بقلم : محمد باقر الغرابي
عاش العراق لعقود طويلة فترة مظلمة من الاستبداد والتعسف اتصفت باختزال الامة في حيز الحزب الحاكم ولم يكن له يوم من بد سوى الهتاف بما يرضي السلطة كي يحافظ الفرد على حياته وهذا هو الحال في كثير من الانظمة العربية في المنطقة .
ان عقلية التسلط التي اتصف بها القادة كانت عبارة عن السيطرة على موارد الامة ونهب خيراتها واهدار كرامتها واذلالها والمحافظة على عدم نهضتها كي يبقى الحاكم يتمتع بالسلطة والشعب يتغذى بالاستبداد !ان الثقافة السياسية لدى الكثير من المشتغلين بالسياسة هو التسلط على رقاب الناس وفق منهج مكيافلي نظرا لمبدء الغاية تبرر الوسيلة و هذا ما نراه واضحا في نوعية الصراع السياسي و ما يتصف به من دموية بربرية في المنطقة .
كان هنالك بون شاسع بين النظرية السياسية وبين واقع الحال بحيث ان عقود من السنين لم تتح متنوع سياسي او نشاط ثقافي او اجتماعي انما الكل اختزل في نشاط لون السلطة في زمن الطاغية وهذا لا يمنع من وجود تنوع لدى المعارضة انذك الا انها لا تعيش واقعها الى في المنفى والذي كان من الطبيعي ان تمارس المعارضة دورها السياسي و مشروعها التغييري في الداخل وهذا يعكس مدى وحشية انظمة الحكم في التعامل مع الخصوم السياسيين و اقصائهم .
لقد قامت نظرية الحكم لدى الاستبداديين البعثيين في العراق هو ان يحيى الشعب موروثا ثقافيا واحدا وهو بقاء الحزب الحاكم في الحكم مدى الحياة والعمل على ايجاد السبل الكفيلة على ديمومته والحفاظ عليه من التنوع السياسي الاخر والغاء جميع الفوارق القومية والدينية وتنوعاته المذهبية تحت دعوى حكومة الوطن الواحد وحفاظا على الوحدة الوطنية والذي كان من المفروض هو احترام ذلك التنوع القومي والديني والمذهبي والاعتناء بتلك الخصوصيات مع المساوات الحقيقية في المواطنة والحقوق المترتبة عليها لا ان تحرم قومية من حقوقها الثقافية والفكرية ومحاولة اجبارها و دكها في موروث ثقافي قومي اخر على حساب ثقافته المحلية او ان تمنع اصحاب مذهب من المناصب العليا بدعوى الاختلاف المذهبي وخوفا على المكاسب التي حققها ووضعه تحت مجهر التشكيك بانتمائه حتى يعيش وضعا قلقا ويضعف متى شائت الحكومة بتطهيره بالقتل والسجن والتهجير هذه الوان من الوان الاستبداد الحاكم في زمن البعث بالعراق ونحتاج لمقالات عديدة لتسليط الاضواء على جميع مفاصل الاستبداد على جميع الصعد.
وفي نظري ان حاكما يخضع شعبه عن طريق الانقلاب وسياسة العنف وسفك الدماء لا يؤتمن على شعبه وهذا ما رئيناه جلينا في تعاملات البعث الفاشي في سياسات الحرب الداخلية او حروبه الخاسرة خارجيا اراد صدام وبعثه ان يبني هرما من المخازي و قد فعل متناسيا ان التاريخ الذي يكتب امجاد الابطال لا يغفل عن ذكر عورة ابن العاص .نفض العراق عنه غبار القرن العشرين و ماحملته تلك الاعوام المثقلة بالالم و الحزن وكان حصيلة المئة عام هو حكم ملكي دستوري حورب به الكرد و حرمت الاغلبية من التمثيل الحقيقي في البرلمان انذك وجمهوريات الانقلابات العسكرية التي اسست فصلا دمويا في تاريخ العراق الحديث تظهر فلسفة الحكم عند لدى هؤلاء جليا الذين سلبوا الامة كرامتها لانهم سلبوها حق الاختيار وسلبوا من الامة رقيها لانهم اسسوا نظام الفكر الواحد وحرموا الامة من تقدم لانهم استأثروا بثروات و مقدرات هذا الشعب انفقوها على جيوش واهية كانت بنادقا موجه ضد ابناء الشعب من اجل نزواتهم الدنيئة ولياليهم الحمراء , ويعرى العراق وشعبه لا ضير لانه يدافع عن مبادئ الثورة , اي ثورة هذه ؟ ولك منجزات الثورة في حزب البعث: محو العلم ,تجهيل المجتمع , محاربة الدين لانه رجعي , وغرس مبادئ وعقيدة البعث , عسكرة المجتمع , يدافع عن هوس في مجد تاريخي , تجفيف الاهوار , بلد السواد الاسم التاريخي للعراق اصبح بلد التراب حيث لا زرع و لا خضا ر محاربة العلماء و المفكرين ,اضعاف التجار , محو البهجة في كل مكان ,الى اخره من منجزات يندى جبين الحر ان يذكرها . فلا يعتقدنا احد ان حزب البعث قد انمحى واضمحل في المتغيير الجديد وان عقودا من الانحراف السياسي والقمع الدموي قد ولت بمجرد زوال الطاغية وازلام حكمه .
هو حزب عرف بمكره واساليبه الجبانه في التعامل مع خصومه السياسيين والفكريين لق انضوى رجال البعث واذناب اعضاء الفرق الحزبية تحت لبوسات مختلفة وتحت لافتات سياسية ودينية متنوعة مستغلا فسحة الديموقراطية لينخر في جسدها الوليد و ها هو يمثل رقما صعبا في معادلة استقرار الجنوب ليقف عائقا امام دولة القانون وبناء العراق الجديد الذي لطالما ضحى ابناء العراق من الشمال الى الجنوب لتحقيق هذه الغاية العظمى لقد قدم العراق قرابين من قوافل الشهداء من اجل الحفاظ على هوية الشعب وكرامته واخراجه من نير الاسترقاق والعبودية من اجل ان ينعم الشعب بخيراته من اجل ان يبني صرح حضارته وفق موروثه الحقيقي لم يزيف لقد سفكت على ارض هذا الوطن دماء العلماء الشهداء و على رأسهم مفجر الثورة الاسلامية في العراق السيد الشهيد محمد باقر الصدر واخته العلوية الطاهرة بنت الهدى لقد سقط على ترابه دماء ال الحكيم وال المبرقع وبحر العلوم وال الصدر والعلماء والاساتذة والمثقفين و من جميع افراد الشعب العراقي من كل فئاته.هل يعقل ان ذاكرة العراقيين لا تختزن ذكرى شهدائها ؟؟هل يعقل ان ذاكرة العراقيين قد نست جلاديها و ما سببوه لها من الم وحزن و ضياع ؟؟؟
حتى يعود اذناب البعث الذين وضعوا ايديهم بالدم متعاهدين ان لا تقوم للاكثرية قائمة و ها هم يزرعون الفتنة و يقتلون النفس المحترمة ويغتالون العلماء والاطباء والمثقفين والمجاهدين الذين شهدت لهم سوح الجهاد سنين طويلة ها هم يلوثون المقدسات وينفروا الناس من الحركات الاسلامية التي بات يراها البعض خارج ما كان يتوقع منها من السلم والحرية لان الدين الحنيف يختزن اوسع مجالات الحوار واحترام الاخر و ما يعتقد .لقد اساؤا لعلمائنا لقد اساؤا لدم شهدائنا العلماء وكذلك المجاهدين فهذا نداء لجميع المخلصين من ابناء هذا الشعب وعلى رأسهم رجال الدين و العلم والسياسة ان لا ينجروا تحت الاعيب فخ البعث من تمزين وحدة الصف و خلق ضبابية في الاهداف وخلق حالة من الاقتتال الداخلي حتى اضعاف الجسد الواحد ومن ثم الانقلاب عليه .
ان عدم احترام القانون والخروج عليه هو احد اهداف البعث و من يعمل من اجل اضعاف واسقاط المتغيير الجديد من خلال الفساد الاداري والمالي والسيطرة على ثروات الشعب واشاعة المخدرات والعصبيات والانحراف بالناس وفق عقائد منحرفة وهذا ما رائيناه في جند السماء ودجال البصرة المدعو باليماني هي من اهم اهداف هذا الحزب.فعلى العراقيين ان يقفوا صفا واحدا من اجل وضع حد لهذه التخرصات وليحققوا امال و تطلعات الشعب الذي انتخب الحكومة بثورته البنفسجية المعروفة لكي يخرجوا بالعراق واهله الى بر السلام .
https://telegram.me/buratha