بقلم / السيد عبد اللطيف العميدي
من الملاحظ أن وتيرة الأعمال الإرهابية في العراق قد تصاعدت في الآونة الأخيرة ، وبات شريط التفجيرات والأحزمة الناسفة والعبوات والذي ضننا أنه لن يعود يترائى للناضرين من جديد ، فأين ممكن الداء يا ترى ؟إن المتابع للإحداث على الساحة العراقية وتصريحات بعض الرموز السياسية والقادة الأمنيين ليستنتج أن السبب في ارتفاع حدة الأعمال الإرهابية مؤخراً والتعدي على حرمة المؤسسات الحكومية يكمن في أمرين لا ثالث لهما ، الأول: هو إطلاق سراح عشرات الآلاف من المدانيين المتهمين بجرائم إرهابية وممارسة العنف من السجون العراقية والأمريكية وبشكل فوضوي وبالجملة مع أن الكثير منهم وبحسب تصريح مدير مركز العمليات في وزارة الداخلية عليم أدانات وإثباتات جرمية لكن عدم وجود مشتكين عليهم بالحق الشخصي جعلهم في خانة من يشملهم العفو العام الأخير وكان منهم من طلع علينا أمس من قناة العربية وهو قائد في تنضيم القاعدة المطلق سراحه يتحدث بطلاقة عن جرائمة .. ، وهذه كارثة حقيقية حلت بالعراق ، فنحن الى الآن نعاني من تداعيات إطلاق سراح (40 ألف) من سجن أبو غريب أطلقهم المقبور صدام عندما تيقن بسقوط نظامة وتطبيقاً للمقولة (علي وعلى أعدائي) فراحوا يرتكبون عمليات السلب والنهب والقتل وممارساتهم الاخرى مرة ثانية ، ثم جاء هذا القرار لاخير ليزيد الطين بلة ، ومن المؤلم أن الذين سعوا لتطبيقة لم يراعوا أبداً مشاعر المنكوبين من جرائم هؤلاء المعتقلين وكذلك ضحايا أجهزة الامن الذين أريقت دمائهم في الامساك بهؤلاء المتمردين والجناة.
أما الامر الثاني : هو أن قادة الاجهزة الامنية لازالوا الى الان متراخين في الضرب على ايدي العصابات الاجرامية والمليشيات الخارجة على القانون بشكل جدي مع علمهم بأسماء رموز ومنفذي تلك الاعمال ، إلا أنهم وبضغوط متنوعة تارة ويتعاطف وتغطية تارة أخرى يغضون الطرف عن أغلب تلك العصابات ثم يقيدوا أغلب جرائمهم (ضد مجهول) فكيف ياترى يتم تطبيق قرارات الدولة بفرض القانون والضرب على يد الجناة ونحن نعمل على تقويض سلطة هذه الدولة بمثل هذه القرارات والضعف ، ونحن نسأل هؤلاء : هل ياترى أخذتم رأي الغالبية العظمى من هذا الشعب الممتحن قبل أتخاذكم هكذا قرار ؟ وهل قمتم بتعويض ضحايا الاعمال الارهابية حتى تبرروا السماح للجناة بأخذ حريتهم ؟ وقبل ذلك هل يرضى الله سبحانه أن تطلقوا سراح متهمين بقذف صواريخ الهاون وعلى رؤوس الناس العزل ؟ بل التستر على البعض منهم وتحاشي أعتقالهم ، أن كل قطرة دم سالت وتسيل منا ظلماً لهي في ذمة ومسؤولية الساعين بهكذا مشاريع وبمسؤولية الحكومة وبالخصوص قادة الاجهزة الامنية ، فالمواطن يعاني الامرين من ضعف الخدمات وفقدان الوقود والطاقة ثم تأتون لتزيدوا من معاناته بالتهاون مع المجرمين وأطلاق سراح المعتقلين منهم .
وهذه أحدى أهم النقاط التي أدت لعدم رضا المرجعية الدينية مما يجري الان ، فالمرجعية ومنذ اليوم الاول دعت الى منع المظاهر المسلحة و حصر السلاح بيد الدولة ، والقصاص من المجرمين والشدة مع من يرتكب الجرائم ، واشاعة سلطة القانون والعدالة في البلاد ، وحفظ أرواح المواطنين وممتلكاتهم ، وتعويض المتضررين والمحرومين … فما الذي نفذتموه من هذه البنود ياترى ومتى ستسترد الدولة هيبتها .
https://telegram.me/buratha