المقالات

يوم الغدير والكفاءة


 

الشيخ محمد الربيعي ||

 

{نبارك لكم حلول عيد الله الاعظم عيد الغدير }

 إن الاحداث التي حصلت و الحاصلة و التي ستحصل ، كلها دروس و عبر ، و خصوصا ان كانت تلك الاحداث و المواقف منطلقه من دائرة العصمة دائرة الأسوة الحسنة و هم النبي الخاتم ( ص ) واهل بيته الكرام ....

محل الشاهد :

السؤال الذي يطرح دوما لماذا الامام علي ( ع ) بالذات كان هو المعلن عنه يوم غدير خم ، بأمر الإلهي الصادر و المبلغ الى الامة عن طريق النبي الخاتم محمد  ( ص) بأن يكون بعد النبي محمد  ( ص ) يتحمل مسؤولية  الولاية التكوينية و التشريعية ؟

الجواب : و بعيدا عن سرد الادلة القرآنية و الاحاديث النبوية و المواقف ، سبب كل ذلك لان الامام علي ( ع ) توفرت فيه ( الكفاءة ) ، هذا ملخص كل شيء .

محل الشاهد :

من هنا نقول : من يريد ان يعيش حقيقة يوم الغدير عليه ان يفهم الدرس المراد من ذلك اليوم.

 أن من دروس الصادرة كمنهاج للعمل بها،  من واقعة الغدير هو ( درس الكفاءة) ، هذا الدرس الذي يجدر   بأبناء الاسلام الحقيقي ن يكونوا خير من يعلمه و يعمل به تطبيقا في واقعهم و ليس تنظيراً..  

فدرس الكفاءة يؤكد الصورة التي ينبغي أن تحكم كل مواقعنا ، من أصغرها إلى أعلاها وصولا للمناصب العليا في السلطة و الحكم .

 الكفاءة من حقها أن تتربع ، من حقها أن تبرز ، ومن حق أصحاب الكفاءة أن يصلوا .

 الخط هو تصاعدي و حقيقي ، يجب أن لا ينافسه خطوط مختصرة تأتي من نصف الطريق أو تسقط بالبراشوت و يفسح لها في المجال هذا ليس شريفا .

 مهما كان و مهما حصل علينا أن ننسحب أمام الكفاءة .

من يملك الكفاءة و الانجازات و السيرة الطيبة و الاخلاق العالية يجب ألا يحاصر بالفرص الضيقة ، لقد درجنا في حياتنا و في سياسات العصر الحديث ، أن يُغضَّ الطرف عن أخطاء و عن خطايا و أن يمحى التاريخ الفاسد لهذا او ذاك بشخطة قلم .

 لقد درجنا ليس فقط على تبييض صفحات سودها الفساد انما شرعت الابواب امامها للوصول ، بينما اصحاب الكفاءة تطفأ الانوار من حولهم ، أصلا لا يلاحظهم أحد فينسحبون و يبتعدون و يهاجرون ، أليس هذا هو واقعنا ؟

فليبدأ كل منا نحن الذين ننادي بالامام علي(ع) و بالغدير أن نجعل من هذا اليوم هو ( يوم للكفاءة ) و تكريسها و إعلاء شأنها.

يوم للتأكد من أن مواقع العمل كلها من أصغرها الى أعلاها لا يشغلها الا الكفوء و ليس القريب او الصديق او المدعوم او الطيع او السهل او التابع ، الامام  علي ( ع ) ، جعل من حوله أصحابا و ليس أتباعا .

 أصحابا لهم كفاءاتهم و وصلوا الى ما وصلوا اليه بكفاءاتهم وليس بصحبتهم الى الامام علي ( ع ) .

ان الخيط ايها الاحبة رفيع ، بين أن تجذبك الكفاءة و تفكر في مصلحة العمل و مصلحة الناس و مصلحة المرضى و مصلحة الطلاب و مصلحة الغذاء ، فهذه كلها تتطلب كفاءة و ليس صحبة ، و الا نكون غير أمناء  على الاقل لنهج الامام علي ( ع ) .

 لا أنكر أن الامر في واقعنا بات معقدا ، و ليس سهلاً وسط الضغوطات و اختلاط المعايير و نسبيتها أحيانا كثيرة ، الا اننا يجب أن نكون سباقين الى اشاعة هذه الروح و الى انشاء أنظمة تضبط الخلل فلا يصل الا الشخص المناسب للمكان المناسب و هذه هي دروس الامام  علي ( ع ) .

و لنتذكر دائما و في كل الظروف أن عليا لم يهادن لحساب الحق و هو من مثّل الحق كل الحق فقال عنه رسول الله الخاتم ( ع )  علي مع الحق و الحق مع علي يدور معه حيثما دار .

اللهم احفظ العراق و اهله

اللهم احفظ الاسلام و اهله

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك