المقالات

الى جريدة السياسة الكويتية ... الارتجال على حساب النص خطيئة

1714 17:56:00 2008-04-29

بقلم : سامي جواد كاظم

كل مشاكل العالم لابد لها من حلول وان تباينت هذه الحلول فهي ليست بالضرورة تعبر عن اصل الايديولوجية التي تبنى صاحبها حل المشكلة ، فالمسلم الذي يحل المشكلة المعترضة له او لمجتمعه ليست هي وجهة نظر اسلامية كل الطوائف تتفق على الالتزام بالنص والمقصود به القران والسنة المحمدية ولايمكن لاحد بمن فيهم رسول الله (ص) التجاوز على القران بل هو المبلغ الامين لما ياتي فيه الوحي الامين من الله عز وجل .

جريدة السياسة الكويتية الصادرة بوم السبت 26/نيسان كتبت مقال بقلم اشرف عبد القادر تحت عنوان ( لماذا كان الصحابة اكثر جراة منا ) حيث جاء هذا المقال ركيك والحادي من اعلى راسه الى اخمص قدمه فابتدأ المقال بالقول (الرعيل الأول من المسلمين كان أكثر ذكاءً منا وفطنة لمقاصد الشريعة,وفهموا أن المصلحة هي المحك والمعيار حتى ولو تعارض ذلك مع ظاهر النص, لأن مقصد الشريعة هو الصالح العام للناس, ولعل أبا بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاذ, وأم المؤمنين عائشة , ضربوا لنا أروع الأمثلة على ذلك-في حين أنه لم يفصل بينهم وبين عهد النبوة إلا وقت قصير- فنسخوا الآيات التي لم تعد صالحة لروح عصرهم لمسايرة عجلة الزمان التي لا تكف عن الدوران, فكانوا أكثر جرأة منا في نسخ الآيات لأن علم أصول الفقه لم يكن قد وضع أصلاً, فهذا العلم قد وضع بعد ذلك بفترة طويلة, ووضعه الفقهاء تحت ضغوط سياسية واجتماعية عليهم, فلماذا نقتدي بالفقهاء الذين قيدوا الإسلام بفقههم, وضيقوا علينا واسعاً ) .

ان استدلال الكاتب بامور تدل على جل غباءه ولعل الكثيرين الذين بعمدون الى حشر اسم علي (ع) مع شخصيات لا يمكن لها ان تقارن به وذلك تمريرا للمقاصد الخطأ التي يرومون تنسيبها الى الاسلام ، فهل يستطيع كاتب المقال ان يثبت لنا اية قرانية واحدة نسخها امير المؤمنين (ع) فمن اين جاءت هذه الجرأة لمن ذكرهم في نسخ القران الذي ( ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم ) ( قران احكمت اياته ) ومن ثم ياتي من يتجرأ وينسخ كلام الله فان ذلك نعم حصل ممن ذكرتهم ولكن هذه ليست منقبة لهم بل على العكس سيئة ستلاحقهم الى يوم الحساب ، واما ربط النسخ بعلم الاصول فهذا ربظ غير موفق وكون ان هذا العلم جاء نتيجة ضغوط سياسية واجتماعية فهذا غير صحيح نعم قد يكون وجده اتباع الخلفاء الثلاثة الاول الا ان الشيعة الامامية وجدته بعد انتهاء عصر النص ولظروف نحن في غنى عن ذكرها لانها ليست هي بيت القصيد .

ثم جاء الكاتب بمقولة ركيكة تراجعوا عنها السنة انفسهم الا وهي اصحابي كالنجوم وفي حوارية لي مع احد الوهابية وعند ذكري هذا الحديث اجابني انه حديث موضوع وجاءت اجابته هذه بعد دراسته للابعاد السلبية والنتائج الخاطئة التي تتبع اعتماد هذا الحديث فعلى سبيل المثال ان عمر وخالد بن الوليد ضمن الصحابة ولا يخفى على احد خلافاتهما لدرجة الزام عمر لخالد بالاقامة الجبرية .

وجاء اول استدلال الكاتب بالنسخ استدلال عبثي وهو (فأبو بكر رضي الله عنه وأرضاه, نسخ آية المؤلفة قلوبهم رغم وجود النص الصريح لهذا الحق في قوله تعالى:"إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم"). حقيقة الامر ان الذي الغى العمل بهذه الاية هو عمر وليس ابا بكر حيث الغاه الاخير في زمن خلافة الاول لانه هو الذي كان الحاكم المتسلط في حينها واما ان الالغاء وما كتب عن هذه المسالة الكثرة الكاثرة وسيدهم الاول عبد الحسين شرف الدين (قده) الا اني اود ان انظر الى سلبية تعطيل العمل بهذه الاية من جانب اخر ، اقول تخيلوا الشخص المستحق لهذه المنحة الاسلامية كيف هو حاله اكيد هو من المحتاجين ماديا وحتى يدفع عنه شبح الفقر والذلة فقد خصص له القران هذه المنحة والتي هي اصلا رد للجزية التي ياخذها الاسلام من غير المسلمين فاحدى منافذ صرف هذه الجزية هو الاستحقاق للمؤلفة قلوبهم فعندما ياتي هذا المستحق ويوصد الباب بوجهه فلو كان في قلبه نية اعتناق الاسلام فانه بلا شك سيعدل عنها بل سيزداد بغضا وقصة النصراني الذي اسلم وفي عهد عمر تنصر ثانية وهرب من ديار الاسلام نتيجة افعال راها من خليفة المسلمين فاستهجنها ونفذ بريشه ، والجانب الاخر المتمكنين من غير المسلمين الذين يدفعون الجزية فعندما يرون ان فقرائهم منعوا استحقاقهم فهذا يؤدي بالتالي الى التمرد والعصيان والتهرب عن الدفع ناهيك عن الاشكال الشرعي لذلك .

ومن ثم يعلل الخليفة المنع في الدفع ان الاسلام اصبح عزيز وهل هذا يعني انه في زمن رسول الله (ص) كان ذليل او ضعيف ؟ ومن ثم ياتي عمر بالرد العنيف لمن لا يستسيغ الاسلام من المؤلفة قلوبهم باستخدام السيف في قطع الاعناق وهذه احدى الرواسب التي خلفت الافكار السلبية الماخوذة على الاسلام ، ويا لسيف عمر الذي لم يخرج من غمده منذ ان اعلن اسلامه حتى مقتله بل لم يقتل ولا مشرك واحد ولم يقود معركة للمسلمين ولا واحدة باستثناء خيبر وعاد يسحل خلفه اذيال الهزيمة .

واليوم انظروا الى العرب اللاجئين في دول اوربا فان الاغلبية لهذه الدول تمنح رواتب للاجئين حتى ينهضوا بالمستوى المعيشي لذلك فهل هذا التصرف ناتج عن ضعف الغرب كلا بل ان هذا التصرف عاد عليهم بالمديح من قبل اغلب وسائل الاعلام العربية والاسلامية فان عوائل واقرباء ذوي اللاجئين يذكرون الغرب بالثناء عليهم لما يقدمون عليه من تسهيلات مالية لهم .

واما لعلي (ع) وقتلة عثمان قصة غير التي ذكرها الكاتب المحرف فان الذي قتل عثمان هم جمهور ولم يكن فرد او افراد معلومين اضف الى ذلك فان امير المؤمنين قال للمنافقين المطالبين بدم عثمان اشيروا علي بمن قتله وساقتص منه فلم يجدوا جوابا لذلك ، فالتلاعب بالالفاظ ليست من حسن الفطن للكاتب ، واما تاخر عثمان في اقامة الحد على قتلة الهرمزان فهذا ماخذ يؤاخذ عليه ولطالما وبخ امير المؤمنين عثمان لتقاعسه عن اقامة الحد على قتلة الهرمزان فلم يستجب له .

ثم عرج الكاتب على مأخذ اخر دائما يحاولون ابناء العامة التستر عليه لما فيه من السلبية وهي قضية صلاة عثمان صلاة كاملة في السفر ( وروي أن عثمان رضي الله عنه, رفض ترك قصر الصلاة في السفر,رغم ثبوت ذلك بالسنة قائلاً: "بلى ولكنني إمام الناس فينظر إلى الأعراب وأهل البادية أصلي ركعتين فيقولون :هكذا فرضت") اذن هذا يلزمه الغاء الافطارفي رمضان بالنسبة للمسافر اليوم الذي يستطيع ان يجوب العالم بارقى وسائط النقل المريحة على عكس ما كان يعانيه سابقا في زمن الدولة الاسلامية كما وانه لماذا لم تاخذ بهذه الالتفاتة ( الرائعة العثمانية ) اهل السنة اليوم ؟!!.

مشكلة الكاتب انه لا ينظر الا الى الحلول الخاطئة من بعض المتاسلمين كما سماهم دون الرجوع الى اصل النص المعتمد عليه التحريم او التحليل فمسالة البنوك والفوائد التي لها ابعاد سلبية شخصها القران والسنة النبوية لا يمكن له ان يستوعبها والذي زاد الطين بلة هو اتهامه بان المتاسلمين هم النصابين ولو تطلع جيدا على مواقع النت لوجد مئات الشركات النصابة من اليهود والنصارى الذين علموا المسلمين من ضعاف النفوس هذا النصب .فاجمالا المشاكل التي تعرض لها الكاتب هي موجودة والغير مؤهلين لحلها حل سلبي زاد الكراهية للاسلام موجودة ولكن لو تمعن الكاتب ومن يحذو حذوه لوجد سبب هذه التصرفات السلبية هو النسخ المزاجي للقران والسنة النبوية التي عطلها الخليفتان الاول الثاني وذلك بحرقها

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد الأطهار
2008-04-29
بسمه تعالى ,تحية لك سيدنا العزيز سامي العلو والرفعة ببركة مَنْ سمَوْ الى سُمُوّ ٍ لاسموّ َ بعده ,في الحقيقة لم يكن بعض ما ذكر الذاكرلجرأة بعض الصحابة لم تكن جرأة بل هي بدأت بالأنقلاب في عرفنا الحالي , الأنقلاب على القرآن المبلّغ بحضور عمر وغيره ونقلاب على وصايا رسول الله التي لاتحصى وبالتالي إنقلاب على الأسلام والرجوع للجاهلية الأولى التي تؤخذ المآخذ بالقوة والجبر والخداع والتضليل بعد إشاعة عدم موت النبي وقبلها اتهموا النبي بأنه يهجر وهذه الجرأه التي يقول عنها القائل هم أجرأمنهم فاليتجرّأ مثلهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك