المقالات

أزمة..تَلدُ أخرى..!

1578 2021-11-15

 

قاسم سلمان العبودي ||

 

ما أن يخرج العراق من أزمة ، حتى يقع في أخرى وكأن هناك يد ترتب هذه الإزمات ، لجعل الشعب العراقي في دوامة اللا أستقرار . قبل شهر من الآن وتحديداً في يوم ١٠ / ١٠ /  ٢٠٢١ ، وضعت العملية الإنتخابية أوزاراها على أكبر فضيحة تزوير في تأريخ العراق الجديد بعد عام ٢٠٠٣ الى اليوم . لقد تفاجئت الأوساط الشعبية والسياسية والأعلامية بنتائج الإنتخابات البرلمانية التي وصلت لحد الذهول حتى لمن فاز من تلك الإحزاب ، فما الذي حصل في هذه الإنتخابات ؟؟

نعتقد أن هناك من أستغل مسألة الأنغلاق السياسي بين الفرقاءالسياسين  ، وعدم أيلاء كثير من الإحزاب الأهتمام بقواعدها الشعبية ، وبالتالي أنعدام الخدمات التي تلامس أحتياج المواطن فضلاً عن رفع صرف العملات الإجنبية أمام العملة الوطنية ، مما أثقل المواطنين بكل شرائحهم من  موظفين أو متقاعدين ، أو شريحة الكسبة التي تعتبر شريحة واسعة جدا . طبعاً هذا جزء مهم  من أسباب عزوف بعض المواطنين عن الذهاب الى صندوق الإقتراع ، بأعتبار أن الشعب فقد الثقه بالعملية السياسية برمتها .

لكن عدم تقديم الخدمات ، وعدم الأنتقال بالمواطن من حال الى أخرى ، لا تتحمله الجهات السياسية وحدها ، بل هناك أحتلال أمريكي واضح قد تدخل بكل شارده وواردة ، فضلا عن أختلاق أزمات أمنية من قبل المحتل بدعم الأرهاب الداعشي من خلال تقديم الدعم اللوجستي والتسليحي له ، وخلق ممرات آمنه يستطيع الوصول من خلالها الى مدن العراق كافه وبأريحية تامة .

لذلك عمدت بعض الإحزاب السياسية الى تبني قرار وطني وشجاع بأخراج القوات الإجنبية بكل مسمياتها فضلاً عن الإمريكية ، تحت قبة البرلمان السابق والذي تخلف عن حضور جلسة التصويت المكونين الرئيسين في العملية السياسية وهم المكون السني والكردي ، والكل يعلم لماذا لم يحضر هؤلاء للتصويت . لذا نرى اليوم ومن خلال العملية الإنتخابية البائسة ، تم أستبعاد القوى الوطنية التي أسست لمشروع القرار البرلماني القاضي بأخراج القوات الإجنبية ، وصعود أجنحة سياسية متناغمة بطريقة وأخرى مع المشروع الإمريكي .

لقد تم تزوير الإنتخابات سبرانياً من خلال التدخل الرقمي عبر السيرفرات التي تم أخراجها الى دولة الإمارات المتحدة لربطها بالقمر الصناعي الأقليمي في أبو ظبي ، للتحكم بالأصوات الأنتخابية ، والتي تصر القوى الرافضة وجمهورها  على أعادة العد والفرز اليدوي لتبيان الحقيقة وذلك من خلال التظاهرات والأعتصام أمام أبوب المنطقة الخضراء .

 لكن الذي حدث أن الإوامر صدرت من سفارة الإحتلال بقمع التظاهر ومنع المعتصمين من المطالبة بأسترداد أصواتهم التي سرقت في عملية التزوير الكبرى التي حصلت خارج العراق وداخله . لا بل تعدي الإمر الى أستخدام القوة المفرطة والرصاص الحي والذي سقط في ذلك القمع أربعة شهداء من المتظاهرين ، والذين لم يحركو الضمير الإنساني في الشارع العربي أو الغربي ، مثلما تعودنا في المظاهرات السابقه التشرينية والتي يتسابق الغرب قبل العرب بالإدانه والإستنكار للدم العراقي .

 أذن الأزدواجية بالتعامل حاضرةوخصوصاً لدى ممثلة ( الأمين العام ) جينين بلاسخارت التي ملئت بغداد ضجيجاً في المظاهرات التشرينية السابقة ، وهي تتنقل عبر ( التكتوك )  وسط الجمهور المسير من قبل السفارة الإمريكية ، كان واضح جداً مما جعل المتابع للشأن السياسي العراقي ، يجزم بخرق تلك الإنتخابات البائسة والتي هي ( الأبئس ) في تأريخ الانتخابات بأكملها منذ تغيير النظام البعثي المقبور .

ومما زاد من الأعتقاد بنظرية المؤامرة ، السيناريو الهزيل بأستهداف منزل رئيس الوزراء العراقي الذي حاول تمثيل دور الضحية ، والغمز بأتجاه فصائل المقاومة وأتهامها بالجرم ، للتغطية على أستهداف المتظاهرين وقتلهم ، وأيضاً لخلط الإوراق وأيهام الرأي العام العراقي بأن ما يحدث هو صراع على السلطة والمقاعد البرلمانية ، لتفويت مسألة التزوير التي جرت في العراق .

يفترض اليوم بالقوى السياسية الوطنية أن تذعن لمنطق الحق والصبر بأحتواء الفرقاء السياسيين من الذين يسمون أنفسهم الفائزين ، ومحاولة التفاهم معهم حول آلية تشكيل الحكومة القادمة بعيداً عن تأثير السفارة الأمريكية ، وأدواتها الأقليمية ، لأفشال المشروع الإمريكي في الداخل العراقي ، عبر تغليب المصلحة الوطنية ، على المصالح الإخرى ، ومحاولة بناء برلمان قوي لأنتاج حكومة قوية قادرة على أخراج المحتل وأبعاد شبح الحرب الأهلية أيضاً عبر تثقيف الجماهير الغاضبة على نتائج الأنتخابات . وهذا لايكون ألا عبر التثقيف المستمر للجمهور الناقم على النتائج التي أفرزتها عمليات التزوير التي تمت بأحترافية فائقة عبر الأدوات الخارجية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك