المقالات

نشاطات أردوغان في تألق مستمر..!


   نعيم الهاشمي الخفاجي ||   تركيا عبر تاريخها دولة حاكمة وليست محكومة ومن الدول الحية والمؤثرة في الشرق الأوسط، يمتاز الأتراك بالتطرف للقومية التركية، بسبب خيانة المكون العربي السني في الدولة العثمانية وتعاونهم مع القوات البريطانية والفرنسية المحتلة، كانت ردة فعل القائد القومي كمال أتاتورك  الهجوم على الإسلام كدين وعقيدة، وجعل تركيا دولة علمانية يحرم ويجرم كل شخص يتظاهر في تدينه. إتبع العلمانيين أساليب ظالمة في قمع السيدات التركيات ومنعهن من إرتداء  الحجاب ولنا بقصة طرد النائبة التركية المحجبة مرورة من قبة البرلمان من قبل رئيس البرلمان عام ١٩٩٩ بسبب ارتدائها الحجاب الإسلامي لا أكثر، العسكر والعلمانيين اضطهدوا المتدينيين الأتراك، بل المحكمة بأمر من العسكر حضروا حزب الرفاه الإسلامي وعزل نجم الدين أربكان بعد أن أذلوه العسكر واجبروه على زيارة إسرائيل رغم أنفه،  طيب أردوغان كان قياديا في حزب الرفاه وأعلن انشقاقه وأسس حزب التنمية وتبنى نهج ليبرالي أبهر العالم بطرحه وإستعمل التقية بطريقة نفاق بشعة تخالف أحكام القرآن التي أجازت استعمال التقية ببعض الامور، وصل أردوغان للسلطة وعزز موقعه من خلال جماهيره ولعب دورا مهما ومحوريا في المنطقة خلال الـ20 عاماً التي مررنا بها، اردوغان خدم الأمة التركية وطرح مشروعه الإقليمي في جعل حركات الإخوان المسلمين بالدول العربية تابعين له وأصبح مرجعهم الروحي، ومن خلال حركة الإخوان نفذ إلى غالبية الدول العربية والإسلامية، في الربيع العربي السعودية مولت المجاميع الوهابية المسلحة بالمال والسلاح لكن بالأخير فشلت السعودية من السيطرة على المجاميع الإرهابية واستطاع أردوغان من السيطرة على المجاميع الوهابية التكفيرية بالشام والعراق وليبيا أن يتحكم بتلك العصابات الإرهابية وأصبح زعيمهم وقائدهم  ومرجعهم الروحي. دول الخليج الوهابية تملك الأموال وظبت كل امكانياتها لإسقاط أردوغان واستهداف انصاره من حركات الإخوان في مصر وليبيا وتونس والمغرب، العقلية البدوية استخرجت محمد مرسي ورطوه ليحرق سوريا وبالأخير المال السعودي دعم انقلاب عسكري لإسقاط مرسي وإيداعه السجن إلى أن مات وهو في معتقله، المال السعودي والإماراتي  مول كل الثورات المضادة للقضاء على قادة الإخوان المسلمين لإضعاف دور إردوغان الذي بات يفكر في إعادة دولة الخلافة العثمانية من جديد، لذلك الان أردوغان يمر في امتحان عسير، لكن أردوغان لاعب ماهر يستطيع تخطي المصاعب، الأموال الخليجية وصلت إلى قادة كانوا محط ثقة إلى أردوغان أمثال أحمد أوغلو والذي كان صديق إردوغان ومنظّره السياسي والفكري، اليوم احمد اوغلو أصبح  خصم إلى أردوغان ، وفي خطابات أوغلو الأخيرة يطمح  بتركيا جديدة بدون مشاكل  مع الجيران الأقربين و الأبعدين، تركيا تمر في ظروف اقتصادية هناك قادة أحزاب أتراك ضد أردوغان بسبب فوزه في كل الانتخابات وسيطرة حزبه على الدولة التركية، السيدة برفين بولدان الرئيسة المشتركة لحزب الشعوب الديمقراطية، هاجمت ضمن موسم التنافس السياسي التركي ، الرئيس  إردوغان، وقالت إن «رئيس حزب العدالة والتنمية (إردوغان) يقول إنه كتب كتاباً عن الاقتصاد، إذا كتبت كتاباً عن الاقتصاد، فقم بتصوير فيلم أيضاً، مع وزرائك الذين دمّروا وزاراتهم، ووسائل الإعلام الخاصة بك، عن الاقتصاد الغارق بشكل عميق للغاية». علي باباجان رئيس حزب الديمقراطية والتقدم، وأحد رفاق إردوغان الذين انشقوا عنه، هاجم رفيق الأمس وقال في كلمته الأخيرة: «أموالنا تختفي قبل أن يجف عرق جبيننا، كان الحدّ الأدنى للأجور يساوي 283 دولاراً، وهو نفس المستوى تقريباً في الصين». باباجان تابع موجهاً كلامه لإردوغان: «عندما سلمنا الاقتصاد إليك، كانت الليرة مقابل الدولار 2.92. في الساعة الماضية تجاوزت 10 ليرات». لكن بالمقابل دول الخليج السعودية والإمارات أيقنت لا يمكن إسقاط نظام أردوغان  لذلك قد اتخذت قرار تطوير العلاقات السعودية  الإماراتية وتم دفع  مصر قبل عدة شهور لإعادة العلاقات مع تركيا، بكل الأحوال الظاهرة   الأردوغانية باقية وفي ازدهار تام والأحداث والمصاعب التي يتعرض لها أردوغان مجرد فصل صغير في كتاب كبير، أو جزء يسير من سلسلة أفلام لاتعد ولاتحصى ومن يراهن على وقوع نكسة للمشروع الأردوغاني  فهو واهم، نعم ربما يتعرض المشروع الاردوغاني لنكسه ولكن ليس نهاية المشروع، العرب وبالذات دول الرجعية العربية يملكون الأموال لكن لا يستطيعون خرق البيئة الشعبية الاردوغانية بل العكس هو صحيح. دخول اردوغان في المستنقع السوري والعراقي والليبي لم يكلف اردوغان خسائر بالأموال بل اردوغان ربح عشرات مليارات الدولارات، سرق المعامل والمصانع العراقية والسورية  واشترى البترول المسروق من قبل احبائه الدواعش في أبخس الأثمان، وارسل الإرهابيين للقتال نيابة عنه في تركيا واذربيجان، أردوغان جعل سوريا والعراق ودول الخليج وليبيا حديقة خلفية لتصريف المنتجات التركية الغذائية والملابس الرجالية والنسائية ….الخ ، بما أن أردوغان الأب الروحي لحركة الإخوان المسلمين المتوهبين فقد فتح تركيا لقدوم عشرات آلاف التجار ورجال الأعمال العرب المجنسين جناسي أوروبية من فلسطينيين وسوريين ومصريين وو...الخ منحهم جناسي مقابل يفتحون مشاريع تجارية في تركيا، لذلك وحسب قول أحد قادة حركة الأخوان سوري الجنسية يقيم في تركيا ( ‏‎‎ صرفنا الدولارات طاعة للسيد  أردوغان ودعما لتركيا وتم تدمير سعر الصرف بطريقة ممنهجة من قوى الشر الحاقدة على الزعيم السيد اردوغان كل مرة يتخذ قرارات تهدف لإنعاش الاقتصاد التركي يقف أعداء تركيا  ويضعون خطط لتدمير سعر الصرف). في الحقيقة التجار العرب أودعوا عشرات مليارات الدولارات في البنوك التركية وتم سرقة مدخرات العرب، أردوغان محنك استطاع  استقطاب العرب والمسلمين من بلدانهم العربية أو من دول أوروبا وسهل لهم الاستيراد والتصدير عبر الأراضي التركية ودعاهم لدعم الليرة التركية الآن   أصبحت الليرة اقل من النصف ‏‎‎‎‎‎‎‎‎‎خسر العرب  أموالهم ومدخراتهم بسبب  دعمهم  للسيد  أردوغان، رؤوس الأموال العرب تبرعوا في أموالهم إلى  تركيا حبا وتقديرا لمرجعهم الروحي السيد طيب أردوغان. من يراهن على سقوط اردوغان فهو واهم أردوغان مازال في بداية قوته ولم يصل الى أعلى قوته لحد الآن بل سوف يتألق اردوغان، الأمر عادي لدى السيد اردوغان اذا رأينا تبدل مواقفه تجاه سوريا ولا استبعد زيارة أردوغان إلى سوريا ولقاء الرئيس بشار حافظ الأسد، أردوغان رجل يعمل حتى مع خصومه لكنه يضمر لهم الحقد و يتحين الفرص للانقضاض عليهم، سبق أن صادق الرئيس السوري بشار الأسد وعندما اندلع الربيع العربي اتصل في الأسد وطلب منه تسليم الحكم للإخوان المسلمين حتى تصبح سوريا ولاية لدولة خلافة أردوغان العثمانية الجديدة، بزيارة رئيس الحكومة العراقي مصطفى مشتت قام بتعديل رباط السيد رئيس الحكومة العراقية أمام عدسات التلفاز وعمله كان خالص لوجه الله؟؟؟؟.  تبقى تركيا وإيران وإسرائيل الدول الثلاث بالشرق الأوسط المؤثرة، أما مصر فهي تمتلك طاقات بشرية لكن تفتقر إلى الموارد الطبيعية وبما أن مصر دولة فقيرة فهي ليس لها تأثير مهم وإنما يقتصر التأثير المصري على عملية السلام مع إسرائيل فقط، العرب خارج مجال التغطية وخاصة الخليجيون، أمريكا اليوم أبلغت دول الخليج أنها بصدد العودة إلى اتفاق فيينا النووي مع إيران، لذلك لا قيمة للضغوط والرشا السعودية لإشعال حرب أمريكية ضد إيران، بل حتى ترمب في إحدى خطاباته قال لايمكن لنا نحارب إيران نيابة عن السعودية التي لديها خلاف ديني مع إيران.   نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي  كاتب وصحفي عراقي مستقل. 17/11/2021
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك