( بقلم : سلام عاشور )
أثارت عملية اغتيال السيد رياض النوري (مدير مكتب الشهيد الصدر في النجف الاشرف) وأحد أبرز مساعدي السيد مقتدى الصدر وزوج شقيقته يوم 11/4/2007 غضباً واسعاً داخل التيار الصدري، وعدّ مقربون من المغدور أن عملية الاغتيال جاءت لتصفية واحداً ممن اعتنى الشهيد محمد صادق الصدر بتربيتهم وتعليمهم ومن الذين كان (قدس) يعدهم ليكونوا أمناء على نهجه. فقد كان السيد رياض النوري واحداً من أبناء الشهيد الصدر الثاني ومن تلامذته ومريديه النجب.
وقال مصدر مقرب من مكتب الشهيد الصدر في النجف الأشرف إن عملية الاغتيال قد تمت بعد أن عاد السيد رياض النوري إلى منزله في حي الفرات بالنجف الأشرف بعد إمامته لصلاة الجمعة بمسجد الكوفة. وإن الأشخاص الذين قاموا باغتياله كان على معرفة بهم وعندما اقتربوا منه كانوا مألوفين بالنسبة له، إذ لم يتحاشاهم أو يبتعد عنهم وحتى حمايته لم تشك في نيتهم تجاهه. وأضاف المصدر : إن ما هو متداول الآن .. إن إغتيال النوري كان لتصفية الحسابات مع شخصه لأنه كان في الآونة الأخيرة يبدي تذمره من سيطرة العناصر المستفيدة والانتهازية على زمام الأمور في التيار الصدري وفي جيش المهدي .. وكان النوري كثيراً ما يتذمر أمام المقربين منه من الوضع المتردي وفقدان الشعبية التي وصل إليها جيش المهدي والسمعة السيئة التي طالته.. وذكر أحد المقربين منه بأن السيد النوري كان ينوي الخروج وجمع من مؤيديه من التيار الصدري ليشكل خطاً جديداً أكثر التزاماً بنهج الشهيد محمد صادق الصدر. وأضاف.. لم يكن السيد النوري يخفي عدم رضاه عن بعض الزعامات الحالية في التيار الصدري وفي جيش المهدي تحديداً، وكان كثير اللوم لهم وكان يصارح السيد مقتدى الصدر بآرائه ويكشف له السلوك المنحرف لكثير منهم، وكان يطلعه على استغلالهم لقربهم منه والتحدث باسمه وإتخاذ مواقف خطيرة من دون علمه. وقال مصدر مقرب من التيار الصدري إن المتطرفين في التيار الصدري وعلى رأسهم السيد حازم الأعرجي كانوا يحاولون احتواء السيد النوري في البدء، لكنهم في الأشهر القليلة الماضية وبعد مغادرة السيد مقتدى الصدر العراق والاستقرار في قم المقدسة، كانواً يجهرون بعدم الرضا عن كثير من مواقفه المعتدلة مع القوى السياسية الشيعية، ويعدون تلك المواقف المتعقلة احراجاً لهم وخروجاً عن الاجماع في التصدي للقوى السياسية الاخرى وتحجيمها إن لم يكن تصفيتها.
وأضاف المصدر المقرب : إن المتطرفين في التيار الصدري لابد وإنهم قد شعروا بخطورة انشقاق السيد رياض النوري ومجموعته وقد عملوا على أن لا تتكرر مرة أخرى حالة الشيخ الشحماني الذي انشق عن التيار قبل عدة شهور.
واختتم المصدر حديثه : إن المستفيد الأول من غياب السيد رياض النوري عن الساحة السياسية في العراق هم أولئك الذين تصاعد خلافه معهم في الآونة الأخيرة فعاجلوه قبل أن يعلن عن خروجه من التيار الصدري وما يرافق ذلك من فضح لسلوكية وتصرفات وأفعال أولئك المتطرفين الانتهازيين كما كان السيد النوري يصفهم.
https://telegram.me/buratha