المقالات

الإرهابيون وفتاواهم التكفيرية ... !!! الجزء الثالث

1286 00:11:00 2008-04-20

( بقلم : منشد مطلق المنشداوي )

الإسلام هذا الدين الإنساني العظيم ، الذي فتح آفاقاً جديدة أمام البشرية جمعاء ، وكان مثالاً لحسن الخلق و البساطة والتسامح ، وكان لنا برسولنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الذي جاء بشيراً ونذيراً ورحمة للعالمين ، والذي علم العالم روح التسامح حتى ممن آذوه . كما حرم الإسلام القتل إذ قال تعالى : ( ومن يَقتُل مؤمناً مُتعمداً فجزاؤهُ جهنم خالداً فيها وغضبَ الله عليه ولعنهُ وأعَدَّ له عذاباً عظيماً ) [ النساء : 93 ] . وقوله تعالى : ( والذين لا يَدْعُون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلاَّ بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً * يُضاعفْ له العذاب يوم القيامة ويخلد فيها مُهاناً * إلا من تابَ وآمن وعَمِلَ صالحاً ) [ الفرقان : 68 – 70 ] . وقال ( ص ) : " إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ، قيل : يا رسول الله ، هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه " ( 1 ) .

وقال رسول الله ( ص ) : " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض " ( 2 ) . وقال رسول الله ( ص ) : " لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً " ( 3 ) . وقال ( ص ) : " أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء " ( 4 ) . وفي الحديث أن رسول الله ( ص ) قال : " لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا " ( 5 ) . وقال ( ص ) : " لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل " ( 6 ) . وقال ( ص ) : " من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن رائحتها لتوجد من مسيرة أربعين عاماً " ( 7 ) . فإذا كان هذا في قتل المعاهد وهو الذي أعطي عهداً من اليهود والنصارى في دار الإسلام ، فكيف بقتل المسلم ؟ . وقال ( ص ) : " ألا ومن قتل نفساً معاهدة لها ذمة الله وذمة رسوله فقد أخفر ذمة الله ولا يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسين خريفاً " ( 8 ) .

وقال الله تعالى : ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً * ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نُصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيراً ) [ النساء : 29 – 30 ] . وقال الواحدي في تفسيره هذه الآية : ( ولا تقتلوا أنفسكم ) أي لا يقتل بعضكم بعضاً لأنكم أهل دين واحد فأنتم كنفس واحدة .وفي حديث ثابت بن الضحاك قال : قال رسول الله ( ص ) : " لعن المؤمن كقتله ، ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله ، ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة " ( 9 ) .قال الله تعالى : ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بُهتاناً وإثماً مُبيناً ) [ الأحزاب : 58 ] . وفي الحديث : " كل مسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " ( 10 ) . وقال عليه الصلاة والسلام : " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم " ( 11 ) ، وفيه أيضاً : " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " ( 12 ) . كما أكد الإسلام على الرحمة وفي الحديث : " من لا يرحم لا يرحم " ( 13 ) ، وفيه : " لا يرحم الله من لا يرحم الناس " ( 14 ) .

فيا من تدعون وتحت مسميات مختلفة قتل النفس البشرية التي حرم الله قتلها إلا بالحق أين ستذهبون وماذا ستقولون وهذه كلمات الله أنزلها عليكم في كتابه العزيز ... وهذه أحاديث رسوله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، وأنتم تدعون السير على نهجه ... فرحتم تكفرون هذا وتقتلون ذاك تحت ذرائع مختلفة ... ألا تخافون السؤال يوم القيامة .. أم لا تفكرون بمثل هذا اليوم لأنهم أوهموكم بالجنة .... !!! . وهل خدمة بفعلكم هذا الإسلام والمسلمين ... !!! فأنتم السبب بتلك الرسوم المسيئة للرسول ( ص ) لأنكم صورتم الإسلام كأنه دين خوف وقتل ورهبة .. في حين أنه دين رحمة وعدل ومساواة ، دين الإنسانية في كل زمان ومكان .. حفظ حقوق كل البشر .

الــــمــــراجع : -

1- اخرجه البخاري ( 31 ) ، ومسلم ( 2888 ) ، وابن ماجه ( 3964 ) .2- اخرجه البخاري ( 4405 ) ، ومسلم ( 65 ) ، وأبو داوّد ( 4686 ) .3- اخرجه البخاري ( 6862 ) بلفظ : " لن يزال العبد .... " والفسحة بالضم - : السعة .4- اخرجه البخاري ( 6533 – 6864 ) ومسلم ( 1678 ) والنسائي ( 7 / 83 ) ، وابن ماجه ( 2615 ، 2617 ) 5- اخرجه النسائي ( 7 / 82 ) ، وابن ماجه ( 2619 ) بلفظ : " لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق " .6- اخرجه البخاري ( 3335 ) ، ومسلم ( 1677 ) ، والنسائي ( 7 / 82 ) ، وابن ماجه ( 2616 ) . قال الإمام النووي : الكفل بكسر الكاف : الجزء والنصيب . وقال الخليل : هو الضعف . وهذا الحديث من قواعد الإسلام ، وهو أن لكل من ابتدع شيئاً من الشر كان عليه مثل وزر كل من اقتدى به في ذلك العمل ، مثل عمله إلى يوم القيامة ، ومثله من ابتدع شيئاً من الخير كان له مثل أجر كل من يعمل به إلى يوم القيامة ، وهو موافق للحديث الصحيح : " من سنة سنة حسنة ومن سنة سنة سيئة " .7- اخرجه البخاري ( 3166 ) ، والنسائي ( 8 / 25 ) ، وابن ماجه ( 2686 ) ، والطبراني في الأوسط ( 431 ) وفيه : " لم يجد " بدلاً من " لم يرح " .8- اخرجه الترمذي ( 1403 ) ، وابن ماجه ( 2687 ) .9- اخرجه البخاري بنحوه ( 6047 ) ، ومسلم بنحوه ( 110 ) .10- اخرجه مسلم ( 2564 ) .11- اخرجه مسلم ( 2564 ) .12- اخرجه البخاري ( 48 ) ، ومسلم ( 64 ) ، والترمذي ( 2635 ) ، وابن ماجه ( 3939 ، 3941 ) .13- اخرجه البخاري ( 5997 ) ، ومسلم ( 2318 ) .14- اخرجه مسلم ( 2319 ) بلفظ : " من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عزوجل " .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك