المقالات

ذكرى سقوط صنم العراق

2392 15:20:00 2008-04-16

( بقلم : احمد الساعدي )

من اين نبدأ؟ وماذا نقول عن سقوط صنم العراق؟ يعيش العالم الإسلامي والشعب العراقي هذه الأيام بين حزن و فرح؟ بين استشهاد المفكر الشهيد الصدر الذي كان استشهاده خسارة لجميع ابناء العراق، وبين سقوط صنم العراق المقبور صدام وفرح جميع الشرفاء من أبناء الشعب العراقي.

لقد مر العراق بفترات زمنية عصيبة وحرجة عبر التاريخ، ولكن الفترة المريرة والأكثر صعوبة هو بعد نزو حزب البعث على السلطة وتسلم زمام الأمور ومقاليد الحكم بالقوة والحديد، حيث حل البلاء على الشعب العراقي، فاستخدم النظام البائد مختلف الأساليب في ظلم الشعب واضطهاده ومنعه من ممارسة حريته ، ثم استخدم اساليب القتل و الاعتقالات الشعوائية والتعذيب والمطاردة بحق الشعب العراقي وخصوصا المجاهدين الإبطال الذي سطروا أروع البطولات في ذلك الزمان.

لم يكتفي صدام واعوانه المجرمين في ذلك بل تحركوا بحروب خارجية لدول الجوار وكانت الحرب الأولى الطاحنة التي امتدت الى ثمانية سنوات هي بين ايران والعراق حيث احرقت هذه الحرب الأخضر واليابس، ثم تحرك الأرعن صدام نحو دولة الكويت في حرب إنتهت بإستيلاء قوات البعث على الكويت في 4 أغسطس وإحتلال الكويت لمدة 7 شهور و أنتهت في 26 فبراير، ثم أصدرت الأمم المتحدة قرار رقم 661 في عام 1990 نتيجة الغزو على دولة الكويت، وكان الهدف من إصدار هذا القرار هو إجبار المجرم صدام على سحب قواته من الكويت، ولكن قبل ان يقوم بسحب قواته، قام الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بإخراج القوات العراقية من الكويت بالقوة.وقد عانى الشعب العراقي الأمرّين من هذه القرار الذي فرض عليهم عقوبات حرمتهم من الغذاء والدواء ، فضلا عن كل وسائل التقدم والتكنلوجيا التي وصل اليها العالم, مما ادى هذا القرار والحصار إلى وفاة اعداد كبيرة من أبناء الشعب العراقي نتيجة الجوع ونقص الدواء الحاد وافتقادهم إلى ابسط وسائل الحياة، وكان الخاسر الوحيد في هذه الحروب والمعاناة هو أبناء شعبنا العراقي.

ثم لم يصبر ابناء شعبنا على هذا الحال وقد تحركوا في عام 1991 في انتفاضة عارمة عمت أرجاء العراق من أجل التخلص من هذا النظام الفاشي والذي عبر عنه المفكر الإسلامي الشهيد محمد باقر الصدر بـ (الكابوس). ولكن لم تسقط النظام نتيجة عدم وجود الاعداد الكامل لاسقاط الحكومة والسيطرة عليها وكذلك اعطاء الضوء الاخضر بالنسبة لنظام صدام في استخدام انواع الاسلحة والقصف العشوائي على المدن مما ادى الى سيطرة النظام واستمر الى الحال الى ان جاء اليوم الذي سقط في صنم العراق.

تحول الحلم الذي كان يريده الشعب العراقي المظلوم والمضطهد إلى واقع ، لتعلن عن جريان إحدى سنن الباري تعالى في حق الظالمين والمجرمين والقاتلين، الذين طالما غفلوا عن سنن الله سبحانه وتعالى ، تلك السنن الإلهية التي بثها الله تعالى في الوجود ، فالتف حبل المشنقة حول رقبة يزيد العصر والطاغية صدام، بما ارتكب من جرائم وموبقات يندى لها جبين البشرية جمعاء. نحمد الله الذي يمهل ولا يهمل , نحمد الله قاصم الجبارين مبير الظالمين.ونفذ فيه حكم الاعدام بعد ان وقع السيد رئيس الوزراء نوري المالكي على توقيع المجرمين صدام واعونه، لقد سجل هذا القرار الشجاع من قبل السيد رئيس الوزراء موقفا مشرفا ضمن مواقفه المشرفه في نفوس ابناء الشعب العراقي و الذي أفرح الأرامل والأيتام وجميع أبناء الشعب العراقي، بعد ان تخلى الكثير عن التوقيع بحجج وذرائع شتى، لكن رئيس الوزراء لم يتراجع عن هذا الشيء بل كانت كلمة الفصل له وبيده، انه موقف مشرف وقوي وشجاع ويستحق الشكر.

لقد كان الكثير من أتباع البعث والارهابيين ومرتزقه القانون والسياسية والأعلام يظنون ان المجرم صدام سوف يعود ويلزم مقاليد الحكم، ويعيدهم مرة ثانية لنهب خيرات البلاد والتصرف بممتلكات الناس ، ليحولوا دون جريان سنن الله في الكون ، إذ خابت كل محاولاتهم الحثيثة والخبيثة ، ولكن الله كان بالمرصاد ، فلم يكن لهم من حيلة إلا الإعلان وتعالت اصواتهم عن حداد في دولة ، أو إقامة مجلس عزاء في حزب ، أو لبس سواد في قناة فضائية ، أو إصدار بيان هنا أو كتابة مقال هناك، او او ....

لابد من ذكر كلام المفكر الشهيد محمد باقر الصدر وتنبئه بحق ازلام الطاغية المقبور، وقد تحقق ما كان يقوله السيد الشهيد الصدر: تريدون مني ان ابيع الحق بالباطل وان اشتري طاعة الله بطاعتكم وان اسخطه وارضيكم وان اخسر الحياة الباقية لاربح الحطام الزائل، ضللت اذاً وما انا من المهتدين، تباً لكم ولما تريدون، اظننتم ان الاسلام عندي شيء من المتاع يشترى ويباع؟ او فيه شيء من عرض الدنيا يؤخذ ويعطى كي تعرضون لي فيه باهظ الثمن جاهلين وتمنونني عليه زخارف خادعة من الطين، اتعدونني عليه وتوعدون وترغبونني عنه، فوالله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر لكم اقرار العبيد، فان كان عنكم غير الموت ما تخيفونني به فامهلوا به او كان لديكم سوى القتل تكيدونني به فكيدون ولا تنتظروا لتبصروا ان لي بالجبال الشم شبيهاً من التعالي وان عندي من الرواسي شامخات ما تبلي من الرسوخ والثبات، قولوا لمن بعثكم ومن وراء اسيادهم ان دون ما يريدون من الصدر الف قتلة بالسيف او خضباً امر وان الذي يريدونه مني نوع من المحال لا تبلغوه على اية حال، فوالله لن تلبثوا بعد قتلي الا اذلة خائفين تهول اهوالكم وتتقلب احوالكم ويسلط الله عليكم من يجرعكم مرارة الذل والهوان يسيقكم مصاب الهزيمة والخسران ويذيقكم ما لم تحتسبوه من طعم العناء ويريكم ما لم ترتجوه من البلاء لا يزال بكم على هذا الحال حتى يحول بكم شر فأل جموع مثبورة صرعى في الروابي والفوات حتى اذا انقضى عديدكم وقل حديدكم ودمدم عروشكم وترككم ايادي سبأ اشتات بين ما اكلتم بواترهم ومن هاموا على وجوههم في الامصار فولوا الى شتى الامصار واورث الله المستضعفين ارضكم ودياركم واموالكم فاذا قد امسيتم لعنة تجدد على افواه الناس وصفحة سوداء في احشاء التأريخ.ولن ننسى مقولته الكريمة(( لو كان اصبعي بعثيا لقطعته)).رحم شهيد العراق محمد باقر الصدر رحمة الله عليه وجميع شهداء العراق. ندعو الله سبحانه وتعالى ان يمن على عراقنا بالخير والامن والازدهار.

احمد الساعدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن العراق الغيور
2008-04-16
شكرا لك اخي الكريم: لقد انصفت رئيس الوزراء نوري المالكي بقولك انه رجل قوي وشجاع وان التوقيع على اعدام صدام اصبح موقفا خالدا له. وفقك الله لكل خير وشكرا لكم وحفظ الله شعبنا العراقي من كل سوء وبلاء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك