المقالات

مِلّة قد أضَلت طريقها..!

2041 2021-08-09

 

قاسم سلمان العبودي||

 

في الوقت الذي تستضيف به السعودية مؤتمراً أطلقت عليه أسم (( المرجعيات العراقية )) والتي لانعلم من هي هذه المرجعيات ، ولمن تنتمي وفق الأنتماءات الحوزوية المعروفة لدينا منذ سنوات ، تخرج علينا المحاكم السعودية بأحكام جائرة على ثلة ممن يحسب على المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس .

في الوقت الذي نشجب فيه تلك الإحكام الجائرة الصادرة بحق المقاومين ، وتلك المؤتمرات الخبيثة التي تحاول تشتيت الرأي العام العراقي الإسلامي عن الألتفاف الحقيقي حول المرجعية الشريفة في النجف الإشرف ، نحاول الوقوف على بعض معطيات المسألتين وفق منظور تحليلي .

الحبس لمدة ١٥ عاماً على السيد محمد الخضري ، ممثل المقاومة الإسلامية ( حماس ) ، في الرياض يعطي دلالة واضحة على أن حكام السعودية ، قد دعموا الإنتفاضة الفلسطينية شكلاً وليس مضموناً على مدى سنوات طوال ، لذر الرماد في عيون الشعوب العربية والإسلامية ، التي تعاطفت مع حركة حماس بأعتبارها الفصيل الفلسطيني المقاوم الذي أوجع الكيان الصهيوني في أكثر من مواجهة مع الأحتلال . السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي فعله محمد الخضري ، كي يجابه بأعتقال لمدة سنتين قبل أن تنطق محاكم الرياض اليوم بسجن الخضري ١٥  عاما ؟

الإجابة بأختصار ، أن السلطات السعودية تحاول تغيير المزاج الشعبي ، لدى مواطنيها برفض الدعم للمقاومة الفلسطينية ، بأعتبار أن هناك تطبيع قادم ربما سيحصل قريباً مع الكيان الصهيوني ، بعد أن طبعت ( الإخوات الشيقات البحرين ، والإمارات )   مع  الكيان  الصهيوني . وهذا رأياً  تحليلياً  .

والنقطة الإخرى ، أن الإستاذ محمد الخضري في أحدى جلساته مع بعض الإصدقاء أشاد بالدور الإيراني الكبير  في دعم المقاومة الإسلامية في فلسطين المحتلة ، وخصوصاً في معركة سيف النصر التي قلبت معادلة الردع الفلسطيني في مواجهة الكيان الصهيوني ، وهذا أزعج أصحاب المناشير الكهربائية وهذه معلومة . أنا أرجح السبب الثاني بموجب بعض المعطيات التالية :

▪️أنحسار النفوذ الإسلامي لدى مملكة آل سعود بعد تفرد دام سنين طوال بأدعائها تبني قضايا الأمة الأسلامية ، وخدمة الحرمين الشريفين ، وهذا الأدعاء باطل وتَكَشفّ زيفه .

▪️صدقية الدعم الإيراني للقضية الفلسطينية الذي وضع أدعاء آل سعود على المحك ، وكشف زيفهم أمام الأمة ، فهم لم يقفوا يوما الى جانب القضايا المصيرية للأمة العربية أو الإسلامية .

▪️بروز محور المقاومة الذي تقوده الجمهورية الإسلامية كخندق مواجهه أمام الأستكبار العالمي أغاض حكام آل سعود ، لذا صَبّو جام غضبهم على السيد الخضري ، الذي مجد بالدور الإيراني ، وكيف تم أدارة الإزمة الفسطينية الصهيونية في المعركة الإخيرة .

▪️فشل الجهد العسكري السعودي في اليمن وخصوصاً بعد الدعم الكبير الذي تلقاه حكام المملكة من الجانب الإمريكي والصهيوني ، وثبات محور المقاومة في الجبهة اليمنية في التصدي للعدوان .

هذه الأسباب مجتمعة هي من قادت جهاز المباحث الملكي لأعتقال الإستاذ محمد الخضري وأيداعه السجن . في ذات الوقت ( ترعى ) بمباركة ملكية مؤتمراً لما يسمى ( المرجعيات ) العراقية ، والمرجعية بريئة منهم  براءة الذئب من دم أبن يعقوب ، لأنها لم ترسل من ينوب عنها لذلك التجمع السعودي الذي شابهُ كثير من الغموض ،  وذلك من خلال طرح أسم السيد محمد رضا السيستاني .

أن دعم آل سعود للجهات التكفيرية الداعشية من خلال أرسال الإنغماسيين ،و التكفيريين والإموال والإسلحة الى العراق ، فضلاً عن الدعم اللوجستي الكبير  ، يضع  هذا  المؤتمر ( اللا أسلامي ) مع الحكم التعسفي الذي صدر بحق المواطنين الفلسطينيين المقيمين على أراضي المملكة ، في خانة الإستغراب من قبل الشعوب الإسلامية التي رفضت تلك الإجراءات القمعية ، أو الراعية لذلك المؤتمر .

شق صفوف المجتمعات ، ديدن السلوك السعودي وهي محاولة للنيل من مرجعية النجف الإشرف وقم المقدسة ، بزج بعض العمائم التي آثرت حب الدنيا  على حساب  أنتمائها العقائدي .

 فلا عجب ، ولا أستغراب  بعد أن قطعت أشلاء مواطنها خاشقجي على أراضي دولة أجنبية ، تدق اليوم مملكة آل سعود أسفين الحقد والبغضاء بين المرجعية الرشيدة وأبنائها من جهة ، وبين فصائل المقاومة في فلسطين المحتلة وأبنائها، من جهة أخرى .

نعتقد أعتقاداً جازماً أن المشروع الصهيوني اليوم والذي  تحاول المملكة ترجمته على أرض الواقع بتلك المحاولات البائسة لا ينطلي ، ألا على الجهلة من هذه الأمة التي خبرت وعلى مدى أعوام عديدة سلوك آل سعود الإجرامي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك