( بقلم : سلام عاشور )
خلال اقل من شهر أطلق جيش المهدي أكثر من سبعمائة صاروخ وقذيفة هاون على المناطق المدنية في بغداد.. ولم تتجاوز خسائر القوات الأمريكية جراء هذا القصف أكثر من ثلاثة قتلى وضعف هذا الرقم من الجرحى.. وإذا ما أجرينا حسابا بسيطاً فأن صاروخين وربما ثلاثة وفي أقصى التقدير ربما عشرة هي التي تسببت بقتل وجرح الجنود والمدنيين في المنطقة الخضراء. واذا كان هذا هو الحال، فأين ذهبت صواريخ ومقذوفات جيش المهدي و أي المناطق استهدفت وكم قتلت من المواطنين المدنيين؟
يقول المراقبون العسكريون والامنيون ان قذائف جيش المهدي نادرا ما تكون قد اخطأت اهدافها لانها تطلق على الأهداف من مناطق قريبة.. وهذا يعني ان الصواريخ والمقذوفات التي أصابت الكمالية لم تكن موجهة نحو المنطقة الخضراء والتي سقطت في منطقة الشعب كانت تقصد المنطقة او جوارها القريب، وان منطقة الشعب لم تكن حياً في المنطقة الخضراء ولا توجد فيها قاعدة أمريكية.. وصواريخ جيش المهدي سقطت كذلك فوق رؤوس ابناء مناطق الكرادة والزعفرانية والاعظمية والكاظمية وحي اور وشارع فلسطين وغيرهم وكل تلك المناطق لم تكن مستعمرات امريكية ولا قواعد لقواتها.. وان المئات من الضحايا لم يدفنوا في سان فرانسكو ولا فلادليفيا او غيرهما من المدن الامريكية بل دفنوا في النجف ومقبرة الاعظمية ومقبرة براثا، فهل سمعتم ان امريكياً عندما يموت قد دفن في مقابر عراقية ؟!
الصواريخ السبعمائة كانت تستهدف العراقيين والمدنيين منهم قبل كل شيء وما توجيه صواريخ قليلة الى المنطقة الخضراء وهي بالطبع يسكنها من العراقيين مايزيد عن تسعة امثال ما يسكنها من الامريكيين، كان الهدف منه ذر الرمال في العيون، ليظهر الصدريون وجيش المهدي انهم انما يحاربون الاحتلال وهم مصممون على اجبار القوات الاجنبية على الرحيل!!
ولربما يسأل سائل: الهذا الحد يستطيع جيش المهدي أن يستخف بعقول الناس ليجعلهم يصدقون ان معركته الرئيسة هي مع القوات الامريكية؟ والجواب على ذلك هو انهم ـ أي جيش المهدي ـ كأي عصابة من المرتزقة والاشقياء لاتدرك او لربما لاتكترث بما يتصوره الاخرون عنها، فهي سادرة في اعمالها الاجرامية ضد العراقيين، من دون ان تحسب نتائج تلك الاعمال وتأثيرها على الرأي العام، وان كان هناك من يصدق مزاعم(التحرير) او لايصدقها.. فـ((الجماعة)) ماهم الا عصابة من الحمقى والمهووسين بالقتل، ولم ولن يترقوا في يوم من الايام ليصبحوا بشرا بالنفوس وليس بالاجساد والاشكال ليهتموا بقيمة الحياة التي منَّ بها البارئ الخالق على الانسان.
ويذهب بعض المراقبين السياسيين الى ان صواريخ جيش المهدي لها جملة من الاهداف من بينها خلق حالة فزع ورعب في جميع مناطق بغداد، لعل وعسى ان ينتفض الناس على الحكومة!! وهذا تفكير ساذج وبدائي، لان الصواريخ والقنابر التي تتساقط على المدنيين لم يكن الجيش ولا الشرطة هما الجهة التي تطلقها، بل عصابات جيش المهدي التي تفاخر بانها اصابت المنطقة الخضراء في حين تكون منطقة الشعب((شمالي شرق بغداد)) من تلقى هدايا جيش المهدي التي لاتشبه في شكلها ولا في فعلها الورد واغصان الزيتون التي دعا سماحة السيد مقتدى الصدر جيش المهدي لتقديمه للقوات الامنية العراقية؟؟
https://telegram.me/buratha