( بقلم : سلام عاشور)
يبدو ان نجم السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري قد بدأ يخبو يوماً بعد يوم، وانه قد فقد الكثير من سلطته ونفوذه ولم يعد يأمر فيطاع كما كان اتباعه يرددون امامه... ومقابل انزواء (القائد المفدى- سابقاً) بدأ حازم الاعرجي يتقدم صفوف (زعماء التيار الصدري) الى درجة انه لم يعد يستشير (الزعيم الشيعي الشاب)! بل صار هو صاحب الامر والنهي ولايشاركه في اتخاذ أي قرار سياسي مصيري غير اثنين او ثلاثة من المجلس السياسي (السلطة العليا للتيار الصدري)، ولم يعد السيد مقتدى يتصدر اجتماعات المجلس بعد عودته من طهران، غير انه يتم اعلامه من دون سماع رأيه فيه.
ويتندر الكثير من الصدريين بتسمية السيد حازم الاعرجي بـ(حازم الظواهري) نسبة الى (ايمن الظواهري) مساعد ابن لادن والذي لم يبقى لسيده غير الاسم فقط.. وهكذا فعل السيد حازم اذ لم يعد للسيد مقتدى اية سلطة على معاوينه، بل الانكى من ذلك هو انه لايستشار حتى في اقل القضايا اهمية.
والسيد حازم الاعرجي كان يعمل- كما قال لنا مصدر مقرب من التيار الصدري – على ازاحة السيد مقتدى من الواجهة منذ احداث الزيارة الشعبانية في العام الماضي، اذ كان مقتدى الصدر قد ابدى رأيه بأن ما آلت اليه تلك العملية، التي وصفها بالهوجاء، كان ضرراً كبيراً بسمعة التيار الصدري حين وجه (هاونات) جيش المهدي مستهدفاً مرقد الامام الحسين(ع)، مما انحط من شعبية التيار وابعد عنه الكثير من مناصريه، ناهيك عن الخسائر الكبيرة بالارواح والمعدات التي تعرض لها جيش المهدي في معركته ضد الاجهزة الامنية.
ومنذ ذلك الوقت والسيد حازم الاعرجي يجري اتصالات ببعض زعامات التيار الصدري وجيش المهدي لاقناعهم بان السيد مقتدى الصدر سيغدر بهم في يوم من الايام، وكان الكثير منهم على قناعة بما يقول، غير انهم اكدوا له- اي للسيد حازم الاعرجي- ان الصدر يمثل خيمة لهم جميعاً، وفي حال ابتعدوا عنه او ازاحوه فانهم سيظلون بدون غطاء ديني مما يسهل على خصومهم امر تصفية جيش المهدي (هراوتهم الثقيلة)، ويحمل العديد من زعماء جيش المهدي الانتكاسات الاخيرة في الديوانية والكوت والناصرية والحلة، السيد مقتدى الصدر مسؤولية ذلك ويطلقون عليه اسم (سيد رخاوة) في مجالسهم الخاصة.
وظنوا انهم استراحوا عندما اقنعوه بالرحيل الى ايران ليتم دراسته الدينية هناك، وليخلى لهم الجو للعمل السياسي من دون تدخلاته او اعتراضاته، لاسيما وان صهره السيد رياض النوري كان سنده وساعده والقادر على مواجهة مناوئيه.. وما ان وقعت احداث البصرة الاخيرة وتحت ضغط ايراني على مقتدى الصدر الموجود هناك بان لايزيد النار الا اشتعالاً، فقد اظهر (السيد القائد) اثر ذلك موقفاً رجراجاً وغير منضبط، فتارة يحث على القتال وعدم تسليم السلاح وبعد ذلك بقليل ينقلب ليحث على الاستسلام للقوى الامنية الحكومية ويتبرأ من الذين يرفعون السلاح بوجهها! ويزعم عدد من (زعماء) التيار ان هزيمتهم في البصرة كان سببها الاول تضارب بيانات السيد مقتدى التي زعزعت قناعات عناصر جيش المهدي بمقابلة القوات الامنية الحكومية.
وانتهى الامر بهزيمة مدوية، وليس في البصرة وحدها هزم جيش المهدي، بل والناصرية والكوت والمثنى والديوانية والحلة والنجف ايضاً، مما ادى بالمتطرفين في زعامة التيار الصدري الى مصارحة السيد مقتدى بانه قد خذلهم وانهم سيسلمونه للسطات الحكومية في حال كرر مافعله قبل واثناء احداث البصرة.. ووافق مقتدى على شرطهم، غير انهم لم يأمنوا جانبه وارادوا ان يقصوا جناحه فقتلوا قبل عودته الى العراق صهره وناصره السيد رياض النوري، وقد افادت معلومات دقيقة بان حرسه الشخصي كان متأمراً عليه، وقد توصلت تحقيقات الاستخبارات الجنائية في شرطة النجف اواللجنة التي شكلها رئيس الوزراء بان حازم الاعرجي هو المستفيد من قتل رياض النوري، كما اعترف اثنين من المعتقلين بانهم قد نفذوا امراً من قيادات جيش المهدي بتصفية رياض النوري.
وبمقتل صهره وصديقه الوفي اصبح السيد مقتدى الصدر وحيداً ولا ناصر له، وقد خلا الجو تماماً للسيد حازم الاعرجي لتصفية حساباته معه، وقد استطاع الاعرجي ان يحصل على قرار من المجلس السياسي على منحه صلاحيات لايرجع فيها الى مقتدى الصدر كما كان هذا يجري سابقاً!!.
ويقول مصدرنا ان السيد مقتدى لايملك الان اية سلطة داخل التيار الصدري، بعد ان احتجز في بيته تحت حماية مشددة من خصومه في التيار الصدري، ومنع عليه مقابلة الصحفيين، ولم يعد يطلع على البيانات التي تصدر وهي تحمل توقيعه، فالرجل صار مثل غيره من العراقيين يسمعها من وسائل الاعلام المرئيسة والمسموعة!!
https://telegram.me/buratha