( بقلم : هشام السيلاوي )
على مدى اكثر من خمس سنوات عانى العراقيون اشد المعاناة من الارهاب والظلم والقتل والديون الكبيرة التي اثقلت كاهلهم والتي خلفها نظام ظالم مستبد لم يعرف الا الحروب والدماء ومصادرة جميع الحريات،وبعدما استنجد العراقيون بالحكومات العربية للوقوف الى جانبهم وطالبوا اكثر من مرة الى ان توقف الدول العربية وغيرها تسلل الارهابيين الى العراق من خلال اغلاق حدودهم ،ومطالبته جميع الدول الدائنة لان تطفي او تخفض ديونها كي يستطيع العبور والتخلص من الازمات الكثيرة، استجاب بعض الغرب وسكت العرب ولم يستمروا على صمتهم بل ان المصيبة انهم بداوا يطالبون العراق الجريح ان يدفع لهم ديونهم مع احتساب فوائدها بالكامل وهم يعلمون انها من مخلفات المقبور صدام وزبانيته الذي طالما كان همه بناء القصور وجمع اسلحة استخدمها ضدهم وضد شعبه المسكين، ويترحم على فقراء العالم واغنيائه ،وترك شعبه يعاني الامرين .
لم يلقى شقيقهم العراق اي استجابة منهم وبقى زعماء العرب - وليس الشعب العربي - ينتقدون التدخلات الاقليمية في شؤون العراق الداخلية ويتغاضون في الوقت نفسه عما يمر من تحت جلابيبهم وغيرها ،وعندما يطلب منهم المساعدة واعادة فتح سفاراتهم حتى لاتهيمن على العراق الجديد ة الخالي من الدكتاتوريات اية جهة - كما يدعون- لم يلق أي اذان صاغية منهم مع ان موقفهم هذا ليس حبا ولاترحما على المقبور صدام ومجرمي البعث فهو الذي كان لايتردد بضرب اية دولة كانت ولا يوجد في مفردات قاموسه أي احترام للعلاقات العربية اولحسن الجوار،بل خوفا على كراسيهم العزيزة من ان تطالها رياح التغيير.
ولكن بعدما جاءت كوندليزا رايس مؤخرا الى الشرق الاوسط وهددت زعماء العرب وبشكل واضح وامرتهم بالانفتاح على العراق وفتح سفاراتهم فيه سارعوا الى ذلك وبداوا يبحثون عن اماكن لهم في بغداد ، حينها حضرني المثل الشعبي الذي يقول(من حلقت لحية جار له فليسكب الماء على لحيته ).واتمنى ان يتعض الحكام العرب وان تكون لهم في التجربة العراقية الجديدة اسوة حسنة مع اني متيقن ان الدول العربية ستعاود فتح سفاراتها في العراق ولكن بعصا رايس هذه المرة!
https://telegram.me/buratha