( بقلم : الحق المهتضم )
إن السكوت على مظلومية دماء الأبرياء هو خيانة للدين والوطن و قد شـدد الإسلام على الدماء حيث قال الرسول الأكرم ص : من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوبٌ ما بين عينيه آيس من رحمة الله .وروي أنه جاء أحد الصحابة الى رسول الله (ص) فقيل له : قتيل في جهينة ، فقام رسول الله (ص) يمشي حتى انتهى الى مسجدهم فقال : وتسامع الناس فاتوه ، فقال من قتل ذا ؟، قال : يا رسول الله ما ندري ، فقال : قتيل بين المسلمين لا يدرى من قتله ؟ !والذي بعثني بالحق لو أن أهل السماء و الأرض إشتركوا في دم مسلم أو رضوا به لأكبهم الله على مناخرهم في النار أو قال على وجوههم .
وقال صلى الله عليه وآله : لو أن رجلا قتل بالمشرق وآخر رضي بالمغرب كان كمن قتله و إشترك في دمه .و من هذه الروايات مضافا ً الى الآيات القرآنية الكريمة التي تشدد في جريمة القتل و أنه من قتل نفسا ً فكأنما قتل الناس جميعا . يظهر عظم جريمة القتل خصوصا ً من قتل مظلوما ً بغير جرم . و تشدد إذا كان المقتول مدافعا ً عن حرمة المذهب أو متصديا ً لأحد العناوين الدينية .
و قد ولى عصر التقية . حيث أن التقية في هذه الموارد من المحرمات كما جاء عن أبي حمزة الثمالي ، عن الإمام الصادق عليه السلام : . . . إنما جعلت التقية ليحقن بها الدم ، فإذا بلغت التقية الدم فلا تقية . لذلك يتطلع ذوي المظلومين الذين قارعوا النظام و إختفوا عقودا ً من الزمن خوفا ً من بطش النظام المجرم وكان لهم الدور العظيم في الإنتفاضة الشعبانية المباركة و دفعوا الثمن غاليا ً منهم و من عوائلهم الى أن أنزل الله غضبه على البعث المجرم ، و هرب فأرهم الى جحره يتطلعون الى اليوم الذي ينتصف فيه لحقهم المهدور .
و بعد أن تنفس المشردون من عامة الشعب العراقي المظلوم الصعداء و على الأخص أبطال الإنتفاضة المباركة فعادوا الى ممارسة دورهم في الحفاظ على مصالح الشعب المظلوم ، و جندوا أنفسهم لخدمة هذا الشعب المظلوم . و إذا ببقايا أزلام النظام من حثالات المجتمع و نكراته الأدعياء من فدائيي صدام عادوا من جديد و أصبحوا أهل الحل و العقد في العراق وهم ممن تـتـوق نفسه الى أيام الزيتوني و نوط الشجاعة و البسالة من أبناء الماجدات ومن كان يردد ( امة عربية واحدة * ذات رسالة خالدة ) يكافئونهم بالقتل و التهجير لأنهم لم ينصاعوا للشاذين من النكرات والشواذ الذين لفظهم المجتمع بعد أن عرف أنهم كانوا ممن ينظمون المسيرات الفدائية لجيش القدس من فدائيي المقبور صدام . والذين عادوا بمسوح الدين الذي أصبح ملاذا ً لمن تردى برداء التوبة وهو مجرم قاتل تشهد له تقاريره الأمنية و ساحات مراقبة المؤمنين.
ظهروا من جديد بين من إستغل نظم القصائد الحسينية كي تبدو صفحته ناصعة البياض متصورا ً بسذاجته أن الناس نسوا أيام الزي الأسود لفدائيي المقبور صدام ! ومنهم من وصل على حساب دماء الأبرياء المظلومين الى أن يكون نائبا ً في مجلس النواب المبارك .. و منهم من أصبح عضوا ً بدرجة إمتياز في مجلس المحافظة بعد أن أتقن دور التزلف والتردي خلف مسوح الدين الذي بات غطاء ا ً يعتمره المجرمون ، كما كانت سيرة قائـدهم فأر العرب صاحب الحملة الإيمانية . مضافا ً الى الذي درسوه في كلية الأمن القومي الصدامي وكيف يبدل جلده كالحرباء .و بقي أبناء المقابر الجماعية و السجناء الذين دفعوا عمر الورد من حياتهم في سجون الشعبة الخامسة و زنزانات البعث المجرم . بقي هؤلاء يفتشون على من يسد رمقهم و عوائلهم التي صادر فأر العرب أموالهم وباتوا ينتظرون هبات المحسنين . أحسنت أليهم الحكومة و كافئتهم دوائر الدولة إذ أنه أصبح يشار إليهم بالتنكر و الإزدراء لأنهم لم يتمكنوا من إظهار جثث شهداءهم ، وربما يدور في خلد ( الرفيق ) الذي تمر به معاملة الشهيد أن الشهيد لم يقدم نفسه كي يأخذ أهله راتبا ً من الدولة بل قدم نفسه لأجل دينه فلذلك ينبغي على ذويهم أن يفترشــوا الأرض و يلتحفــوا الســماء ويكثروا من الدعاء بالخلاص من الأدعياء و أولاد الأدعياء.
وربما كان البعثي الذي يجلس وراء طاولة دائرته يشكك في شهادة هؤلاء الشهداء و لم يتمكن أن يقول بصريح العبارة : أن عوائل هؤلاء هم من الغوغائيين الذين لا يتسحقون إلا َ السحق و الإهانة لأنهم تسببوا في إنهيار نظام بعث عفلقه الصليبي المقبور .و بذلك يكون الموظف الرفيق الذي أهان عائلة الشهيد من الأوفياء لمبادئ حزبه العظيم و ا ُمته المجيدة الخالدة ثأر لجرذان البعث السفلة الذين نبذهم التأريخ الى مزبلته جيف نتنة تزكم رائحة ذكرهم الانوف .
فمتى نرى أبناء الشهداء و عوائلهم يكرمون كما هو حال شهداء و معوقي أبناء الثائرين في بعض الدول الإسلامية الذين يقدسهم الشعب و لهم الأولوية في كل شئ و أصبحوا مصدر فخر و إعتزاز . ! لا أن يكونوا مصدر سخرية كما هو حالهم في عراق بقايا البعث الذين إنسلوا الى دوائر الدولة وبعضهم تسنم مركزا ً قياديا ً مرموقا ً ، أو مركز نفوذ لا يمكن أن يناقش على ما يقوم به . لأنه أعاد الى الأذهان شعار : أنه فوق الميول و الإتجاهات .
و لأنه من أبناء المضحين في الأيام السلبية و ممن ساهم في فلم الأيام الطويلة و والده ( مشعول الصفحة ) من شهداء قادسية صدام المجيد المجيدة و من أبناء الماجدات . ثم أنه وقف بوجه المد الأصفر ، وكان من أبطال حزب البعث العربي الإشتراكي يخوضون معارك قادسية صدام المجيدة ، و ا ُم المعارك ، و صفحة الغدر والخيانة لتطهير العراق من الغوغائيين في إنتفاضة شعبان .
لذلك لم تنسهم الحكومة فأعادت الى أبطال البعث ممن بلغ سن التقاعد أن ترسل راتبه الى الدولة التي يقطنها في سوريا و الأردن و الإمارات . وربما تحتسب مدة الخدمة التي قضاها خارج البلاد منفيا ً ( خطيه إنحرم من أهله ) لغرض التقاعد . و هي مكافئة لهم لما قاموا به من قتل أصحاب اللحى من أتباع الرجعية الدينية و كــّرمت البعثيين الأبطال ممن كانوا يقودون عمليات التصفيات في سجون الأمن العامة في بغداد والمحافظات الاخرى ، أو من كانوا يشرفون على الثرامات التي يلقى فيه السجين السياسي وهو حي كي تلقي الثرامة جسده في نهر دجلة في بغداد أو أنهار البصرة الفيحاء , ثم أننا على أبواب المصالحة الوطنية لذلك ينبغي أن يكرم البعثي المناضل القاتل لأنه تاب على يد الشيخ الضاري أو الخالصي أو المؤيد أو عبد الهادي الدراجي و أحمد الشيباني أو عضو رابطة ا ُم علي للفنون الشعبية في البصرة و رفاقهم ممن إلتحق بجيش ا ُم مهدي ( رضي الله عنها ) .
أما شهداء الزنزانات و أبنائهم و عوائلهم فعليهم أن يحتسبوا أبناءهم و أولادهم عند الله وأجر الآخرة وثوابها أفضل من راتب تقاعدي و أنمى . لأن الراتب لعائلة الشهيد ربما يقلل من ثواب شهادة الشهيد . لذلك على عوائل الشهداء و السجناء السياسيين أن لا يفــّرطوا في دماء أبنائهم بنعيم الدنيا الزائل من راتب بسيط و ليأخذوا أجرهم يوم القيامة . و الله كريم .
ومن آهة مصدور أقول : هل سيعاد الى الشهيد جزء يسير من كرامته في إحتضان أبنائه و عائلته ؟و أخيرا ً لا يتصور البعض أني أكتب من فراغ أو أنني ضد مسيرة الحكومة الصارم بنصفية جيوب البغي و العهر الأموي ولكن الواقع يقول : أن أبناء قادة الخلايا الأمنية و ضباط المخابرات ينعمون الآن بمناصب مرموقة و حساسة وهم من يـقرر مصير الشعب المظلوم بعد أن كان آباءهم يتحكمون في مقدرات أبناء الشعب بل و أعمارهم و حياتهم ـــــــــــــــــــالحق المهتضم
https://telegram.me/buratha