المقالات

العاطفة والعدالة


 

سامي جواد كاظم ||

 

العاطفة بكل اشكالها، حب، حنين، صدقة،صداقة، صلة رحم، عقيدة وكلها بنسب متفاوتة مع عقلانيتها اي موافقة العقل لها ، والعدالة هي وضع الشيء في مكانه الصحيح ، والمشترك بينهما انهما بين طرفين ، فان كانا هما الطرفين فالمسالة تصبح بمنتهى الخطورة ، فان غلبت العاطفة ساد الظلم والفساد وان غلبت العدالة زاد الكره والابتعاد ، وهاتان المسالتان لهما عاطفة وعدالة مع المجتمع فهناك من يتعاطف معهما وهناك من يسال العدالة بينهما .

عندما تتسيد العدالة عقل الانسان فلا مكان للعاطفة عندما يكون هنالك خصمين فالعاطفة كلها شكل واحد مهما كان الطرف الثاني الا العاطفة مع العقيدة فانها تؤثر على عدالة الشخص من حيث ان العقيدة هي مبادئ العدالة عنده ـ بغض النظر عن صحة العقيدة من عدمها ـ فعندما يتعاطف الحاكم مع الاخ تتاثر العدالة وتبخس خصم الاخ ، وفي حالة انعدام العاطفة مع الطرفين فان العدالة تاخذ مجراها ، الا العقيدة فانها قد تتوقف امام عاطفة الاخ او الحبيب او القريب او الصديق او من له علاقة معه ويتحقق الظلم وقد لا تتوقف فتتحقق العدالة، ولان غريزة العاطفة لا يمكن كبح جماحها مع العقيدة في اكثر الحالات فان العقيدة تكون المعيار عند تنصيب حاكم او اي منصب رفيع.

وهنا نجد ان حكومات العالم ودوائرها الاستخباراتية يكون شغلها الشاغل دراسة الاديان والعقائد لان الدين له سحر خاص عند من يعتقد به ، فانه يمكن ان يكون اساس العدالة ويمكن ان يكون برقع الاحتيال عند المحتالين وذلك لسهولة من يتعاطف معه .

لايستغفلنكم من يدعي فصل الدين عن الدولة فكل حكام العالم لهم طقوسهم الدينية عند التنصيب اي لابد من المؤسسة الدينية مسلم مسيحي يهودي وغيرهم ، ولان الدين الاسلامي خاتم الاديان وفيه كل  احكام الفرقان فيما يخص الانسان، عبادة وعمل، فانه يكون الهدف والمستهدف ، فما من داعية الا والاسلام مصدره وما من مخالف للاسلام الا والاسلام مصدره وفي مختلف المجالات فلو قيل للعلماني لا تتحدث عن الدين الاسلامي وقل ما شئت ما لم يذكره الاسلام فان السكوت مصيره ، ولو قلت لاصحاب النظريات الاقتصادية هاتوا ما لديكم من نظريات اقتصادية سليمة لم يتطرق لها الاسلام فالعجز مصيرهم وتجد اصحاب الاشتراكية والراسمالية يتخبطون فيما بينهم لتحقيق الرفاه الاقتصادي وفق نظريات تضاربت فيما بينها والصواب فيها فقط ما اتفق مع الدين الاسلامي .

وياتي من يطالب بالمساواة للمراة الذي لا يفقه معنى اسم المراة لياخذ  من الاسلام ما ينتقده بعاطفته دون عقله وفي نهاية المطاف يفشل في مسعاه لان العلم اثبت عكس ما تبناه .

ومن هنا يتبين ان كل اصحاب هذه النظريات والايديولوجيات تشترك في صفة واحدة وهي عداء الاسلام ، على الجانب الاخر لمن يدعي الاسلام فمنهم من يخطئ الطريق فيزيد الطين بلة ليمنح المتقولين على الاسلام خيط يتشبثون به ليحاججوا الاسلام بينما اصل مبادئ الاسلام ليست بالامر السهل في تفسيره ولكن سهل في تطبيقه ، ولان الاسلام دين شامل وكامل فالمتتبع لكل الافكار المؤيدة او المعادية يجد ان لها ذكر في الاسلام .

من الطبيعي ان يتفق اعداء الاسلام على اختلاف اديانهم ضد الاسلام اي يتركون خلافاتهم جانبا لمواجهة الاسلام بينما المسلمين او لنقل بعض المسلمين يحيون خلافاتهم لتشتيت المسلمين بالرغم من ان الركائز التي تؤدي الى التوافق والاتفاق كثيرة وبينة لكن العاطفة عندما تاخذ طريقها الخطا فانها تجرف الحسنات لتخلف السيئات  

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك