المقالات

القاسم بن الامام الحسن غيبه التاريخ بعمد 


   الشيخ محمد الربيعي ||   ▪️عندما تتفحص التأريخ يمين و يسار سواء كان الوارد من  الصديق او العدو ، لا تجد شيء عن الشخصية العمومية او الخاصة عن الامام القاسم ( ع ) ، الا ماندر ، و الشيء البسيط جدا الذي ذكروه في واقعة الطف .  ▪️وقد انصب في واقعة الطف جهد الراوي بذكر مقتله ، و عرسه . ▪️ ذلك العرس الذي اصبح الصفة الملازمة و البارزة مع هذه الشخصية العظيمة . ▪️ رغم اننا مع الذين يرون عدم تحقق امر العرس في واقعة الطف و نرى هذا المورد غير صحيح ، سواء كان على المستوى الشكلي او على المستوى الحقيقي . ▪️فهو مخالف اصلا لحكم العقل و السيرة العامة لموقف القادة في مثل هكذا مواقف . ▪️ اضف ان اول من اورد قضية زواج الامام القاسم ( ع ) ، هو الملة الكاشفي في كتابه روضة الشهداء في الصفحة ٤٠٠ ، و كانت لغة الكتاب  الفارسية ، و المتوفى سنة ٩١٠ هجري ، ولم تكن قبل ذلك للحادثة ذكرا . ▪️ اضف ان بنات الامام الحسين ( ع ) ، هن ( فاطمة الكبرى ، فاطمة العليلة ، رقية ، امنة ، و هي المسمى سكينة ) ، و عند تتبع سيرة بنات الامام الحسين ( ع ) نجد ان السيدة فاطمة الكبرى  متزوجة من الحسن المثنى ، و السيدة رقية عمرها كان خمس سنوات ، و السيدة فاطمة العليلة بقت في المدينة و السيدة امنة الملقبة سكينة لم تتزوج فكيف اذن تحقق ذلك الزواج ؟!! .  محل الشاهد :   ▪️ما وردنا عبر التأريخ  عن حياة الامام القاسم  ( ع ) ، قليل جدا جدا لا يتناسب مع شخصية الامام القاسم ( ع ) . ▪️و سنتعرض لنصين منها فقط : هناك نصين يمكن من خلالهما ان نكتشف عظمة و عمق دور شخصية الامام القاسم في المجتمع  و مساندة الحق وكم اخفى عنا التأريخ من المواقف الطيبة لتلك الشخصة حتى استحقت ما هو موجود بتلك النصوص التالية    :  ▪️ النص الاول :  اجابة القاسم ( ع )  على سؤال عمه الامام الحسين ( ع ) ، عندما سأله كيف تجد الموت ؟ ، فأجاب : احلى من العسل . . نجد هذه الاجابة كفيلة ان توضح لنا عمق اليقين الذاتي بشخصيته اتجاه التسليم المطلق الامر الالهي ،  من جهة و من جهة اخرى حبه وذوبانه بمنهج الحق الذي ينتهجه الامام الحسين ( ع ) ، وان ما سار عليه امام زمانه هو الحق ، الذي لا نقاش فيه و هذه الكلمة في حد ذاتها يراد فيها بحثا مفصلا لإعطاء حقها الحقيقي وشخصيتها المباركة  . ▪️ النص الثاني :   المكتبوب في العوذة التي كانت وديعة الامام الحسن ( ع ) لابنه القاسم ( ع ) ، و التي امره بفتحها اذا اصابه ألم و هم و التي تذكرها القاسم ( ع )  بأن أباه قد ربط له عوذة في كتفه الأيمن ، و قال له: إذا أصابك ألم و همّ فعليك بحلّ العوذة و قراءتها، فافهم معناها و اعمل بكلِّ ما تراه مكتوباً فيها ، فقال القاسم لنفسه : مضى سنون عليَّ ولم يصبني مثل هذا الألم، فحلَّ العوذة و فضَّها ونظر إلى كتابتها، وإذا فيها: يا ولدي يا قاسم، أوصيك أنك إذا رأيت عمَّك الحسين (ع) في كربلاء وقد أحاطت به الأعداء فلا تترك البراز و الجهاد لأعداء الله و أعداء رسوله ، و لا تبخل عليه بروحك ، و كلَّما نهاك عن البراز عاوده ليأذن لك في البراز، لتحظى في السعادة الأبدية .  هذا النص يكشف لنا جانب اخر لشخصية الامام القاسم ( ع ) ، ان الذي يجب ان يقوم بمهمة الوصية لابد كان معدا أعدادا متكاملا يستطيع من خلاله القيام بكافة امور الوصية ، فالوصية تكشف ان الامام الحسن ( ع ) قد اعده الامام القاسم ( ع ) اعداد  الفارس المقاتل الكرار لا فرار و الا ماكلفه بالقتال . ▪️ و الوصية تكشف ايضا ان الامام الحسن ( ع ) ، اعده القاسم ( ع ) ، أعدادا عقائدي حتى اثبت له صحة عقيدة و منهج الذي يسير به مع عمه الامام الحسين ( ع ) ، و الا ما أوصاه بأن يبذل  الروح ، والكلام يراد به بحثا و بحثا حتى نعطي للموضوع والشخصية حقها .  محل الشاهد :   من النصين السابقين نكتشف هناك كثير من الامور التي غيبها التاريخ عن القيمة الحقيقية لشخصية الامام القاسم ( ع ) الذاتية و المجتمعية الذي جعلته البطل بماجاء بالنصين السابقين . ▪️وان النصوص التي تعرضنا لها ، كشفت لنا عن الشخصية التي كان لها الاثر المجتمعي و الأثر الواقعي في مسيرة الامة و الرسالة الاسلامية ،  حتى وفقت ان تكون من ابطال يوم الطف . ▪️ على الشباب الامة ، التعلم من القاسم ( ع ) ، كيف يختاروا الطريق الذي يستحق ان يضحوا بأنفسهم اتجاه ، و ان يكونوا بفترة شبابهم مطعين لامر الله تبارك وتعالى و للرجال الحق المواكبين لطريق الحق . نسال الله حفظ الاسلام و اهله نسال الله حفظ العراق و شعبه
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك