بقلم : سامي جواد كاظم
المعنيون بذلك كل من تقمص العمل السياسي وفي أي بقعة كانت في العالم وبما اننا في العراق نعيش في خضم الصراع السياسي والعسكري وبين اطراف عدة داخلية كانت ام خارجية فانني اجد نفسي قد توصلت الى هذه المعادلة ( القرقوز والببغاء وجهان لعملة واحدة ) حيث ان هذه المقولة تنطبق على 99% من السياسيين الذين لهم تماس مع الواقع العراقي ابتداءا من بان كي مون وانتهاءا بمشعان الجبوري .
القرقوز هو تلك الدمية التي يحركها شكوكو وكنا صغارا ننفعل معه جاهلين الذي يحركها ولكن الكبار يعلمون من الذي يحركها وينطقها والوجه الاخر الببغاء هذا الطائر الرائع والذي كان في حادثة ما شاهدا على جريمة حصلت من خلال ترديد تهديد للقاتل قاله امام هذه الببغاء ، اذن الببغاء تنطق ما يملى عليها ولا تتكلم بارادتها .
الان تعالوا لنتفحص ونتمعن في تصريحات السياسيين فهل هنالك اختلاف بينهم وبين القرقوز او الببغاء ؟! الامم المتحدة هل تقدر ان تتخذ قرار ضد الولايات المتحدة وصنيعتها اسرائيل ؟ طبعا الجواب وعلى الفطرة ياتي كلا ومليون كلا ، وهذا يقودنا الى بقية التصريحات والادلاءات التي يدلي بها بان كي مون هل هي املاءات ام بارادته ؟ اعتقد فقط الغشيم سيقول بارادته .
في لحظات معينة وحرجة وعصبية قد تفلت كلمة مكنونة في صدر السياسي الا انه سرعان ما يسارع لمعالجة الموقف من خلال التبرير القبيح والذي هو اقبح من التصريح ، قبل اعلان حرب بوش على افغانستان هل تعلمون ماذا صرح بوش صرح بالحرف الواحد ان الحروب الصليبة قد عادت ، ولكن تشيني حاول جاهدا تبرير هذا التصريح فاذا كان تصريحه هذا قرقوزي فهذه مصيبة وان كان ارتجالي فالمصيبة اعظم ، وانا اميل الى القرقوزي حيث ان بوش صرح بذلك تماشيا مع العهود والمواثيق التي قطعها على نفسه امام الكونغرس الامريكي بعد فشله في الانتخابات الاولى عام 2000 م حيث جاء فوزه بقرار محكمة .
اما في العراق فاغلب السياسيين الذين يعبثون في العملية السياسية تاتي تصريحاتهم متفقة مع الاداء القرقوزي ويكون مصدر الصوت اما من دول الجوار او الاقليم او القوى العسكرية المؤثرة في الواقع العراقي .فكل الاخبار تقول ان مقتدى في ايران فتقول ايران انه لا وجود لمقتدى على الاراضي الايرانية وعلي الاديب يقول تحاورنا مع مقتدى وصلاح العبيدي يقول لم يلتقي مقتدى باي وفد من الحكومة ، الهاشمي يقول نحن ندعم حكومة المالكي وفي امريكا يقول انها حكومة طائفية والدليمي يقول انا طائفي ويحضر اجتماعات البرلمان العراقي وبلاك وتر المسؤولة عن قتل اكثر من 28 عراقي في ساحة النسور والتي لم تزل هذه القضية من غير حل جُدد عقدها لعام اخر مع الخارجية الامريكية التي تقول ان العراق بلد ذو سيادة مع امتعاظ الحكومة العراقية من تجديد العقد .هنالك صنف استجد على الساحة العراقية هو السماح لهذا السياسي التصرف في حدود معينة تقرها القوة المسيطرة على الارض التي يحكم بها هذا السياسي وهذا بعينه العلاقة بين المالكي والقوات الامريكية والتي يساء تفسيرها معتبرة المالكي عميل للامريكان حيث ان كلمة عميل هي الصفة المشتركة بين القرقوز والببغاء .مقتدى الصدر امر بتمديد تجميد جيش المهدي بعد انتهاء المدة التي ابتدأت بعد النصف من شعبان وعاد في بيان له في خضم احداث البصرة طالبا من جيش المهدي انهاء المظاهر المسلحة وشتان بين الامرين .
يصرح مفيد الجزائري منتقدا حالة معينة يقابله علاوي بتصريح معتبرا تصريح الجزائري معبرا عن وجهة نظره وليس راي القائمة العراقية ، ويصرح احد اعضاء الحزب الاسلامي عن عودة الحزب الى الحكومة ويقابله التكذيب من الدليمي ، والامثلة لا تعد ولا تحصى في هذا المجال .
وانا انظر الى البرلمان العراقي فاتخيل تحت كل كرسي يجلس عليه البرلماني شكوكو تابع للاجندة التي يعمل لها ( طبعا استثني الخيرين وهم القلة في المجلس والذين لا يكاد بل مؤكد ان صوتهم لا يسمع ) ، وهذا يجرنا الى الاعتراف ان اقرار أي قانون او تعطيل اقراره يكون المؤثر الحقيقي عليه هم شكوكوات المحركة للقرقوزات .
https://telegram.me/buratha