المقالات

التقريب يبدا بخطوة لا تتحدثوا عن التاريخ


 

سامي جواد كاظم ||

 

لو شاء الله عز وجل واعاد ابطال التاريخ المختلف عليهم الى الحياة الان لزاد تفرق المسلمين ، هنالك عقول ترسخت فيها احداث وروايات سطرها المؤرخون بين الصادق والدجال والغشيم والنتيجة اثنين سيء مقابل واحد حسن يعني تبقى الاوراق الصفراء تنفث سمومها الصفراء

كل البرامج الحوارية وبدون استثناء زادت من التفرقة اكثر مما افادت وحتى حواراتهم تتصف بروح الانتقام والانتقاص والغلبة لبطل الحلبة ، هذا ان لم تكن بعضها مدروسة لخبائث في نفوسهم مغروسة

يقول الامام الرضا عليه السلام عندما سئل كيف نحي امركم قال لو علموا بمحاسن كلامنا لاتبعونا ، محاسن الكلام هي الخير الذي يخدم الانسان وفق الزمان والمكان المناسبين وليس الجلوس وسط السكارى ونصيحتهم  بالقول تزودوا فان خير الزاد التقوى .

الحوارات في غرف مغلقة وبين ذوي الاختصاص نعم ممكن ذلك ومن غير التخريج والتهريج امام الملأ حتى يمتلئ القلب غيضا وغضبا على الاخر .

انا متمسك بما اؤمن وهذا لا يسمح لي بان اجامل على حساب ما اؤمن ولا افرض على الاخر ما اؤمن ولا ارفض الاخر لانه لا يؤمن بما اؤمن ولا اثير غضبه باثارة ما يختلف به معي بما اؤمن ، ومحمد سيد الخلق وافق في صلح الحديبية ان لا يكتب بانه نبي او رسول الله فهل تغيرت الحقيقة عندما لم يكتبها ؟ فالواثق مما يؤمن لا ينفعل بما يقال عن ايمانه .

السياسة اللعينة وفق مفردات العولمة هي من تمكنت اثارة هذه الخلافات تحت ذريعة التعدد وتقبل الاخر وهي تزيد من التشتت وتهميش الاخر ، هذه السياسة التي جعلت بعض مفرداتها تصبح في عمق الدين بينما الدين هو من يحتويها بمعانيها وليس بمصطلحاتها الملونة التي تستطيع ان تزيغ من اية ادانة وتقريع ، واليوم حتى لا تحتاج الى الزوغان بفضل الاستهتار العلني بقيمة الانسان ومهازل حكام اخر زمان فهل يصدق عليهم حكم الصبيان ؟

اتابع بعض الكتب التي لا يصح ان تطبع ، وعدم الصحة ليس لانها خطا المعلومة بل لانها خطا التوقيت ولا تجدي نفعا ان اثيرت ، فما الغاية من التاكيد بان اللعن شرعي وجاء به نص ؟ وما الفائدة من تكذيب تسلسل الائمة الاثنى عشر عند الشيعة ؟ وما الفائدة من تبرير او تكبير بعض حروب المسلمين ؟ ولما تنتقمون وتنتقدون كل من يؤمن بالمهدي المنتظر ؟ ولماذا تصرون على كفر بعض الصحابة ؟ هل انت الحكم ؟ هل انتم وكلاء عن قادة التاريخ ؟ فاذا الامام الحسن عليه السلام صالح معاوية فحاول اصحابه قتله وبعضهم رفض صلحه ونحن القائلون بانه امامنا فهل الاتباع انتقائي ؟ وانتم تقرون بان الخليفة الاول والثاني يشهدون باعلمية علي وما تعصيه المعضلات فلماذا تنقمون على من يردد اسم علي ؟

دعوا هذه الامور والتفتوا لغدكم واحذروا من مكائد الشيطان التي تتمثل بالادعاءات الناعمة التي تخفي بين طياتها سم قاتل ، اصفحوا وتصافحوا فانكم تقطعون حبائل الشياطين في الوقيعة بينكم .

لا تستعجلوا في تصديق او تكذيب اي خبر ابحثوا عن الجوهر وفكروا بالاثر ان كان خيرا وفيه رضا الله فلا باس بتصديقه وان كان فيه شبهات فتجنبوه لا تغرنكم الاسماء والالقاب التي تعلن عنها وسائل الاعلام العالمية مثلا البروفسور جونسون يؤكد على افضلية الاسلام ، او العسكري برفور يكشف عن مؤامرة في السعودية ضد ايران ، او الاقتصادي هانوم يحذر من كساد اقتصادي وانتم لا تعرفون اصلا هذه الاسماء ولكن تنقادون وتصدقون بها عشوائيا وتؤثرون فيها على بلدانكم .

لا تكونوا ادوات بيد غيركم والجدال العقيم هو الجدال التاريخي لانه اصلا اصبح عقائدي حتى في توافهه .

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك