقة والعلاقات مترابطة غير ان تحديد الاساس والاصل هو المهم نتكلم عن السياسة فنجر الى الاقتصاد والامن و...... لابد من اساس فالبيضة من الدجاجة فالامان هو الدجاجة التي ستبيض لنا اسس اقتصادية واجتماعية وعلاقات دولية واقليمية وداخلية .
عراق الانبياء والاولياء والخير والطيبة هو الهدف فلا غاية تبرر الوسيلة فلا يمكن ان نخدم العراق الا بحبه ولن يدخل الحب هذا عن طريق الولاء لدول اخرى وانما ولائنا للعراق يدفعنا لمجاراة هذا وذاك مع الاحتفاظ بماء الوجه العراقي الذي اراقه صدام وبعثه بجرمه وجريرته ولكن هيهات منا الذلة .
اللهم احفظ العراق واهله من كل شر ومعا لقمع كل خارج عن القانون في الداخل والخارج كل نغمة لا تلائم نوتة الدستور الذي وقعنا عليه لن تسمتر بجهود الخيرين والله الموفق واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق محمد واله الطيبين الطاهرين.
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha