( بقلم : جودي المحنه )
العراق بلد الحضارات والقوميات والديانات تمتد عراقة شعبه مع امتداد تلك العناصر الضاربة في عمق التاريخ، رسم للعالم أبها صورا لتعايش السلمي والرقي الحضاري والإنساني على مر العصور، وكأ نه يتلوا إلى العالم رسالة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (أن لم يكن أخاك في الدين فهو نضيرك في الخلق) هذا هو مبدأ التعايش بين العراقيين جميعا. لم يتعامل هذا الشعب يوما بمفردات طائفية اوقومية أو إقليمية.
كان العراق كل العالم والعالم يتجسد في صورة العراق الإنسانية البهية التي ترسم ملامح الطيبة والشفافية والتسامح والشعور الإنساني كما يريده الله سبحانه وتعالى عبر كتبه ورسله(وجعلناكم شعوبا وقبائلاً لتعارفوا أن أكرمكم عند الله اتقاكم) هذه حقيقة العراقيون المتقدمة إنسانيا وحضاريا ودينياعلىمستوى الديانات السماوية. والمتواصلة مع شعوب الأرض علومًا وديانات ثقافة وحضارات تعاطفا وتضامنا مع الإنسانية أينما كانت لنصرة ألإنسان والوقوف إلى جانب الشعوب المضطهدة والمغلوبة على أمرها لم يبخل العراقيون يوماً بتقديم المساعدةإلى من يحتاجها ويستحقها من خلق الله هذه هي صورة العراق والعراقيون حيث تمتد روابطهم مع بعضهم أمتداد الأفق الإنساني الذي تجاوز القومية والطائفة والمذهب وامتزجت الأسماء والقبائل والقوميات والطوائف في روابط المصاهرة والنسب وحصلت زيجات حتى من أديان مختلفة خضعت لتسويات دينية منحتها الشرعية والاستمرار من اجل قدسية الروابط والحفاظ على الأسرة العراقية وتؤكد هذه الحقائق ملفات المحاكم الشرعية العراقية فأي شعب هذا وأي عمق أنساني بهذا السمو.. حتى بدايات ستينات القرن الماضي،على اعقاب انقلاب شباط السىء الصيت يوم جاء عفلق والزبانية بأفكارهم( الشوفينية )المشبوهة ليمزقوا أبهى الصور وأكثرها نقاءا في التاريخ ومنذ ذلك العهد البغيض وأساليبه( الميكافيلية) التي تبناها آنذاك الطغاة في الاضطهاد والقهر تارة والإبادة والتجويع والتهجير تارة آخرى حتى سلبوا الشعب إرادته وغيبوا قواه الوطنية وقياداته الدينية بالقتل والتشريد والتهميش وتمكنوا من تعميم ثقافة التمييز والعنصرية والطائفية وإلغاء ألآخر والتسلط ظلما على أعرق الشعوب حضارة وديانة وإنسانية وسماحة فتشرذمت روابطه وتشظت أرادته إلى تسعينات القرن الماضي يوم افتعل الطاغية حملته الإيمانية المزعومة بالتعاون مع قوى ظلاميه شريرة من عتاة التطرف والغلو المذهبي وجدوا في العراق جوا ملائماً ومسرحا جاهزا لزرع الفتنة وممارسة الإرهاب الفكري والتبشير بمذهب التكفير والتهديد والوعيد والتطرف الأهوج وتنظيم حملات التشويه ضد مذاهب المسلمين السمحاء العتيدة في جذورها ألمعروفة في أأمتها التي يتعبد بها العراقيون المسلمون فاستخدموا المنابر والمدارس والجامعات والمناسبات تحت حماية السلطة وانظارها في الشتم والدس والكذب حتى تبرعمت شرورهم بعد سقوط الصنم ونهايته حيث نمت بين ظهرانينا خلايا الإرهاب وحواضنه وراحت قوى الجاهلية والتوحش والشر والظلام تتقاطر علينا من كل حدب وصوب وتزرع الموت في ربوعنا وعقر دارنا عراق التسامح والمحبة والسلام حيث أشاعوا ثقافة القتل والجريمة والتخريب والهدم .. ولازالت جراحنا تنزف دما.. بل تنزف الحياة فهل نرعوي ونعود الى رشدنا وندرك ما يجري حولنا نحن العراقيون..
https://telegram.me/buratha