( بقلم : سلام عاشور )
سألني صديق قبل ايام سؤالاً حرت في اجابته، وبعد ذلك حرت في ان تقنع الاجابة صديقي او يعدها معنى! سؤال الصديق يقول: الى اين يسير السيد مقتدى الصدر بالتيار الصدري والشيعة؟! ويبدو ان هذا السؤال بات يتردد، ليس قبل ايام، ولكن منذ ان سقط النظام، وساعة جيء بالسيد مقتدى الصدر ليتولى قيادة التيار الصدري، ولانعرف حتى الان من جاء به، واي غرض كان وراءه فالسيد مقتدى الصدر كان جليس داره منذ استشهاد والده الذي لم يعرف عنه رحمه الله، ان كلف ابنه مقتدى باية مهمة دينية وسياسية وكان كل ما يقدمه الولد لضيوف والده هو الشاي والقهوة العربية، اما السياسية وامور الدين فكان السيد مقتدى غريب عليها لغربة نخلة في الاندلس!!.ويبدو ان السيد مقتدى قد اختير لمزايا لانعرفها كلها ولم يتبين منها الا القليل القليل، ومن هذا القليل هو ان يكون رأس حربة في القتال الشيعي – الشيعي!!
نعم، الذين جاؤوا بالسيد مقتدى ليتولى زعامة التيار الصدري ما كانوا دعاة تحرير في يوم من الايام، منذ سقوط الاب الروحي لهم وحتى يومنا هذا، فمعارك جيش المهدي والذي هو الذراع العسكري للتيار الصدري كانت مع الشيعة.. بالرغم من ان الشعارات كانت تتجه الى عدو اخر! فمعركة النجف التي ادمت العيون وفطرت القلوب كانت تستهدف المدينة المقدسة واهلها، وجيش المهدي(المغوار) كان هدفه اقتحام الصحن الحيدري المطهر ونهب خزائن امير المؤمنين وتحفها النفيسة وبعد تلك المعركة الدامية التي انتهت بالاستسلام المذل، ولولا حكمة وتدخل الامام السيستاني، لما كان القائد(المفدى) اليوم يصول ويجول ويطلق التهديدات.. ثم تلت تلك المعركة (ملحمة اخرى) لـ(قائد الجمع المؤمن الجديد) في مدينة الصدر، وطبعاً لم يكن الهدف قوات الاحتلال، بل كان احتلال بغداد بصوبيها لنهب بيوت اهلها وسرقة اسواقها، بعد ان غفل عنها رجال (الحواسم) في التاسع من نيسان وما بعده وانشغلوا بالدوائر الحكومية.
وقد ذكر لنا احد المقربين من مدلل السيد مقتدى(اي مدير مكتب الصدر في مدينة الصدر سابقاً) بان الاخير استلم ستة مليارات دينار جاءته من الامارات وقطر والسعودية مقابل (انتفاضته) في مدينة الصدر ليشغل القوات الحكومية عن معركتها الرئيسة في مدينة الفلوجة – وقتذاك- وليشتت قوتها ليستطيع (مجاهدو القاعدة) الاستيلاء عليها!. وكم معركة ومعركة افتعلها جيش المهدي منذ سقوط صدام وحتى يومنا هذا، وكأن هذا الجيش يريد ان يسلب الفرحة من العراقيين بسقوط الدكتاتور، وكأنه ينتقم منهم لانهم فرحوا بنهايته!.
ولعل ابشع المعارك ما حدث في الزيارة الشعبانية قبل شهور اذ هاجم جيش المهدي المرقدين المشرفين للامام الحسين بن علي واخيه العباس(عليهما السلام)، وكان هجوم(جيش الامام) على مرقدي ابناء الامام علي هو لنفس الغاية عندما هجم في عام 2004 على مرقد امام المتقين.. وهي الاستيلاء على نفائس ما في الحضرتين الحسينية والعباسية، فجيش المهدي لايعرف غير هذا الفعل!! ولم تكتف(مجاهدو) السيد مقتدى بذلك بل قصفوا الصحنين المطهرين واحرقوا المكتبات، وماتزال اثار الحرائق على جدران صحن الامام الشهيد الحسين بن علي (ع) ، وقد يتساءل المؤمن ماذا يريد هؤلاء المجرمون من وراء قصف المرقدين المطهرين في كربلاء؟ هل يريدون ان يقولوا للمسلمين بان زيارة الائمة حرام عليهم؟! مثلما يقول بذلك سادتهم من عتاة الوهابية؟ فلقد اثبت (جيش المهدي) انه نسخة قبيحة من جيش ابن سعود الذي غزا كربلاء والنجف قبل عشرات السنين وفعل ما لايرضي الله ورسوله.. فلماذا يقلده جيش المهدي في اعماله الخسيسة هذه؟
يقول السيد مقتدى الصدر ان جيش المهدي انما جاء لخدمة الاسلام والشيعة على وجه الخصوص، فاي اسلام خدم هذا الجيش المرتزق؟ وما هي اعماله التي اعان بها شيعة علي؟! ثم اذا كان مرقد الامام الحسين لم يسلم من شرور جيش المهدي فمن هو الامام او العالم الذي سيحترمه جيش اللصوص والقتلة؟.
لقد اساء جيش المهدي الى الشيعة اكثر مما اساء اليهم الامويون والعباسيون والمماليك وكل الاشرار في العالم.. ومع هذا، وبعد كل مصيبة يخرج علينا (القائد المفدى) ليقول ان جيش هو جيش الامام وان حله انما هو بيد الامام! فهل سمعتم هذا القول من شخص اخر. وهل يعقل هذا بعد ان تعدى جيش المهدي على حرمة الائمة الاطهار في النجف وكربلاء؟!. واخر، ولربما ليس هو الاخيرة، تمرد جيش المهدي على الشلطة الشرعية المنتخبة في البصرة واستولى لمدة خمس سنوات على حياة مقدرات البصريين الطيبين.. ولما ارادت الحكومة ان تعيد السلطة الشرعية الى المدينة المختطفة، تصدى لها جيش المهدي وحاول منعها، وفي محاولته للتصدي للقوات الامنية احرق (جيش مقتدى) مؤسسات الدولة وقبل ذلك كان قد نهبها ودمر الجسور والطرق، وقصف الاحياء المدنية، واختطف واغتصب ونهب!! ومع ذلك دافع عنه (القائد المفدى) وطالب الحكومة بالعفو عنه بل وحثها على تكريم افراده ومن فرّ من الجيش، وامره بوقف تسليم سلاحه!!
وبعد هزيمة جيش المهدي في البصرة، قام باعمال شغب وحرق لمؤسسات الدولة ومراكز الشرطة وقتل افراد مفارز التفتيش في كل من الناصرية والكوت والديوانية والحلة وكربلاء.. وعندما هزمته – اي جيش المهدي- القوات الامنية الحكومية تحصن بمدينتي الصدر في الرصافة والشعلة في الكرخ، وقطع طريق اهلها عن اعمالهم وكسب ارزاقهم مدعياً العصيان المدني الذي لم يعرف عنه ان يستعمل المضربون عن العمل الاسلحة الثقيلة لقصف الاحياء المدنية، ولم يكن في اي بلد يعلن فيه العصيان المدني متاح للعاصين ان يزرعوا الالغام في الشوارع والازقة!! ولم يتضمن اي عصيان مدني منع الموظفين بالقوة من الذهاب الى دوائرهم، ولم نسمع ان مضربين قد احرقوا الاسواق لتجويع الناس، ولم يذكر التاريخ القديم والحديث ان المعتصمين قد اختطفوا عوائل الجنود والشرطة كرهائن الى حين يلتحق هؤلاء بهم ويقطعوا صلتهم بوحداتهم العسكرية او الشرطوية!!.
كل هذه المعارك التي خاضها جيش المهدي لم تكن الا مع الشيعة وفي مناطق الشيعة، وكل الحرائق التي اشعلها جيش السيد مقتدى لم تكن الا في مراقد ائمة الشيعة والمدارس ومراكز الشرطة والوحدات العسكرية، وكل اهداف جيش المهدي كان من ابناء الشيعة، فهو ان لم يقتل من لايستطيع الوصول اليه، فان من يقع بين يديه امامه طريقان، الاول الالتحاق بصفوف جيش المهدي.. اما الثاني تفخيخه وارساله الى حيث يتواجد المدنيون، تماماً كما يفعل تنظيم القاعدة التكفيري! ويبدو ان (ابناء الحلال) من اولئك وهؤلاء من طينة واحدة!!. وهكذا هي حروب جيش المهدي المختل العقل والسلوك على الشيعة وعدوانه على ائمتهم ورموزهم الوطنية والدينية، اما (المحتل) فله الامان والامن وحول (سور مقتدى)!!.
https://telegram.me/buratha