المقالات

مكانة الأخلاق في الإسلام..تعریف الأخلاق..


  د.مسعود ناجي إدريس ||   نريد أن نرى ما هو تأثير الأخلاق في الإسلام وما هي موضعها. كبداية سوف نناقش كيفية إيجاد قيمة الأخلاق ومكانتها في الإسلام. الأخلاق تعني اتخاذ موقف بشأن القضايا التي تتعلق بالإنسان وهذا الموقف هو نتيجة شيئين: أحدهما الإدراك والآخر الانتماء.  العلاقة بين الانتماء والإدراك عند الإنسان عندما أنتمي إلى مدى محدود، يصبح انتمائي كعائق أمام إدراكي أي انتقل من الإدراك إلى ما أنتمي إليه وأتجاهل إدراكي حتى لا يزعجني؛ أحارب إدراكي لتحقيق ما أطمح الوصول إليه؛ أحاول ألا أعرف ولا أفهم؛ أحاول ألا أدخل في أماكن قد أتعلم فيها شيئًا جديدًا حتى لا أخلق عقبة لنفسي في طريق تلك الرغبة والانتماء.  حسنًا ، إذا كنت أنتميت إلى شيء قذر  فلن يعمل ادراكي أبدًا ، وعلى العكس ، إذا كنت أنتمي إلى مقام منيع ، لكن لم يكن لدي وعي للوصول إليه ، هنا يجبرني الانتماء على اكتساب الوعي. إن انتمائي إلى هذا الموضوع العظيم والمسألة العليا يحذرني وجرني  نحو الذهاب لإعداد وسائل هذه الحركة ومعرفة طريقها. نرى هنا أن الوعي لا يحل مشكلة دون الانتماء إلى مقام رفيع والانتماء إلى مكانة وضيعة يؤدي إلى  أن يصبح الإدراك لا جدوى منه إذا لم يتم اصلاح الانتماء ولم يوفق الإنسان في كسر هذا الانتماء بذلك بدلاً من أن ينتمي الإنسان إلى الصواب سينتمي إلى الخطأً دون ان يدرك ذلك .  أما إذا أصبح الانتماء منظمًا وفي مكانه ، فإنه يصبح وسيلة لاكتساب الوعي ويمتلك الدافع لتحقيقه. أردت توضيح أيهما أكثر خطورة: الانحراف في الانتماء أو انحطاط الوعي والادراك. الآن إذا كان كلاهما صحيحًا؛ أي أن الشخص قد صحح انتمائه وانتمى إلى ما كان ينبغي أن ينتمي إليه وكان على دراية بوسائل وطريقة الوصول إليه، يصبح وضع الإنسان مرتبًا؛ أي أن الشخص يتخذ الموقف الذي يجب أن يتخذه ويفعل ما ينبغي أن يفعله. في الوقت نفسه، يقال إن أخلاق هذا الشخص قد تم إصلاحها وأصبح صاحب خلق اسلامي.  هذه المواقف حاسمة ومصيرية في جميع القضايا الاجتماعية. عندما ترى شابين أحدهما مستيقظ ليلا حتى الصباح في النوادي الليلية والآخر مستيقظ ليلا حتى الصباح، في خنادق الصراع يكون الفارق بينهما في أخلاقهما. هذه هي الخُلق لأن الموقفين مختلفين. من يختار الخندق ويحارب النوم من أجل رضا الله تعالى ويكون سد منيع أمام السيول العامل الذي يمنحه القوة قبل السلاح والرصاص مسألة وعيه وانتمائه. إذا لم يصلح هذين النقطتين لن يستطيع أن يجد الأخلاق الإسلامية لأن أساسها الانتماء. مع الانتماء الصحيح يمكن اكتساب الإدراك؛ لكن الانتماء لا يمكن تصحيحه بسهولة بالإدراك. يجب أن يتغير الانتماء لأن من في الخندق يحارب بقوة وهو اكتسب قوته القتالية من انتمائه لله وما يكمن وراء هذا الانتماء هو وعيه أي أنه قد عرف ورأى القيم التي تجعل البقاء في هذا المعقل أكثر قيمة من البقاء في الملذات وهذا ما يكسبه القوة. هذا الشخص فهم معنى الإنسانية، وعرف ما هو هذا المخلوق، وفهم حركة الإنسان، وما هي الأشياء الأصلية والدائمة للإنسان، وما هو عابر، وبالطبع اختار المادة الأصلية، وهذه الأشياء هي التي أعطته القوة. حقيقة أن القنبلة تمر فوق رأسه لكن لا يخشاها، لأنه يعرف القيم جيدًا وقد اختار أفضلها. يصاب الإنسان بالقلق والخوف عندما يرى نفسه متعرض لخطر الموت وأصل هذه الحالة هو انتماءاته ورغباته....

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك