( بقلم : حسين الربيعي )
حادث اغتيال الرجل الثاني في التيار الصدري رياض ألنوري يوم الجمعة الماضي يثير تساؤلات وشكوك عده لدى متابعي الشأن العراقي بشكل عام ومتابعي الشأن التيار الصدري بشكل خاص.كون لم نلحظ ردة فعل بحجم المتوقع من قبل جماهير التيار المنتمي إليه رياض ألنوري هذا من جهة ومن جهة أخرى أن الحادث حدث في أوقات محرجة للحكومة والخط الصدري نتيجة الاشتباكات الدائرة بينهما الآن !!ومن جهة ثالثة من هو المستفيد والمتضرر من حالة الاغتيال هذه؟! ومن هو المتهم بهذه العملية ؟!!لعله من البديهي أن فك عقـد الحادث لايمكن معرفتها ألا بعد إعلان نتائج التحقيق .. لكن أي متتبع بإمكانه أن يتكهن باحتمالات توصله أو تساعده في فك خيوط الحادث وبالتالي وضع النقاط على الحروف.. ومن هذه الاحتمالات :ــ
الأول :ـ الذي لايختلف عليه اثنان أن التيار الصدري تياراً متشعب وتصل تشعباته إلى اغلب المدن الشيعية بنسب متفاوتة لذا يتطلب تغطية نشاطاته العسكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية اللجوء إلى مبدأ تقسيم العمل ،الأمر الذي يؤدي الى بث روح التنافس والحسد والحقد والضغينة بين قيادات هـذه (النشاطات) وهذه الحالات بشكل أو بأخر ستنعكس على قواعدهم الجماهيرية، فلعل عملية تبديل مدراء مكاتب الصدر في المحافظات كافة بين فترة وأخرى ،وكذلك تبديل أئمة صلوات الجمع وكذلك عملية تبديل المتحدث باسم التيار (فهو التيار الوحيد الذي بدل متحدثه أكثر من مرة خلال السنوات الأربع المنصرمة ) كل هذه الدلائل وغيرها تدلل أن ثمة حسد أو حقـد يـدور في فلك تلك القيادات ، نعم لعله تعليل هذه الدلائل يقع تحت مضلة التكتيك أو التوهيم لكنها حتمياً ستؤدي بأي حال من الأحوال إلى حالة الحسد والحقـد والذي قـد يصل لحـد القتل في حيانا كثيرة ....(وحالة الحسد أو الحقـد موجودة في اغلب الحركات السياسية و المدنية اخذين بنظر الاعتبار إن إفرادها أناس ليس بمعصومين..).
الثاني :ـ المعروف في الأوساط العامة والخاصة أن عائلة السيد الخوئي تتهم بعض قيادات التيار وعلى رأسهم رياض ألنوري بقتل ولدها السيد عبد المجيد الخوئي في النجف عقيب سقوط الصنم ..وهي الآن بصدد إكمال الإجراءات القانونية لرفع دعوى قضائية ضد هولاء المتهمين وإنها لم ولن تتنازل عنها كما أعُلن عن ذلك في الإعلام .
لذا كان ألزاماً على "المتهمين" إبعاد شبح هذه التهمة عنهم بأية صورة حتى وان تتطلب قتل هـرم مرتكب الجريمة وبالذات إذا أخذنا بنظر الاعتبار الوضع الحرج الذي تعانيه تلك القيادات المتهمة أمام جماهيرها بشكل خاص و حالة الإفلاس السياسي الذي يعشه الآن التيار بشكل عام . مما يودي قتل قطب الجريمة خسارة "الخوئين" واستفادة "الصدريين " بالمحافظة على وضعهم الحالي .
الثالث:ـ الحصار السياسي والعسكري الذي يعانيه التيار الصدري على اثر رفض الأخير تسليم أسلحة أنصاره(جيش المهدي) للحكومة مما دعها لشن حملة عسكرية ضدهم في مدينة الصدر معقلهم الرئيس وأيضا ممانعة الحكومة من مشاركة أي جهة تتملك مليشيات في انتخابات مجالس المحافظات القادمة وهو ما ينطبق التيار ..والذي بدوره أوكل مهمة تسليم اسلحتة إلى أمر المرجعية الدينية والتي تدعوا منذ سقوط الصنم إلى أن السلاح يجب أن يُحصر بيد الدولة بغض النظر عن الشخص أو الجهة التي تدير دفة الحكم ..لكن على ما يبدو أن زعماء التيار يحاولون جر شخصيات معروف حجم ثقلها وتأثيرها في الشارع العراقي مثل المرجعية الدينية والتي كان لها الدور الرئيس في فك حصار النجف عام 2004 حينما بقي جيش المهدي محاصرا في صحن الإمام علي ..المهم عملية أشراك أوجر المرجعية الدينيةالى المعركة الصدرية الحكومية لأيتم ألا في النجف كونها البقعة المقدسة لأغلب المسلمين وهذا لا يتم ألا بتحريك العاطفة وهم ما يتميز به اغلب الجماهير الصدرية فجاء حادث اغتيال صهر زعيمهم بيد (احد الأشباح) لتحقيق هذه الامنية، ولولا حظر فرض التجوال في النجف عقيب الحادث لكانت الكارثة...
الرابع:ـ اعتدال رياض ألنوري ..نعم فلم نسمع صوتاً أو تصريحاً أو بياناً أو فتوى لهذه الشخصية عبر الإعلام أو غير الإعلام ..مما يبعث في نفس المتتبع أن ثمة مواقف ايجابية يحملها هذا الرجل الأمر الذي لا يرضي أو لا يعجب كثير من القيادات البارزة في المحفل السياسي والعسكري والاجتماعي والثقافي لتيار الصدري ومن يدري قد تؤدي ايجابية المواقف إلى حد القتل وليس النفي أو العزل ..والله العالم..
https://telegram.me/buratha