المقالات

كلام عن زيارة مسول اماراتي الى ايران..!


 

 محمد صادق الهاشمي ||

 

 خلاصة الكلام  هي ان الامارات عبارة عن شرطي امريكي تطبيعي في المنطقة فلماذا تستقبلها ايران ؟ .

هذا سوال وسوال اخر ماذا لو استقبلت الحكومة العراقية اي مسول اماراتي الا تقوم الدنيا ولاتقعد؟.

 واخرين يقولون لماذا لا يمد شيعة العراق الجسور مع الخليج على غرار ما تفعله ايران ولكل بلد مصالحه فلماذا يضحي شيعة العراق بمصالحهم؟.

 وكلام اخر كثير بحسن نية وسوئها يدور في الوسط الاعلامي الاوسع

وفي مقام الاجابة وبدون مقدمات وميول وانما  هنا حديث عن الوقائع كما هو نشر الى ما يلي:

اولا / لم تمنع ايران العراق  يوما من اقامة اي علاقة مع الدول العربية بل كانت وما زالت تحث العراق على اقامة افضل العلاقات مع العالم العربي وفق قواعد الاحترام الدبلوماسي المتوازن لقواعد المصالح وبما يحقق الامن للعراق  لكن المشكلة لا تكمن في شيعة العراق ولا في ايران وانما في الخليج الذي لا يحترم الا القوي فان خضع الخليج  لإيران كقوة اقليمية لأنها قوية  متماسكة موحدة وهذا يعني  ان شيعة العراق وعموم الاحزاب مدعوة ان تقيم افضل العلاقات ان تمكنت الحكومة العراقية ان توظف العلاقات لخير العراق ومنع الارهاب او تحويل العراق الى سوق استهلاكي مقابل تعطيل التنمية وتجويع الملايين ومنع التطور .

ثانيا / بنظرة دقيقة  لطبيعة العلاقات التي تحكم ايران مع العالم العربي والاسلامي تاكد لدينا حقيقة قائمة خلاصتها ان لا تقيم اي دولة عربية مع ايران لتنهب ثرواتها دون ان تقدم لها شي او لتجر ايران الى التطبيع او حتى تجعل العلاقة نوع من التآمر والتسلط والتجاوز على امن ايران  بل ايران تلقن وتفرض – بقوتها – على اي دولة تقيم معها علاقة احترام قانون ايران ومصالحها ومصالح الشيعة وان تمكن شيعة العراق من هذا فجزاهم الله الف خير .

ثالثا / ايران منسجمة مذهبيا موحدة في الدخل والخارج وتمتلك روية موحدة للسياسة الخارجية وفق قاعدة (مصلحة الاسلام والشيعة) وتقليص هرولة الخليج وراء الغرب من خلال ربط العلاقات الاقتصادية وغيرها لجر الخليج من خيمة السعودية وامريكا الى خيمة التلاحم الاسلامي ولو بالحد الادنى وهذه الاسس هي القاعدة التي تجعل ايران تقيم علاقاتها الدبلوماسية الاقليمية والدولية وفق اسس لا وفق تسيس خليجي وهناك فرق يدركه العقلاء بين ان تكون سيدا وبين ان لا تكون .

رابعا / كل منصف يدرك ان ايران لا تقيم علاقاتها بما يسبب للشيعة وعموم المسلمين الضرر لاجل مصالحها بل العزة والكرامة والامن لشعوب المنطقة هي الاسس الثابتة, ولولا هذا لرسخت افضل العلاقات مع امريكا على حساب فلسطين ولما الغت الوكر التجسسي سفارة اسرائيل في طهران ومكنت الشعبي الفلسطيني المسلم منه ومن العزة داخل غزة وفلسطين, ونفس الكلام ومن باب الاولى الايرانية مع الخليج وأي دولة  بان تنعكس تلك العلاقات على شيعة العراق والمنطقة .

وسوال اجمالي يطرح نفسه متى كانت ايران متخلية عن دورها في حماية المسلمين لأجل مصالحها؟, والعكس هو الصحيح فأنها تضررت وحوصرت وخسرت المال والدماء لاجل المسلمين ومن اراد ان يراجع التاريخ القريب فليقلب صفحات الوثائق القريبة باحداثها ويتعرف على موقفها في البوسنة ولبنان واليمن والعراق وسورية وتبقي .

رابعا / متى اعترضت ايران على العراق رسميا حينما يخطط ويسعى لعلاقات مع الخليج ؟,  ومن اراد ان يتأكد فليراجع الاحداث القريبة فقد سعى المالكي حثيثا لهذا وافتتح العبادي السفارات للخليج وتم توقيع اتفاقات متنوعة زمن العبادي وعادل عبد المهدي وفتحت المنافذ الحدودية (عرعر والحميم وغيرهما) ولم نسمع من ايران اي اعتراض بل كان المسول العراقي ياتي بعد جولته الخليجية ليزور ايران ويتم استقباله من اعلى الهرم في ايران وهو المرشد الاعلى الامام  الخامنئي فمتى حصل الاعتراض حتى يقال ان ايران تمنع اقامة العلاقات على شيعة العراق مع الخليج او اي دولة,  لكن ايران طبعا ترفض من باب الحرص على العراق ان تقام علاقات مع الخليج والأردن ومصر على اساس النهب والسلب لصالح هذه الدول واعطاء النفط المجاني لهم دون مقابل  للعراق و ترفض ايران ذات القوة ان يتم استبدال مشروع الاستثمار الصيني الذي وقعه عادل عل المهدي مقابل اتفاق بائس,  مع الاردن وان يمد انبوب نفط العرق الى الاردن بابخس الاثمان ومن اموال العراق دون نفع يعلم او ان يوق العراق جولات التراخيص النفطية لنهب ثروات العراق. وهل قبلت ايران ان يمنح العراق الكويت منافذها المائية وبعض ابار البترول والاراضي ؟

خامسا / هذه ايران تخطط بعقل إستراتيجي وهي تدرك بعمق نابع من فهم استراتيجي وتخطيط عميق تنتجه مراكز الدراسات عن المعادلات الدولية المتغيرة وأهمية ان يكون الشيعة لهم مكانتهم ومن هنا تنطلق ايران لربط الخليج والمنطقة بخط الحرير ليكون المشروع الامريكي ثانويا وتكون دول المنطقة مستقلة في التجارة والاقتصاد وتعيش حالى التنمية بعد ان يجف النفط وفق الدرسات بعد (40 عاما) من الان وتتبدل المعادلات الامنية والسياسية وتظهر محاور قطبية جديدة وتنتهي اخرى بينما  البعض من الشيعة في العراق والاخرين في المنطقة في سبات فلا تلوموا ايران ان سعت لبناء المستقبل لنا جميعا سيما الوقائع اثبتت فشلنا في بناء الدولة فضلا عن بناء مستقبل الدولة الاستراتيجي .

سادسا / من ينظر الى ايران نظرة عقائدية بانها دولة تحمي مصالح الشيعة فانه يثق بخطواتها ومن لا ينظر هكذا فانه تلازمه عقدة الجغرافيا ولا كلام في البين .

 سابعا / لو نظرنا كمثال الى العلاقة التي اقامتها ايران مع الروس ابان احداث داعش عام 2014 على يد الشهيد  سليماني  فانه يجد ان ايران وظفت الدب  الروسي لضرب بكامل قوته ضد داعش وحماية المسلمين وحديث السوخوي الروسي في العراق خير شاهد, بينما الامريكان لم يتدخلوا الا بعد اربعة اشهر ولم يوفروا إلا بعض الحماية الجوية في العراق لوقت محدود وارتهان للاجواء العراقية وبقاء للقواعد واستهداف لمقرات الحشد وسفك لدم الشهداء والوية الحشد وسفك دم الشهيدين ( الحاجين سليماني وابو مهدي ) والى يومنا  تمارس التامر والانقلابات ومنع الاسثمار وتعطيل مشروع الصين وشركة سيمنز, والانقلاب على حكومة عادل  بينما بقي دور الروس في بقاء سوريا موحدة ولم تنشأ فيها دولة داعشية فيها  تهدد امن التشيع وتهدم الحوزات وتقيم ولائم الدم وحفلات الموت في بغداد والنجف وكربلاء كل هذه  المنجزات بقدرة ايران الدبلوماسية وتوظيفها للعامل الدولي لصالح المسلمين, نعم لهذا التوظيف مخاطر ولكن اقل من خطر داعش والخطر يزول بزوال  الوعي والقوة لا بالتكلان والنهب والسكوت والاسترخاء . 

 ثامنا / يكفي لوما لمرجعية النجف وهي من مكنتنا القوة والأمن ونحن من احرجنا موقفها, ويكفي لوما لإيران وهي من تتوسل بنا ان نكون رجال دولة لا رجال تتلاعب بنا الارادات  الخارجية والانقلابات والمخططات كل ذلك لأننا لم نفكر يوما بمستقبل التشيع بقدر التفكير بمصالح الاحزاب , وكلامي الى المخلصين( احزاب  ونخب ورجال الدين والمثقفين وغيرهم ) اما الاخرين والاعداء فلا كلام في البين معهم!

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك