المقالات

سجودة في كورنيش الاعظمية..!!

2755 15:31:00 2008-04-14

( بقلم : حامد جعفر )

عدد من سيارات المرسيدس الفخمةالمظللة تظهر في بداية شارع كورنيش الاعظمية القريب من المقبرة الملكية وهي تسير الهوينا, و قد انتشر رجال المرور وهم يتراكضون و مجرمو الامن , و قطعت كل الطرق المؤدية الى شارع الكورنيش . في احدى هذه السيارات تجلس شقراء الشعر و لكن وجهها أسود مزرق رغم كل مساحيق التجميل و الحمرة و البوطرة التي و ضعتها وصائفها المتخصصات عليه. بحانبها تجلس منال الالوسي رأيسة ماشطاتها وصيادة الحسناوات لفحول عائلتها و أقاربها و أحيانا لزوجها و هذا ما يزعحها, وقد برزت شامتها الكبيرة على خدها و جحضت عيناها لارتباكها, وهي تهمس في أذن سيدتها وولية نعمتها و تشير بسبابتها الى نهر دجلة وكورنيش الاعظمية الاخضر , الذي تنتشر فيه الازهار و تظلله الاشجار و يحمل نسيمه عبير النهر الخالد. كانت هذه الشمبانزي الملونة سجودة , سيدة نساء الرفاق الاولى , وسارقة مليارات العراقيين بعد سقوط حكم العفالقة الحرامية بلا زيادة و لا نقصان... كانت مقلتاها البارزتان تلتهمان الشاطيْ الجميل بخبث و طمع كبير و كأنها تستكثر على الانسان العراقي البسيط , المالك الحقيقي لهذا الكورنيش, أن يقضي بعض سويعاته ليريح أعصابه التي يوترها زوجها الطاغية في كل يوم كما يوتر عازف العود أوتار اّلته قبل العزف عليه, مع الفارق الكبير بين الشخصين... ثم أومأت للسائق فضغط على دواسة البنزين و أعطى أمرا لاسلكيا للسيارات الاخرى المرافقة بالاسراع. لم تمض سوى ثوان حتى اختفت سيارات الشبح كما يختفي الشبح.

بعد هذه الزيارة المشؤومة بأيام انتشر رجال الامن في بداية الكورنيش الذي كان يحتضن المتنزهين والمطاعم المتنقلة و عربات الاّيس كيريم , فنفر الناس من المكان كما تنفر الحمامة عندما ترى الطيور الجارحة.. و لم تمض سوى أيام أخرى حتى ظهر عمال البناء و المهندسون , و بدأ الحفر و قلع الاشجار و صب الكونكريت. و شيئا فشيئا بني قصران بلون الكحل مرعبان , لا يعرف أحد ماذا يخبيء في داخلهما. ولقد قيل أن أحدهما لسجودة و الاخرى لابنتها , و قيل بل هما يخفيان سجنا رهيبا تحت الارض, و قيل وقيل.

اليوم ليس هذا مهما بعد رحيل العفالقة, ولكننا سمعنا أن حكومتنا قد قررت اعادة كورنيش الاعظمية الى سابق عهده الجميل , بيد اننا نتساءل ماذا بشاْن هذين القصرين الذين يشكلان قناعا قذرا على وجه هذا الكورنيش المظلوم .أما حانت ساعة رفع الظلم عنه..؟؟ نحن نرى أن هذا الكورنيش لن يستعيد عافيته الا برفع مخلفات سجودة الجاثمة على صدره , و نطلب من حكومتنا , كما أزالت أصنام الطاغية و أعوانة, أن تزيل هذه القبور القصرية ليشرق ثغر دجلة الباسم محييا من جديد كل مرتاديه من أهله العراقيين..

حامد جعفر

صوت الحرية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ريم سعد
2008-04-15
صحيح كل ما تفضلتم به كنا نتمنى لو لم تبنى هذه القصور ونتمتع بالكورنيش وبهواه العذب ولكن لنترك فكرة التهديم فهذه القصور هي من حق كل العراقيين وهي من اموالهم فلتعد اليهم وليستمتعوا بها ولتتحول الى اي معلم ثقافي ترفيهي اي شيء يفيد البشريه واملنا كبير بامين العاصمه هذا الرجل الشريف النزيه الف تحيه لك ياعيساوي
نازك
2008-04-15
ذات مرة شاهدت على التلفزيون شبان دخلوا قصور صدام التي حرموا من النظر اليها حتى من بعيد وكانوا يهوسون صدام يكول لسجودة شصار بحالج يامكرودة ولكن للاسف السياسيين خلوها تهرب وخلصوها من الكرادة
ابو هاني الشمري
2008-04-15
لكوني اشتغلت مقاولا في ثمانينات القرن الماضي فقد ابتليت بما يملكه هؤلاء الانجاس وعلى شواطئ دجله وفي بغداد بالتحديد فمن قصورهم الفارهة في الاعظميه والعطيفيه وبنايات القصر الرئاسي في كرخها الى شقق المجرمين في ابي نؤاسها الى قصور المسبح وبساتين الدوره لسجوده ووطبان وسعدون وباقي الشلّه الى سلمان باك من الورديه الى اللج بساتين وقصور عزت وحسين كامل وقادة الجيش وكأن ضفاف دجلة على جانبيها ملك صرف لهم. اريحوا العباد والبلاد عافاكم الله واعيدوا هذه المتنفسات الجميله لاهاليها وكفانا ابتزازا للحقوق العامة.
زينب الجابري
2008-04-14
نرجوا من السيد نوري المالكي الايعاز لامانه بغداد لتحويل ملكيه هذه القصور والبنايات لامانه بغداد كما حدث مع معسكر الرشيد واستخدامها كمرافق عامه ،مكتبات ودور عرض سينمائيه للاطفال او مسابح للاطفال على سبيل المثال.ثقتنا كبيره جداً بالاستاذ صابر العيساوي في عمل اي شئ يخدم وطننا وشعبنا ،ياريت لو كان عندنا في كل محافظه مثله وفي مثل نزاهته وحرصه ووطنيته نسأل الله ان يحفظه.ونرجوا من جميع الاحزاب الفاعله تقديم جميع التسهيلات له لخدمه المواطن والطفل العراقي بالذات الذي عانى كثيراً في بلد نهبت فيه سجوده واصحابها عقود طويله ولم يرى هو فيه غير الخوف والحرمان.
عبدالرحيم الجابري
2008-04-14
الحمد لله الذي خلص الناس من هذه الحقبه اللعينه ،لقد جثمت هذه العائله الملعونه عقوداً طويله مارأى منها شعبنا شئ من خير ،عقود من الخوف والمعتقلات ومصادره حقوق الناس واموالها واولادها.لقد ولت هذه المرأة الجشعه ولم يبقى لها اثر لا على ارض العراق ولا في نفوس الناس الذين لم يروا منها او من عائلتها غير القسوه والجريمه واللصوصيه.فطالما امتلكوا البشر و الحجر والهواء وكل شئ والنتيجه ماذا ؟ابشع نهايه مخجله لحاكم وعائلته الذي نجى منهم فهو ذليل وضيع وخائف.اتمنى ان يتعض كل من دعته قدرته على ظلم الناس ان يتذكر قدرة الله عليه .لقد خلصنا من سجوده واولادها وزوجها فكيف الخلاص من سجودات هذه المرحله؟والله ان العراق ملئ بالخيرين والطيبين المحبين لهذا الشعب الذي تواترت عليه سنوات القهر الصعبه ،ان شاء الله سيخرج العراق سالماً من كل جرح مخيباً لكل الاحلام المريضه والمساعي الراميه لخرابه وقتل اهله.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك