المقالات

سفسطة مهزلة العقل البشري


  سامي جواد كاظم ||   الارتقاء بالمستوى الثقافي للمجتمع دون المساس بالثوابت العقائدية امر حسن ومن يعمل على ذلك بشرط انه يحمل الثقافة الارقى مع الاسلوب الارقى في الارتقاء يكون محل احترام وتقدير، اما تهويل التخلف واختلاق قصص خيالية خرافية لدعم ما تدعيه من ظاهرة سلبية ما ، فهذا العمل هو التخلف والسلبي بعينه، او ان هنالك من يبحث عن قصص العجائز ليستخدمها دليلا على ما يدعيه فهذه هي السفسطة بعينها . تطرق الدكتور المرحوم علي الوردي في كتابه مهزلة العقل البشري لظاهرة سلبية تخص ثقافة المجتمع الدينية الخاصة بالطائفية والاقتداء بالمعصوم ، فالموضوع في ذاته صحيح ولكن اثارته باسلوب وردي وابتداع قصص للتاكيد هذه هي المهزلة بعينها ، ومشكلة من يدعي العلمانية او الحداثة انه يبحث عن خزعبلات التاريخ او حكايات العجائز او نقاشات المقاهي ليدلو بدلوه ويعمم ما يريد ان يقول على المجتمع . المذاهب وخصوصا السنة والشيعة لا احد ينكرها والاختلاف فيما بينهما موجود ومسالة تفضيل الصحابة والائمة فيما بينهم موجود اذا كان التفضيل بين الانبياء موجود فكيف لا بين الصحابة، وكل من يفضل من يريد له الحق في ذلك ولا يحق للاخر انتقاده ، وان الامر يعود لله عز وجل هذا امر معروف وليس بجديد ما جاء به جناب الوردي ولكن عجبي على انتقاد من يتبع المعصوم بالقول دون الفعل فياتي بقصة خرافية مجهولة الحاكي والمصدر وهزالة الفكرة وسطحية المعنى حيث يسرد هذه القصة في ص 73 ( يُحكى ـ فعل مضارع مبني للمجهول يعني الحاكي مجهول ـ ان رجلا كان كثير البكاء على الحسين عليه السلام وكان لا يفتأ ان يقول ليتني كنت معه فافوز فوزا عظيما ، وشاء القدر ان يرى الحسين في منامه ـ لاحظوا في منامه حتى تستكمل الخزعبلة ـ وهو محاط بالاعداء من كل جانب وحيدا يستغيث فلا يغثه احد ونظر الرجل الى الجيش والقتلى وادرك الرجل ان الحسين في شدة فخفض الرجل راسه واخذ يهرول بين التلال مخافة ان يراه الحسين فيستدعيه لنصرته ـ هنا حتى يظهر الوردي انتصار رايه وعبقريته في استدلاله ـ ولكن الحسين راه فناداه الحسين واعطاه سيفا ودرعا ليقاتل معه فاستلم السيف والدرع واطلق ساقيه للريح لا يلوي على شيء حيث لم يكتف بخذلان الحسين بل سرق سيفه ودرعه هنا انطلقت اسارير الوردي بهذا النصر المبين وبدا يسرد ارائه العبقرية في النقد وجعل الرجل ليس بجبان واكذاب  بل كذلك سارق ، وان المفروض علينا ان ننادي بالحق ونعمل به لا ان ننادي به فقط مثل اصحاب المنابر نعم ما ننادي به صحيح ولكن المطلوب التطبيق ، وكانه يعتقد اي الوردي انه جاء بشيء  جديد او اكتشف الحل وليعلم هنالك قصة خزعبلية على نقيض قصته وايضا يُحكى ان رجلا ينادي ياليتني كنت مع الحسين وفي منامه راى الحسين محاطا بالاعداء فرمى له الحسين سيفه ليقاتل فاخذ سبفه وقاتل اعدائه وبقوة رهيبة وعندما استيقظ من نومه شعر بانه يملك قوة عجيبة جاءته بفضل نصرته للحسين عليه السلام ، فهل يصح الاستدلال والاستهزاء بالاخرين وفق هذه القصة ؟ نعم انا اؤيده بعدم اثارة النقاشات الطائفية والمفاضلة ولكن هذا الامر يقال للجميع وانا انقل للقارئ المعجب بالوردي هذه الحادثة لابن صديقي في المدرسة وهو يسمع المعلم يمتدح فلان على حساب الامام علي عليه السلام فقال له التلميذ هل تتمنى ان تكون معه يوم القيامة ؟ فطرده من الصف ، هنالك من ليس لديه الثقة بما يؤمن فيحاول ارغام الاخر على الايمان بدلا من ان يتركه وشانه مثلما الاخر ان يتركه وشانه وليؤمن كل منا بما يؤمن وهذه حقوقه، ولا احد يستطيع ان يغير التاريخ لا سيما الخلفاء الراشدين الذين هم استمرار لدولة الاسلام مهما يكن تسلسلهم وللتاكيد بخصوص هذا الموضوع فان الامام الرضا عليه السلام وضع نظرية رائعة لنشر المحاسن دون المساس بالاخر عندما قيل له كيف نحي امركم قال لو علم الناس بمحاسن كلامنا لاتبعونا ، فعليك ايها المسلم ان تنشر فضائل الاسلام ومحمد وعترته واصحابه بدلا من التنقيب عن الكبوات للتنكيل بالاخر .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رسول حسن نجم
2021-12-20
تفضل الامام الصادق عليه السلام بالقول(خذوا الحق من أهل الباطل ولاتأخذوا الباطل من أهل الحق).. الدكتور علي الوردي عالم اجتماع ينظر الى واقع العامه من العراقيين ويبني اغلب آرائه على ذلك وليس له علاقه بالدين والعقيده سوى تدين وعقيدة البسطاء من الناس.. وأماروايته في قصة ذاك الرجل الذي رأى مناما فيحكيها بعض العوام من العراقيين الغير متدينين على سبيل اللطيفه! أما الواعين منهم فلايتجرؤون على الذوات المقدسه بأسلوب رخيص.. مع ذلك فالرجل له باع طويل في توضيح الشخصيه العراقيه الواقعيه بغض النظر عن الدين أو الطائفه أو المذهب...
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك