المقالات

مهازل الخطاب الصدري – وقفة أولى

1797 02:47:00 2008-04-27

( بقلم : كمال ناجي )

ثمة لعبة أصبحت مملة يقوم بها التيار الصدري و على مستوى قياداته البارزة ، حيث يسهل ملاحظة أنهم و خلال الأشهر الماضية يشيعون عن طريق تسريبات لهذه الجهة الإعلامية أو تلك خبرا يحمل موقفا أو فحوى للرسالة أو الخطاب أو الخطبة المنتظرة للسيد مقتدى و دائما ما يكون الموقف المسرّب خلاف الموقف الذي يتلى عبر تلك الرسائل و الخطب . لنرى بعد ذلك ظهور مانشيتات إعلامية في الفضائيات و الصحف و عناوين الأخبار تشترك في العبارة التالية : " خلافا لما كان متوقعا أعلن الزعيم الشيعي الشاب ... الخ " .

 إنه نحو من التذاكي على أية حال فالهدف هو إدخال الجميع في حالة ترقب و انتظار على جمر سياسي و أمني متوقد . و لكم يذكرني هذا النوع من المهازل الإعلامية بما كان يحدث أيام صدام حسين المقبور . بالطبع فإن الأمر ابعد من أن يكون مصادفة أو حادثة عابرة لا تستدعي لحظات من التأمل في هذا التشابه في الأساليب و الآليات بما يعكس و ينمّ بتشابه في العقلية التي تجمع الطرفين . لا أريد أن أعيد سرد الكثير من النقاط في هذا الصدد تلك التي ذكرناها في كتابات سابقة لنا أو ما كان و لا يزال يرصده الأخوة مع تطور الأحداث و اتضاح الصورة و تكشف الغايات و جلاء الأهداف الصدرية ، تلك النقاط التي توضح إلى أي حد يتشابه مقتدى الصدر و تياره مع صدام و بعثه و رفاقه .

ليست هذه دعاوى مجردة و لا هي رغبة في تسقيط سياسي لطرف نختلف معه مع أنني من المستقلين الأقحاح ، بل هو إنصاف للحق و جرأة فيه ، إصرار على قول ما يتحرج منه الكثيرون وهم موقنون به و متسالمون عليه . طيلة فترة التسعينات كان نظام صدام حسين يستخدم في مواجهته ذات الأسلوب لنرى أن العالم بأسره يقف على أطراف أصابعه منتظرا خطاب السيد القائد المهيب الركن و القائد العام للقوات .. إلى آخر الكليشة ليأتي الخطاب بفحوى تخالف تماما ما سبق لأبواقه في الداخل و الخارج أن أشاعوه و تناقلته وكالات الأنباء العالمية كونه تسريبات من مصادر عراقية مطلعة . إن الهدف من هذه اللعبة ليس خفيا على المراقبين الذين خبروا مثل هذه الأساليب و إن انطلى بعضها على الناس البسطاء .

إذ يؤشر هذا الأسلوب أولا إلى رغبة غير طبيعية في حب الظهور و جذب الانتباه إلى الذات ، فالقائدان العتيدان مسكونان برغبة عارمة في أن يتلقف القاصي و الداني أخبارهما و أقوالهما و جديد مواقفهما و أن يكون ذلك على شكل قيامة إعلامية سابقة و لاحقة لحدث الخطاب أو الظهور ليعزز من الإحساس الداخلي لديهما بأنهما في بؤبؤ العالم أجمع .

و ثانيا إن ما يشاع دائما قبل الخطاب أو تلاوة البيان يكون مستفزا و متحديا و مشعرا باختلاق أزمة جديدة ليأتي من بعد كل ذلك الأمر على عكس الإشاعة أو التسريب تماما فيسهم في رسم صورة زائفة بشكل غير واعٍ أحيانا في ذهن الناس يبدو معها صاحب الخطاب أو الرسالة مرنا و مفعما برغبة تجاوز الأزمات و السعي إلى إيجاد الحلول المرضية و المنطقية و أن السيد القائد ينطوي على حكمة رفيعة و بعد نظر حاد مع أنه من أختلق الأزمة و أججها و رفض الحلول العقلانية التي تطرحها الجهات الأخرى .

و ثالثا يدل مثل هذا الأمر من وجهة نظر علمية على الشعور بأن الخيارات التي يمكن الأخذ بها محدودة للغاية فيلجأ إلى خداع ذاتي بتأجيل المأزق النهائي و توليد حلول و خيارات ليست في واقعها مما يمكن عده خيارا .

 إنه نوع من التعويض عن فقدان القدرة على اتخاذ موقف قوي باجتراح اللاموقف الذي يمتلك تأثيره و قوة إقناعه للذات من الانقلاب على صخب اللحظة الأولى تلك التي كانت تتمثل في الضجيج الإعلامي الذي يعتبر نوعا من التهديد .

و رابعا هو التلذذ السادي عن طريق توظيف الخطاب بوصفه أداة إخافة و تهديد . فالصدريون يشعرون في لحظات الصخب المفتعلة قبيل خطابات مقتدى الصدر بلذة لا توصف و هم يرون ملامح الخوف ترتسم على وجوه بعض المواطنين العاديين بعد أن يشيعوا أنهم بصدد تلاوة بيان للسيد القائد سيعلن فيه ما يفتح شوارع المواجهات و أزقة الدماء الجارية بلا ذنب و لا جريرة . و تعود اللذة إليهم بعد الصخب الذي يتلو البيان أو الخطاب ليظهروا أنفسهم و كأنهم حمائم وديعة يحبون السلام و الرخاء و الحرص على حفظ الأرواح و الممتلكات . و لا ادري إلى متى يستمر هذا الأسلوب المراوغ و المخادع و حتى متى يقف الصدريون عند حدّ لا يحيلنا إلى مطابقة جثة الماضي البغيض على جسد الحاضر .. ولنا وقفة ثانية مع مهازل الخطاب لدى الصدر و أتباعه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المظفر
2008-05-01
إن الإندفاع الجماهيري الوجداني والرغبة الملحّة الحاجة المتزايدة للتغيير خصوصا ونحن تتقاذفنا الأهواء الشيطانية لسماسرة الدين والوطن من سيء إلى أسوء وكذلك خضوع القرار السياسي للوطن للهيمنة الميركية والإستجابة الذليلة لأغلب قادة الأحزاب والكتل وتوتر الشارع العراقي والصرخة الجماهيرية الصاخبة ضدّ الظلم والطغيان بثوب الديمقراطية الزائفة ، إن ذلك وأكثر هو ما يجعل الشارع العراقي يميل إلى توقع التصعيد في البيانات قبل إصدرها أو الخطابات قبل إلقائها وليس السيد مقتدى أو أتباعه الذين تعودوا حكمة قائدهم وصبره
قلبي على بلدي
2008-04-27
اقسم لكم ان من ضياع الوقت ان نتكلم عن هكذا مراهق لايعرف الخطابه ولاحتى اصول الكلام علما ان الفضائيات وحتى الشريفه منها اعطته حجما اكبر من حجمه فانا ارى ان زمن مقتدى ولى ولكن علينا ان نتغاضى عن ما يقوله وكذلك عن خطاباته لانها لاتشبع ولا تغني من جوع فكل يوم يخرج لنا بخطاب جديد لايختلف عن الخطابات التي سبقته الا باليوم والتاريخ فلنترك مقتدى وخطاباته ولنركز بكل جديه وامانه اذا كنا نبحث عن الحقيقة لنركز عما اقترفه وعصاباته في مدن العراق كافه بكل طوائفها حتى لاتضيع الحقيقة تحت اغطية المداهنه و التملق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك