المقالات

الفيدرالية (أمل المحرومين)

1302 16:35:00 2008-04-29

( بقلم : جودي المحنه )

الفيدرالية نظام حكم محلي لإقليم أومحافظة تدير شؤونها الإدارية وتنظم حياتها الاقتصادية. وترسم خطط التنمية والصحة والتعليم والاستثمار والبناء والأعمار وما يناسب خصوصية المنطقة اقليما كانت أم محافظة من الإجراءات القانونية والإدارية والأمنية لامركزيا ولها صلاحيات مستقلة عن المركز. وترتبط بالمركز بمفاصل رئيسية وتشكل مع بقية الأقاليم او المحافظات غير المرتبطة بإقليم اتحادا كما ورد في الدستور العراقي الدائم في المادة الأولى منه أن العراق بلدا اتحاديا، والفيدرالية صيغة متقدمة من انظمة الحكم تناسب البلدان التي تتعدد فيها القوميات والطوائف والمذاهب وتتباين فيها الإرادات لأنها تحترم خصوصيات الناس وخياراتهم في الحياة، وتنتهج سبعون دولة من دول العالم المتقدمة نظام الحكم الفيدرالي ومن حسنات هذا النظام سرعة انجاز المشاريع والتنمية واستقلالية في العمل وأنهاء البطالة و سرعة اتخاذ الإجراءات ومعالجة المستجدات و سرعة انجاز معاملات المواطنين وحسمها من المحافظة أو الإقليم و استقلالية في ميزانية المحافظة اوالاقليم و تنفيذ الأولويات الضرورية حسب الاحتياج و الحيلولة دون نشوء ديكتاتورية المركزاوالدولة ويمكن للمحافظة أو الاقليم الفيدرالي أن يعقد اتفاقيات اقتصادية في مجال الأعمار والخدمات والاستثمار والتعليم والصحة مع دول أجنبية لخدمة المحافظة اوالاقليم. ويمكن للإقليم أن يتبادل تمثيلا دبلوماسيا محدود مع تلك الدول.. هذه هي الفيدرالية في خطوطها العريضة...وليست شيئاً آخر

لقد تحملت الفيدرالية تجنيا غير مشهود من الطعن والتشويه والإشاعات والتحريف وتطاولا غير مبررالى درجة الهستريا في بعض الأواسط السياسية العاشقة لديكتاتورية المركز والمصابة بهوس المركزية .. لقد واجهت الفيدرالية رفضا لايقبل النقاش والتداول اوحتى استعراض وجهة نظر من قبل البعض، لم نجد مبررا واحدا يتناسب وحجم هذا الرفض.. لماذا نرفض نضاما إداريا اقتصاديا اعتباريا آمن ينصفنا ويصون حقوقنا ويحمينا وأجيالنا القادمة من عاديات الزمن.. ؟و لماذا نرفض نضاما يوفرلنا البناء والتنمية وفق احتياج مناطقنا بعيدا عن الروتين والتحكم والتلاعب.؟ لماذا نستهلك الزمن والجهد والمال من اجل موافقة العاصمة..وتلك أساليب بالية تدخلنا في أنفاق الروتين. ولماذا نرفض نظاما يختزل الزمن والجهد ويصون المال العام ويحترم خيارات الناس في تقرير احتياجاتهم..؟

ومن منا لايعرف ان نظام الفيدرالية الحديث هو نظام الولايات القديم الذي مارسه المسلمون في الإدارة وحكم الأمصار منذ عصر الخلافة الى سقوط الدولة العثمانية  وتمارسه الآن اغلب دول العالم تقدما وتطورا وتحضرا... ماهو الضير اذن وأين تكمن المشكلة.؟. هل لان الفيدرالية تغلق الى الأبد منافذ التحكم والديكتاتورية وهوس المركزية والتسلط أم لأنها ستحمي المناطق والمحافظات المحرومة والمغلوبة على أمرها المقهورة على امتداد تاريخها من غول الفقر والحرمان والاستلاب والخراب... ماهو المانع اذن من ان نضع بأيدي هؤلاء المحرومون المهمشون في مدنهم ومناطقهم ومحافظاتهم قرار تحديد احتياجهم الى البناء والاعمار والمدارس او مراكز الصحة ا وحجم الاستثمار.؟ وماهو الضير أن تحترم خياراتهم في الحياة والبناء والاقتصاد والسياسة والتعليم..؟من الغريب ان نجد اليوم من يقف ضد مصالح الناس واحتياجهم دون مبرر واقعي او حقيقي واغرب نكته ان يدعي هؤلاء ان الفيدرالية انفصالا وتقسيما للعراق ويذرون الرماد في العيون ويتباكون على وحدة العراق المهددة بالتمزق والتقسيم من خطر تطبيق الفيدرالية ... ولو سلمنا بذلك. لماذا اذن لم تتمزق وحدة شعب وأراضي الهند او الولايات المتحدة او الامارات العربية او الجزائر ودول أخرى يناهز عددها سبعون دولة تعمل بالنظام الاتحادي الفيدرالي..

كيف تتمزق وحدة شعب ضاربة في عمق التاريخ ولها امتدادات وجذور حضارية ودينية وتاريخية وجغرافية وثقافية إضافة الى روابط النسب والمصاهرة. وكيف تتمزق أراضي دولة يعلن دستورها وحدة أراضيها وترتبط أقاليمها بدولة المركز وهي دولة اتحادية فيدرالية وفق الدستور الذي هو خيار شعب العراق ..وهل يعني حصول المناطق اوالمحافضات اوالناس على حقوقهم واستحقاقاتهم واطلاق خياراتهم في البناء والاعمار وتقرير الاحتياجات والمعالجات في مناطقهم..

هو انفصال وتمزيق لوحدة العراق... هل ان ادارة المناطق والمحافضات اوالاقاليم محليا والمتابعة والتخطيط والتنمية وتنفيذ الأولويات وحفظ الأمن ( وأهل مكة أدرى بشعابها ) هل ان هذا تمزيق وتهديد لوحدة العراق او ليس ذلك تعزيز وتطوير وتقدم يصب في إطار وحدة وأعمار العراق .. تكاد ان تكون كردستان العراق اليوم جنات عدن بفضل الفيدرالية .. أيجوز إن نبيح ذلك لشمال العراق فقط ونحرم وسط وجنوب العراق من تشكيل اقليم فيدرالي .او ان نقف ضدهذا..لنزيد المحرومين حرمانا.. ولماذا لايهدد اقليم كردستان وحدة العراق اذن.. هناك من يبرر قيام اقليم كردستان ويدعي ان لأهل كردستان خصوصية ونحن مع مشروعية هذا التبرير ونسجل احترامنا وتقديرنا لهذه الخصوصية ونؤكد سعادتنا بما حققه اقليم كردستان العراق من رخاء وتقدم لأبناء الوطن في الشمال ولكن أليس لنا نحن أيضا في الوسط والجنوب خصوصية الم نعاني معهم نفس ظروف القهر والاستبداد والقتل والإبادة والتشرد والتهجير والإقصاء والحرمان....

إن الترويج لمثل هذه الطروحات لااساس له من الصحة بشئ ولا يرقى الى مستوى المسؤولية والحرص الوطني والوفاء لهذا الشعب.... ومادام هؤلاء يتباكون على وحدة العراق والعراقيين لماذا لايرفعون معاولهم العاملة في هدم وحدة العراق والعراقيين.... ان الفيدرالية لاتهدم . بل ستبني. وهي لن تسبب انفصالا بل ستحقق اتحادا، وهي مستقبل العراقيين الواعد...وأمل المحرومين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك