المقالات

أي ياعراق رسالة السلام

1241 02:04:00 2008-04-30

( بقلم : جودي المحنه )

العراق بلد الحضارات والقوميات والديانات تمتد عراقة شعبه مع امتداد تلك العناصر الضاربة في عمق التاريخ، رسم للعالم أبها صورا لتعايش السلمي والرقي الحضاري والإنساني على مر العصور، وكأ نه يتلوا إلى العالم رسالة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (أن لم يكن أخاك في الدين فهو نضيرك في الخلق) هذا هو مبدأ التعايش بين العراقيين جميعا. لم يتعامل هذا الشعب يوما بمفردات طائفية اوقومية أو إقليمية.

كان العراق كل العالم والعالم يتجسد في صورة العراق الإنسانية البهية التي ترسم ملامح الطيبة والشفافية والتسامح والشعور الإنساني كما يريده الله سبحانه وتعالى عبر كتبه ورسله(وجعلناكم شعوبا وقبائلاً لتعارفوا أن أكرمكم عند الله اتقاكم) هذه حقيقة العراقيون المتقدمة إنسانيا وحضاريا ودينياعلىمستوى الديانات السماوية. والمتواصلة مع شعوب الأرض علومًا وديانات ثقافة وحضارات تعاطفا وتضامنا مع الإنسانية أينما كانت لنصرة ألإنسان والوقوف إلى جانب الشعوب المضطهدة والمغلوبة على أمرها لم يبخل العراقيون يوماً بتقديم المساعدةإلى من يحتاجها ويستحقها من خلق الله هذه هي صورة العراق والعراقيون حيث تمتد روابطهم مع بعضهم أمتداد الأفق الإنساني الذي تجاوز القومية والطائفة والمذهب وامتزجت الأسماء والقبائل والقوميات والطوائف في روابط المصاهرة والنسب وحصلت زيجات حتى من أديان مختلفة خضعت لتسويات دينية منحتها الشرعية والاستمرار من اجل قدسية الروابط والحفاظ على الأسرة العراقية وتؤكد هذه الحقائق ملفات المحاكم الشرعية العراقية فأي شعب هذا وأي عمق أنساني بهذا السمو.. حتى بدايات ستينات القرن الماضي،على اعقاب انقلاب شباط السىء الصيت يوم جاء عفلق والزبانية بأفكارهم( الشوفينية )المشبوهة ليمزقوا أبهى الصور وأكثرها نقاءا في التاريخ ومنذ ذلك العهد البغيض وأساليبه( الميكافيلية) التي تبناها آنذاك الطغاة في الاضطهاد والقهر تارة والإبادة والتجويع والتهجير تارة آخرى حتى سلبوا الشعب إرادته وغيبوا قواه الوطنية وقياداته الدينية بالقتل والتشريد والتهميش وتمكنوا من تعميم ثقافة التمييز والعنصرية والطائفية وإلغاء ألآخر والتسلط ظلما على أعرق الشعوب حضارة وديانة وإنسانية وسماحة فتشرذمت روابطه وتشظت أرادته إلى تسعينات القرن الماضي يوم افتعل الطاغية حملته الإيمانية المزعومة بالتعاون مع قوى ظلاميه شريرة من عتاة التطرف والغلو المذهبي وجدوا في العراق جوا ملائماً ومسرحا جاهزا لزرع الفتنة وممارسة الإرهاب الفكري والتبشير بمذهب التكفير والتهديد والوعيد والتطرف الأهوج وتنظيم حملات  التشويه ضد مذاهب المسلمين السمحاء العتيدة في جذورها ألمعروفة في أأمتها التي يتعبد بها العراقيون المسلمون فاستخدموا المنابر والمدارس والجامعات والمناسبات تحت حماية السلطة وانظارها في الشتم والدس والكذب حتى تبرعمت  شرورهم بعد سقوط الصنم ونهايته حيث نمت بين ظهرانينا خلايا الإرهاب وحواضنه وراحت قوى الجاهلية والتوحش والشر والظلام تتقاطر علينا من كل حدب وصوب وتزرع الموت في ربوعنا وعقر دارنا عراق التسامح والمحبة والسلام حيث أشاعوا ثقافة القتل والجريمة والتخريب والهدم .. ولازالت جراحنا تنزف دما.. بل تنزف الحياة فهل نرعوي ونعود الى رشدنا وندرك ما يجري حولنا نحن العراقيون..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك