( بقلم : حامد جعفر )
انها لقصة غرام لم أقرأ مثيلا لها قط فيما قرأت من تأريخ الملل و النحل و ملوك الهند و المهراجات والاباطرة, و لم يقم بمثله حتى الدكتاتور لويس الرابع عشر في أيام ملكه..!! يطوق مطار بغداد الدولي فجأة . الحرس العام و الخاص ينتشرون كما ينتشر النمل في كل مكان. تصدر الاوامر للموظفين أن يلزموا أماكنهم ومكاتبهم. أمن المطار يتراكضون في كل الجهات و كأنهم دبابير نفخ عليها دخان خانق. المدير العام يتمنى أن يطير من العجل و لكن وا أسفاه لا جناح له. واذا برجل طويل القامةاسطواني الجسد داكن البشرة, يتراكض حوله أفراد حمايته المخيفة , يدلف الى المطار ببزته العسكرية.
وجرت الأحداث بشكل روتيني كأي زيارة يقوم بها فارس الأمة و راكبها صدام, حتى حانت لحظة مقدرة قرع فيها ناقوس الغرام لأول مرة في قلب عاش كل أيامه قاسيا مجرما لم يعرف العطف و لا الرحمة و لا الحب .. ربما مل و أراد أن يجرب, أو مل من وجه زوجته القبيح و هو من هو في قمة زهوه وسلطانه..!!
جمدت حدقتاه و هو يتفرس وجه امرأة رشيقة, بيضاء هيفاء, تقف أمامه في خجل و ارتباك, و قد توردت وجنتاها حياء. و بعد أن تحدث معها و لاطفها و هدأ من روعها , ودعها و أكمل جولته سريعا على غير عادته و عاد أدراجه الى احدى قصوره الباذخة الكثيرة.. هذه المرأة كانت سميرة الشابندر , مضيفة في مطار بغداد الدولي و زوجة موظف بسيط كان يعمل هناك أيضا.
بعد ذلك بساعات أو أيام, لا أدري ذلك, الله يعلمه والراسخون في علم أسرار غراميات العائلة الحاكمة المتوحشة, يصدر فرمان صدامي سري للغاية وعلى وجه سرعة الضوء, بخطف واحضار المضيفة سميرة الشابندر فورا الى حيث يقيم القائد الطرطورة صدام في احدى قصوره الباذخة المرمرية المطعمة بالذهب و المرجان, التي بناها على نجيع أشلاء العراقيين في حروبه الغادرة, وعلى حساب تضورهم جوعا واّلام حياتهم و صرخات مئات الالوف من المعذبين الاحرار في زنزاناته المرعبة.. وتختفي سميرة, ويغرق زوجها المغلوب على أمره في بحور الحيرة, أما أبناءها فلم تنفعهم واسطة ولا شيخ العشيرة.
وتستمر المسرحية المخجلة بعد ذلك و يجبر الزوج على أن يطلق زوجته ليدخل بها صدام, قبل العدة أم بعدها, لا يستطيع أحد أن يجزم بذلك. لكن العصافير تقول أنه افترشها فور استلامها و خرق كعادته كل النواميس الالهية و الانسانية, وفعل ما تشتهيه نفسه الدونية. وهكذا صارت سميرة الشابندر زوجة لصدام بالقوة والقهر وأصبحت ضرة قوية لزوجته ساجدة طلفاح.
أعلن عن هذا الزواج همسا بين الناس وهم بين مصدق ومكذب, وراجت الاشاعات, حتى جاء يوم المولد المزيف للدكتاتور الذي لا يعرف أحد حتى أمه صبحة في أي يوم أسود ولد هذا الولد الارعن وبأي شهر أجرد. و لما كان صدام في قمة مجده الدموي, متخيلا نفسه هارون الرشيد في زمانه, ويريد أن يقلد الملوك في احتفالاتهم, فقد ظهر على شاشات التلفزيون مع سميرة الشابندر في عربة كلها من ذهب خالص, يجرها حصانان, كما تفعل ملكة بريطانية, وكأنه يرسل لها رسالة بأني أكثر بذخا حتى من الملوك..!!
ومن يومها علم الناس أن هناك نوعا من العلاقة الزوجية تربط بين الاثنين و ان لم يعلن قط عنها وهل سجلها مأذون شرعي أم لا , وهل سيرث ابنها علي شيئأ من ملياراته السرية وأسهمه الكبيرة في الشركات الكبرى أم انه لا يدخل قانونا ضمن الورثة, قبحهم الله..؟؟ وعلم الناس أن سميرة زوجته المفضلة و أن ساجدة طلفاح قد كسد سوقها وبارت بضاعتها.
هذا فقط مشهد بسيط من مشاهد أطغى أهل زمانه, الذي ينعته هذه الايام ضيوف و مرتزقة قناة الصهيووهابية المستقلة بالشهيد, في برنامجها البهلولي الذي يديره حمار الجنابات الحساوي بلا منازع الطائفي نبيل الجنابي جنبه الله من كل خير, وضيفه المرتزق الذي عوقه عدي صدام بقلع أسنانه, فهرب الى أوربا ولم يصدق أنه نجا, عباس الجنابي سىْ السمعة... هذه قطرة من بحر جرائم صدام نرويها لنرد على هولاء الاوباش ونقول لهم أن العراقيين لا ينسون مظالمهم ولن يترحموا على جلادهم أبدا.
حامد جعفرصوت الحرية
https://telegram.me/buratha