المقالات

بدايات السقوط العربي

1128 15:31:00 2008-04-15

بقلم: عبد الرزاق السلطاني

بعد أن تغلبت الحكومة العراقية على أدوات القمع والارهاب وفرضها سيادة القانون وهيبة الدولة، بات لزاماً عليها الاستشراف المستقبلي الاستراتيجي لكل المعاني والمواقف والدلالات التي تفضي الى بناء المنظومة السياسية وتكريس الزخم الكبير باتجاه المسار والاجماع الوطني، ففي ظل الظروف الصعبة التي يعيشها العراق من تلكؤ البرلمان والحكومة، الامر الذي أدى الى ضعف الجانب الخدمي وتوفير الامن بشكل مطلوب، اذ لابد من السير قدماً في العملية السياسية، وإقرار القوانين المطلوبة للتنمية والاعمار، فكان لزاماً على القوى الكبيرة ان تمسك المبادرة وتطلب من الآخرين ان يلحقوا بها، بعد أن حصلت لهم قناعات بذلك لضمان نجاح العملية السياسية وحل الاشكاليات والازمات التي تحتاج الى وقفة شجاعة وصادقة لاحداث تطور ملموس وواضح على صعيد الامن والبناء والاعمار، لاسيما بعد أن انهارت قلاع القاعدة الارهابية في العراق وانحسارها، فقد تساقطت عياناً بعد اعتقال قياداتها واحداً تلو الآخر وأبعد من ذلك هو الهجرة المعاكسة وهروب عناصرها الاجرامية الى دول أخرى، غير أن التوتر الذي ساد الساحة العراقية لا ينتهي عند تخوم القاعدة فحسب بل هنالك من يحاول اشاعة الفوضى في أكثر من مكان، فلا سبيل امام العراقيين غير الذهاب الى طاولة المفاوضات والخروج من مربع وشرنقة التشكيك والتخوين غير الدقيق، والا فإن الجميع خاسرون ولم يكسب سوى أعداء العراق وتلك القوى الاقليمية التي لا تخفي اطماعها في العراق بجميع مكوناته، ولتجعل منه معبراً استراتيجياً لتوسيع تدخلاتها في الشأن العراقي. لذلك حظيت دعوة المجلس السياسي للامن الوطني بالقبول والاجماع الوطني لجميع الاحزاب والكيانات السياسية ودعواته الى حل مليشياتها فوراً وتسليم اسلحتها للدولة والتحول الى النشاط المدني كشرط اساس للاسهام في بناء العملية السياسية، وان اصطفافات الشعب العراقي بمرجعياته الدينية المختلفة، وقياداته السياسية، وعشائره، وهيئاته المدنية، ضد العنف والارهاب المنظم ومروجيه وهو من أهم عوامل نجاح معركة الامن والسلام لعموم البلاد ولكل المواطنين.

ومن أجل دعم العملية السياسية والتنموية العراقية لابد من ان يرافقه تطور في الفهم العربي، فما يجري في العراق وما يتعرض له من تحد على كل الصعد، لازالت الرؤية العربية قاصرة عن فهم ديناميكية التعاطي مع الشأن العراقي، وإن الوضع العربي المتأزم اصلا لم يضع حلولاً لقضاياه ومشاكله التي يعتقد بمركزيتها، وهذه التصورات تداخلت بمكامن غير دقيقة مثل المزايدة على احترام سيادة واستقلال العراق، والتشكيك في هويته العربية والاسلامية، فلا بد لها من التسليم لارادة الشعب العراقي وتقرير مستقبله السياسي اذ لا يجوز ان يفتي بها غير العراقيين، وإمكانية ذلك الاسراع في اجراء المراجعة السريعة وتصحيح الاخطاء التي تفضي بمنع المتسللين الارهابيين، وتصدير اسلحة الفتك والقتل، فضلاً عن الاستجابة الفورية لمطالب العراق بفتح مكاتب التمثيل الدبلوماسي في بغداد واعتماد اللغة العصرية لحل كافة الاشكاليات التي تعترض الامن العراقي والعربي ككل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك