المقالات

الذي يولد و لا يموت ..


 

الشيخ محمد الربيعي ||

 

هي الشَّهادة في أنقى صورها و شفافيَّتها، هي من الله كرامة، و هي المصداق الواضح الصَّافي على النّاس و الحياة، لا يقدر أحد أن يشوّهه أو يلوّثه مهما تكاثرت المؤامرات، فالشّهداء هم من يشهدون على تقاعس بعض النّاس عن القيام بمسؤوليّاتهم، ويشهدون على الحياة بأنّ للحقّ أهله و رجاله يذودون عنه مهما غلت التَّضحيات .

و الشَّهيد هو▪️ المخلوق الوحيد الَّذي يولَد و لا يموت▪️، لأنَّه يقهر الموت بعطاءاته السَّامية، و يبقى نوراً و رمزاً لمن يأتي بعده، فبصمته أبداً لا تفارق الوجود..

فالشّهداء خبروا الإيمان بعمق، و عاشوه تجربةً، و عاهدوا ربهم و شعوبهم أنَّ عهدهم بالشَّهادة ليس كلمةً تطلق في الهواء، أو مجرّد ترفٍ أو لذّةٍ شخصيّة ذهنيّة، بل هو صبر و تضحية و جهاد، و معاناة ودفع لضريية الدَّم المجاهد الّذي يصنع فجر الأمم المستضعفة و المحرومة .

ستبقى يا { م ه ن د س } و يا { س ل ي م ان ي } و غيرك من الشّهداء و المجاهدين البصمة الجميلة و المعطاءة على جبين الوجود، و عهداً مسؤولاً في كلّ ضميرٍ حيّ، إنّه الالتزام في زمن الخنوع و الولاءات المشبوهة،  الالتزام المتجذِّر في عمق الإيمان الزّاهي بعبق الدّماء، و المستند إلى صدق الإخلاص في كلّ تجلّياته الروحيّة والأخلاقيّة و الإيمانيّة .

و يبقى الشّهداء أمانةً لا يجوز التّفريط فيها، بل لا بدَّ من العكوف على المحافظة على دمائهم و النَّهل من تجربة الشهادة، لنتعلّم منها كيف تكون الإنسانيّة في مصداقيّتها و وعيها و جهادها، و كيف تكون إرادة الصَّبر و التّحدّي، و كيف تكون العبوديّة لله وحده عطاءً متدفِّقاً للإنسان و الحياة، و كيف تكون الحريّة و الكرامة ماثلةً في الواقع سيرةً و صفحاتٍ من العزَّة و قهراً للذلّ .

نَم قرير العين يا ( م ه ن د س )، و يا ( س ل ي م ان ي )،فالحقّ الّذي ناضلت من أجله سيبقى حيّاً، له أهله من الَّذين ينتظرون الشَّهادة بصدقٍ و إيمان وما بدّلوا تبديلاً...

نعم نعم للاسلام

كلا كلا امريكا

كلا كلا اسرائيل

كلا كلا للعملاء و المنافقين

و تبقون ذكرى الوجع

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك