المقالات

نحن دعاة القانون ولسنا شرطته

1491 00:28:00 2008-04-30

( بقلم : كريم النوري )

العمل السياسي لم يكن مجرداً عن اخلاقية التعامل رغم تعقيداته وتداخلاته وهو لا يجيز المحرمات او يحرم المباحات فالسياسة لا تحرم حلالاً او تحلل حراماً. ومن اخطاء السياسة وكوارثها التعاطي بروح المنفعة الحزبية والانانية الفئوية مع الاشياء او الانتقائية في تقييم المواقف وفق ما تمليه هذه المصالح الضيقة.

فالجريمة مرفوضة بشكل مطلق سواء حصلت من اعدائنا او اتباعنا فان حكم الامثال فيما يجوز ولايجوز واحد.واحترام القانون وبسط الامن مطلب وطني واخلاقي وشرعي لا يخضع للموازنات السياسية او الاستقطابات الجماهيرية وهي مطالب عقلائية ايضاً فلا احد يريد اختلال النظام العام وسيادة الفوضى والانفلات والاستهتار.فليس من الصحيح ان نغض النظر عن تلك الجماعة التي تواجه القانون وتربك الامن لحسابات مذهبية او اجندة سياسية ونوحي بان هذه الجماعة ليس من الصحيح منعها من خرق القانون حتى لا نعاديها ونخسر رصيداً جماهيراً محدداً وهذا التكفير يشكل إساءة مركبة لتلك الجماعة لعدم منعها او ردعها من جهة وللجماهير التي نتوهم انها جزء من الحشود الخارجة على القانون من جهة ثانية.

بعض القوى السياسية يفترض ان تعبأ أتباعها على احترام القانون وامن الدولة وليس الانسياق وراء الجماعات الخارجة على القانون والتحشد معها وتبرير مواقفها ونصب الخيام لحمايتها.وهناك مغالطة خطيرة في وعي بعض السياسيين باعتقادهم بان انهاء ظاهرة السلاح غير الرسمي وفرض القانون تجري لصالح قوى سياسية كانت ومازالت تحرص على حصر السلاح بيد الدولة واحترام القانون وبالتالي ان نجاح الحكومة في فرض القانون سيكون نجاحاً لهذه القوى السياسية وهو ما يغيض بعض هؤلاء السياسيين ويجعلهم غير متفاعلين مع فرض القانون بسبب هذه الحسابات الخاطئة.

ان احترامنا وتأكيداتنا المستمرة باحترام دولة القانون لا يعني بالضرورة ان نكون أداة لفرض القانون كما لا يمكن الاعتقاد الخاطىء باننا وراء مخطط فرض القانون فان رغبتنا وقناعتنا بالقانون شىء وخطة الحكومة في بسط الامن وفرض القانون شىء اخر فليس من الصحيح التعميم والخلط.

كما اننا نعتقد ان الحكومة واغلب القوى السياسية حريصة على فرض القانون وانهاء مظاهر التسلح الميليشياوي في العراق والحكومة هي المعنية في ذلك ولا تأتمر بأوامر غيرها ولا تقاتل بالنيابة لانها شكلت أساساً لحماية القانون وتفعيله وحماية الناس والعملية السياسية وهي الاداة التنفيذية الى جانب القوى التشريعية والقضاء المستقل.

نحن مع دولة القانون ومن الداعين الى تعميق ولكننا لسنا رجال امن لفرضه ومحاربة العصابات الخارجة على القانون فان هذا خارج عن اطار مهمتنا فاننا لسنا جهة امنية تفرض القانون بقوة السلاح فهذا موكول الى الحكومة وحدها. فان اقحام قاعدة "مصائب قوم عند قوم فوائد" في العمل السياسي اقحام خاطىء لنفترض ان قتل زعيم عصابات القاعدة اسامة بن لادن سيصب في مصلحة امريكا واسرائيل فهل هذا يكفي لعدم التفاعل مع قتله او الاصطفاف معه فيما لو اغضضنا النظر عن كونه صنيعة اسرائيلية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رهام كاظم
2008-04-30
هذه فكرة رائعة جدا واعتقد ان الاخ الكاتب يقصد ان المجلس الاعلى هو الحريص على فرض القانون ودولة المؤسسات وان كان لا يرغب ان يكون اداة لفرضه عن طريق القوة لانه ليس قوة امنية ولا يمتلك ميليشيات واتهامه بالمواجهات بين الحكومة والعصابات اتهام رخيص وباطل ولكنه اتهام لصالح المجلس الاعلى باعتبار ان المجلس الاعلى هو من القوى التي تحترم القانون .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك