بقلم : سامي جواد كاظم
يقول مروان اللعين عن الحسن (ع) انه ابن رسول الله (ص) والحسين (ع) ابن علي بن ابي طالب (ع) قال ذلك بعد ما بعث بشتائم للحسنين عليهما السلام فكان رد الحسن (ع) عليه ( إن كنت صادقا فالله يجزيك بصدقك ، وإن كنت كاذبا فالله أشد نقمة )
اما جواب الحسين (ع) كان ( يا ابن الزرقاء ! الداعية إلى نفسها بسوق ذي المجاز ، صاحبة الراية بسوق عكاظ ، ويا ابن طريد رسول الله ! ولعينه ، إعرف من أنت ومن أمك ومن أبوك ).
فهذا هو الحسين عليه السلام ما ان يذكر عنده بني امية حتى ينتفظ لهم بسيفه ولسانه لكي يخزيهم ويؤلب الناس عليهم ويظهر حقه المسلوب مع اخذ الدروس والعبر من مواقفه الكلامية هذه لتكون منهل لكل مجال من مجالات التشريعات التي تفيد البشرية الى يوم الدين .
في مجلس ما ذكر عند الحسين (ع) معاوية باعتباره من اصحاب العقول فجاء الرد من الحسين عليه السلام على الفور ( لايكمل العقل الا باتباع الحق ) .
اذن كمال العقل هو بمعرفته الحق والحق هذا لا يكون مع تصرف واحد يصدر من الانسان بل مع كل تصرفاته التي يجب ان تكون مطابقة للحق الذي يكون ضمن مجال التصرف الذي صدر من المسلم سواء كان اجتماعي او سياسي او اقتصادي ، اذن معاوية وعقله على نقيض العقل والحق .
وثورة كلامية اخرى هذا نصها (دخل مروان ابن الحكم المدينة وقال : فاستلقى على السرير وثم مولى للحسين (ع) فقال ( ردوا الى الله مولاهم الحق الا له الحكم وهو اسرع الحاسبين ) قال فقال الحسين لمولاه ماذا قال هذا حين دخل ؟ قال : استلقى وذكر الاية قال : فقال الحسين (ع) نعم والله رددت انا واصحابي الى الجنة ورد هو واصحابه الى النار) .
ثلاث نقاط مهمة نستخلص من هذه القصة الاولى ان الحسين (ع) كان يتابع تصرفات بني امية ويسال عنها حتى يردهم لكي يعلمهم بان هنالك امام معصوم من الله عز وجل احق بالامر وكذلك حتى يكون نقطة ضوء لمن يعتقد ان الائمة راضون عن تصرفات بني امية بدليل ان الحسين (ع) يستفسر عن احوال بني امية من أي شخص على علاقة بهم وها هو يسال مولاً له عن ما سمع من مروان .
النقطة الثانية صيغة سؤال الحسين (ع) عن ما قال مروان وعدم ذكر اسمه بل باسم اشارة ( ماذا قال هذا ..) تدل على الاستصغار لمروان حيث ان الحسين (ع) يترفع عن ذكر اسمه واذا ما تواجها في خصومة فان الحسين (ع) يسميه بابن الزرقاء او بصفات اطلقها عليه رسول الله (ص) وعجبي اليوم من البعض كيف يسمون ابنائهم مروان هذا من باب الكراهية وليس الحرمة أي ان التسمية ليست بحرام ولكن مكروهة
النقطة الثالثة والتي هي الاهم تتعلق بالقران الكريم وتفسيره حيث اتفق اغلب الفقهاء على ان القران الكريم فيه المتشابه والمحكم فالمحكم ما نقدر على تفسيره نحن وان معناه هو الظاهر والباطن اما المتشابه فله معنيين ظاهر وباطن وطبقا لاراء فقهائنا فان تفسير المتشابه من اختصاص الائمة (ع) لانهم هم الراسخون في العلم وبالرغم من ان لشريف الرضي رأي يختلف عن بقية الفقهاء وذلك بامكانية تفسير المتشابه من قبل غير المعصوم مستندا على ادلة نحن في غنى عنها الان .
اقول اذا كان للاية وجهين للتفسير وقد افصح الامام المعصوم عن المتشابه في التفسير فهل ستكون الاية محكمة بدليل علمنا بالتاويل ؟ومن جانب اخر لو لم يفسر الائمة بعض الايات المتشابه فهل يعقل ان تبقى من غير تفسير ؟من هذا استدل انا على ان المتشابه من الايات القرانية هو ربط الايات التي تستكمل بعضها مع البعض في المعنى كما وان كيفية مطابقة معنى الاية لحدث يحدث في المستقبل حيث اننا متفقون على ان القران الكريم معجزة إلهية فيه علم ما كان وما يكون الى يوم الساعة فعليه هنالك الكثير ممن يفسر الايات القرانية طبقا لهواه ولو نظرنا نظرة سطحية لهذا التفسير نجده ينطبق على ما فسر به المضللون للحق فمثلا كان طاغية العراق عند استصدار بياناته الحربية في زمن الحرب العراقية الايرانية يفتتحها باية قرانية منها مثلا ( والله يؤيد بنصره من يشاء ) ويريد ان يوحي للسامع ان الله ايده بنصره ، مثل هكذا تفسير لهكذا اية اجده هو المتشابه الذي يقحم نفسه الضال في تفسير الاية حسب هواه يكون قد ارتكب معصية .
وها هي روايتنا اليوم تاتي شاهدا على ما اعتقده انا فالاية الكريمة التي استدل بها مروان لجهل تفسيرها ينطبق على بني امية قد رده الامام الحسين عليه السلام حيث ان التفسير الصحيح هو المقصود بها الامام الحسين (ع) واصحابه واليوم كل من ينحو منحى الحسين عليه السلام تكون الاية منطبقة عليه اذن تفسير الايات التي تتشابه الاحداث مع فحواها هو المهم في التفسير حيث الامر المهم الذي لا يقدر عليه الانسان العادي بدرجة الكمال هو تطبيق الاية على الحدث اليوم والذي يقدر على ذلك هو الامام المعصوم فقط وطالما ان رسول الله (ص) خلف فينا الثقلين كتاب الله وعترته اهل بيته لن يفترقا لن يفترقا لن يفترقا لن يفترقا هذا هو المهم فالاية التي تنطبق على الاحداث اليوم وغدا لابد من امام معصوم يفسر لنا ذلك واعتقد انكم عرفتموه من هو الامام المعصوم الذي يحل لنا اشكالاتنا لان الايمان يتلألأ بين عيونكم وجباهكم اخوتي القراء .
الثورة الكلامية الثالثة الرائعة هي (انه ذكر عنده عن رجل من بني امية تصدق بصدقة كثيرة فقال :مثله مثل الذي سرق الحاج وتصدق بما سرق انما الصدقة صدقة من عرق فيها جبينه واغبر فيها وجهه مثل علي (ع) ومن تصدق بمثل ما تصدق به ؟)
مسالة رد الحسين (ع) اصبحت لديكم من البديهيات التي لا تقبل الجدل ولكن الالتفاتة المهمة في رد الحسين عليه السلام هو الاتي
الصدقة حسب ما تعرفون مستحبة ولها اجر عظيم اما الزكاة والخمس واجب وكل هذا يخرج من ما يملك المسلم هنا اوضح الحسين (ع) اصل مال الصدقة كيف يكون حتى يتقبلها الله عز وجل حيث ان كون الصدقة من اتعاب المسلم في عمله الحلال هذا هو المهم وهنا ذكر الامام الحسين (ع) مثلا الامام علي (ع) على صدقاته التي كان يتصدق بها انها من عرق جبينه خالصة فالصدقة الصحيحة يجب ان تكون من ثمرة جهد المسلم في الحلال لا في الحرام والصدقة مستحبة فكيف بالزكاة والخمس الواجبة على المسلم المستكمل شروطها كيف يكون اصل المال ؟ فقد حدث في العراق بعد سقوط الصنم عمليات سلب ونهب واراد هؤلاء السُّراق تحليل ما سرقوا فخرجت علينا فتوى مطبوعة على ورقة ولا اعلم هل حقا ام كذبا المهم انها اخذت حيز من تصرفات هؤلاء الجهلة فحوى الفتوى ان يخرج خمس ما سرق ويحل له الباقي ، وهذا الحرام بعينه في السرقة وفي الفتوى والتي اثمها عظيم عند الله عز وجل فاذا كانت الصدقة مستحبة يؤكد الحسين (ع) ان تكون من العمل الصحيح فكيف بالواجب ؟!!!
https://telegram.me/buratha