المقالات

جعجع نفذ مجزرة الطيونة مستغلًا ثغرات وتقصير الأجهزة الأمنية

1466 2021-10-15

 

عدنان علامه ||

 

نفذ جعجع  مجزرة الطيونة أمس متحديًا الدولة، ومتخطيًا كل الخطوط الحمر، ومرسلًا  رسائل للخارج بقدرته على مواجهة الثنائي الشيعي لرفع حظوظه الإنتخابية التي تراجعت كثيرًا، ولينال الرضى الأمريكي والسعودي والإماراتي.

والأخطر من ذلك   سماعنا مفردات لغة زمن أحداث 75 مجددًا  ك "المنطقة الشرقية" و"المقاومة المسيحية". فما حدث بالأمس كان مخططًا له بعناية فائقة لإستدراج ردة فعل من حزب الله وأمل لتعيد الحرب الأهلية. وقد حاولت أمريكا جره إليها منذ 17 تشرين 2019 من خلال قطّاع الطرق الذين أذلّوا مختلف طوائف الشعب اللبناني على اوتستراد الجنوب والبقاع.

والأخطر من ذلك كله هو عدم تحرك الأجهزة القضائية والأمنية لإلقاء القبض على سمير جعجع  بتهديده السلم الأهلي لإعطائه الأوامر المباشرة  بتوزيع القنّاصين  بإستهداف المدنيين.  وللأسف فقد عادت مفردات "خطوط التماس" من الحرب الأهلية بإعتبار "المنطقة الشرقية" كانتون يمنع دخول المتظاهرين إليه.

 لقد إستغل جعجع ثغرات إنتشار القوى الأمنية لحماية خط المسيرة ولا سيما مع وجود أصوات عالية جدًا بشد العصب المسيحي لمنع وصول المسيرة إلى "المنطقة الشرقية" مهما كلف الأمر. فنشر القناصين على أسطح البنايات المرتفعة في عين الرمانة وبدارو أدى إلى مجزرة حصيلتها 6 شهداء و37 جريحًا. وكانت الرصاصات تستهدف الرأس والقلب والجزء العلوي بقصد القتل وليس الترهيب بهدف منع الوصول إلى قصر العدل.

 هذا من جانب ومن جانب آخر لم تكن حرارة المواقف الرسمية والتحركات الميدانية متناسبة مع خطورة وفظاعة المجزرة التي ترقى إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية ؛ وهذه من أهم المواقف:-

1- موقف رئيس الجمهورية: غمز رئيس الجمهورية بعدم  موافقته على اللجوء إلى الشارع  للتعبير عن المواقف وحصر حرية التعبير عن المواقف في القنوات والأجهزة الرسمية؟؟؟!!!ولم يتخذ الرئيس موقفًا حاسمًا بصفته قائدًا أعلى للقوات المسلحة كإعطاء الأمر لتوقيف جعجع وتحويله إلى القضاء المختص بتهمة   القتل عن سابق إصرار وترصد وتهمة تهديد السلم الأهلي.

2- موقف الجيش: حسب ما نقل البث المباشر  لمختلف وسائل الإعلام، فقد وصلت تعزيزات كبيرة جدًا لتعزيز التواجد على المداخل المؤدية إلى عين الرمانة ولم يسجل أي تعامل مع القناصين من حيث تحديد مواقعهم والتعامل معهم بالأسلحة المناسبة. وقد حدد المواطنون مواقعهم بواسطة هواتفهم  ووزعوها. وقد غيّرت قيادة الجيش البيان الصادر عنها حيث ساوت بين  المجرم والضحية حين وصفت ببيانها المعدًل بأن ما حصل هو إشكال بين طرفين. وللتوضيح  لا بد من التذكير بأن الشباب المسلحين الذي تواجدوا في منطقة الطيونة  كانت للتعامل مع القناصين حيث لم يتدخل الجيش نهائيًا لتحديد مواقعهم والتعامل معهم. وقد إرتفع أحدهم شهيدًا حين حاول إستهداف مكان القنّاص بقذيفة B7 وقد نقلت معظم وسائل الإعلام لحظة إستشهاده. ولم يكن ما حصل إشكالًا وإشتباكًا بين طرفين لأن كافة الشهداء والجرحى كانوا من طرف واحد. وما شهدناه أمس على الشاشات من إطلاق نار  من منطقة الشياح بإتجاه عين الرمانة كان بهدف إعاقة القناصين المحترفين من تنفيذ جرائمهم ولم ينجم عن ذلك سقوط أي جريح .

3- موقف وزير الداخلية : شخًص وزير الداخلية الموقف بدقة ولكن يؤخذ عليه حين قال: "لم نكن نتوقع ذلك" . فأين فرع المعلومات الذين يعرف كل شاردة وواردة ولهم مخبرين في كل شارع وحي؟ وأين هو تقدير الموقف الذي يرفعه إليكم كبار الضباط في ظل الإحتقان السياسي؟

فما حصل بالأمس هو مجزرة بكل ما للكلمة من معنى وترقى إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. ويجب توقيف كل المتورطين تحريضًا، تخطيطًا وتنفيذًا وتقديمهم للمحاكمة في أقرب فرصة للحفاظ على السلم الأهلي  والعيش المشترك حتى لا نندم ساعة لا ينفع الندم.

 

وإن غدًا لناظره قريب

 

15/10/2021

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك