( بقلم : حسين بن أبي جواد الربيعي )
سالت احدهم وقد حضر مراسيم عرس بن عمه في البصرة الفيحاء قبل يومين من وقع الحدث فيها .. سألت ذلك الحاضر كيف هي حال البصرة الفيحاء ؟ قال باتت البصرة الحمراء!قلت ماذا؟!!قال نعم فقد شاهدت القمامة الحمراء بدلاً من أن تكون سوداء أو صفراء أو خضراء وعرفت بعد ذلك أنها دماء الأبرياء! والشعب البصري على من يرمي تهمة قتل هولاء الأبرياء ؟ نـطق بعد أن سكت برهة وعيناه تحكي الكثير الكثير ..فقال لسان حال أهل البصرة الحمراء يقول أن اليد التي تريق دم الأبرياء وتبقر بطون الأطباء ذات اليد التي تريق الأبرياء وتبقر بطون الأطباء في مدينتكم المنورة!وهي ذات اليد التي تكتب على الجدران لغة الشتم وسب العلماء! وهي ذات اليد التي تحرق مقرات المؤسسات الحكومية والمدنية مثلما أحرقت ضريحي الأولياء بكربلاء! وهي ذات اليد التي احتلت حسينيات ومساجد وجوامع الصلحاء! وهي ذات اليد التي تمنع بناء أو أنشاء اوأقامة أي مؤسسة إنسانية للفقراء!! وهي ذات اليد التي اغتالت باقر الحكيم وقبله عبد المجيد الخوئي في اطهر وقدس بقعة ألا وهي صحن أمير الأتقياء!! .سكت ذلك الحاضر ثم نطق بالحرف الواحد " هـآ ..هسه عرفتهم لو لا".. وتركني ولم تزل عيناه تحكي الكثير الكثير .
نعم عرفتهم فهولاء من يعتبرون الاختلاف والتعددية قبح ورجس من عمل الشيطان مثلما يعتبرون قتل رجل الأمن سواء كان شرطياً او جندياً شرفاً وعزاً لهم ومثلما أيضا يعتبرون فسق الفاسق شرفاً وعزاً لهم ، يد هولاء اليوم تهرس زهور بهجة العراق.. لذا لابد ان ترفع يد العناد وإعلان حالة العصيان ضدها حتى يعود صفاء البلور لدجلة والفرات...ـ لقـد انتعشت ـ حين سمعت بصولة الفرسان للقضاء عل سطوة الجرذان ولم أبالي لصيحات المتباكين التي تريد نسف عمل الشجعان ، رغم توزيع أسنانهم بالتساوي على الجزيرة والعربية والبغدادية والشرقية ومجمل الفضائيات البعثية. أقول أن حيل المارقين والناكثين والمتباكين على دم عثمان قد خدعت الحكومات الثلاث المنصرمة فهل تخدع الحكومة الرابعة؟!
فكم من هدنه أصبحت "دهنه" تتزلزج عليها الجرذان لتحقيق أماني الجيران.. وكم من شرط وشروط أصبحت شريط ملفوف على عنق المحفوظ المربوط..وكم مرة يبنى سداً من جليد يقف خلفه كل جباناً ويطلق الطلقة المجمدة تجميد..
اذن معانقة المتجمدين المارقين الناكثين الخارجين الداخلين ..يعني تقـدم خطوتين للوراء ، والحكومة تصبح شريكة باستتباب الفقر والفتنة والخوف وتصبح شجاعة الفرسان أكذوبة نيسان! ويعود الانكماش ليعكـر صفوة الانتعاش.ويبقى الشجاع اذا قتلك والذكي والفطن اذا سرقـك والعالم اذا احتلك والعاقل اذا خدعك..وتبقى مديتنا الملوثة المنورة بالمحاكم الشريعة المحمية بصوت البندقية..
ملاحظة:ـ كتبت هذه المقالة قبل أكثر من أسبوعين لكن خوفي من رياح ربيع النواسف الذي هل على مدينتا اللامنورة ..حال دون ترددي على إي مقهى انترنيتي لإرسال هذه المقالة .. تحيات بن ابي جواد الربيعي
https://telegram.me/buratha