المقالات

العراق مابين الكان واليكون كتاب في حلقات – 7

1150 16:00:00 2008-04-18

إن طبقة الأفندية كانت تتألف من العرب والأكراد والتركمان وقد أتخذت شعار القومية العربية شعارا لها وطريقا للثورة على الحكومة العثمانية والأرتماء في أحضان الأستعمار البريطاني ، أما شيوخ وزعماء العشائر فكانوا ينقسمون الى فئتين الأولى مع الأحتلال والثانية معارضة لها ، وهكذا كان البعض من باقي الأقليات يسيطرون على تجارة العراق وفي نفس الوقت كانوا مرحبين بالأستعمار ومتمسكين به .

أما الأشراف ووجهاء المجتمع وكبار التجار والأغنياء فقد كانوا يجمعون مفاهيم الرجعية والأرستقراطية الى جانب المصلحة الشخصية تحت ظل الأستعمار ، وقد كانت طبقة الاشراف هذه تتنافس وتتسابق مع طبقة الأفندية لكسب رضا الأستعمار ومن ثم تنفيذ مشاريعه السياسية المتنوعة في البلاد ، وقد كان همهم الشاغل و الوحيد هو الأحتفاظ بمناصبهم التقليدية ووظائفهم العالية في الدولة .

والجدير بالذكر كانت هناك فئة أخرى ومن قوميات مختلفة في المجتمع العراقي تعرف بالشبانة وهم من الطبقة الفقيرة والجاهلة يتميزون بالأنحلال الخلقي والديني والوطني إستخدمهم الأستعمار البريطاني في سلك الشرطة لتوفر الشروط المناسبة لديهم بالولاء الأعمى وعدم معارضتهم لسياسات الأنجليز ، فكانوا أداة سهلة بيد الاستعمار يستخدمونهم لتنفيذ دسائسهم و مهماتهم الخبيثة بحق الشعب .

ولاأحد يتمكن من التوظيف في شرطة الشبانة إلاّ بعد إجتيازه للأختبار الأخلاقي من قبل أجهزة قوات الأحتلال (( كالبصاق على وجه أبيه أمام الملأ )) ، وذلك ليتعرفوا على مدى إخلاصه وصدقه مع المحتل ومدى تلبيته لأوامر المستعمر . وهكذا الحال كان يسري على باقي الوظائف العليا عند تعيينها في أجهزة الدولة .

أذن فالأفكار القومية والرجعية والمصالح الشخصية الأقطاعية الضيقة من جهة والأطماع الفردية للوصول الى المراكز السياسية في السلطة ، ومخاوف وأحقاد بعض الأقليات المستفيدة آنذاك من الأستعمار البريطاني من جهة ثانية شكلت الأرضية الخصبة للقبول بالمحتل وتنفيذ خططه على الساحة العراقية وبالتالي الأقليمية ، وبهذا كانت قد أفرزت نفسها عن الشعب كفئة معزولة تخون بلادها وشرفها وتقف أمام غضب الشعب ومواجهة ثورته في المطالبة بالحرية والأستقلال .

في الوقت الذي كان قادة الشعب من العلماء والمفكرين الشرفاء وبمختلف قومياتهم وأفكارهم يعلنون دوما موقفهم ببسالة وتحدٍ مطالبين المستعمر بالخروج التام من العراق ومنحهم الحرية والأستقلال ، مثلما لم ينخدعوا بأي نوع من أضفاء الشرعية على تواجدهم من خلال الأستفتاءات المقتصرة والوهمية التي كان يجريها الأستعمار على الأقطاعيين وكبار التجار والموظفين والعسكريين ومن لف لفهم من الحاقدين على الوطن .

إلاّ أنّ دهاء المستعمر وبعد الاستفتاء أوصل البلاد وبشكل علني الى الولاء الكامل الى بريطانيا من خلال تلك الجماعات المستفيدة منه . يقول أحد وجهاء المدينة آنذاك وهو (أحمد باشا الصانع) في حديث أدلى به الى الحاكم السياسي في البصرة (( أنا لاأريد سوى الحكم البريطاني البحت ، وأرجوا أن لاتتركوا البلاد بل أحكموا بأنفسكم بيد قوية ولكن عادلة ولاتعقدوا إجتماعا لتواجهوا السؤال من الناس ، فأن الناس ربما صوتوا لكم بدافع الخوف ، ولكن من المحتمل أن يتفقوا ويقولوا :- نحن لانريدكم أتركوا البلاد )) المصدر للمؤلف الدكتور سمير الليثي .

ويقول آخر ومن مدينة البصرة أيضا وهو السيد محمد بركات ... (( في رأي أن سؤالكم لنا وأنتم الحكومة ، ماهو نوع الحكم الذي نريده يدل على شيء غير إعتيادي وهو أمر لم نسمع به من قبل ، فما شأني أنا في هذا الموضوع ، فأنتم لو عينتم علينا حاكما نصرانيا أو يهوديا أو عبدا زنجيا كان ذلك بالنسبة لي حكومة على حد سواء )) المصدر عبد الحليم الرهيمي

..... / يـتـبـــع :-

مــحــمــد حــســيــنwww.aliraqaljded.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك