المقالات

من افغانستان الى العراق..وحدة الدرس..!

1234 2021-07-11

 

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com ||

 

في نهابة عام 2010 خرجت القوات الأمريكية من العراق، إثر إتفاقية الإطار الإستراتيجي، التي ابرمتها حكومة العراق مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أنتقل فيها العراق من صفة البلد المحتل؛ بعد غزوه عام 2003 من قبل الأمريكان، الى صفة البلد كامل السيادة.

كانت تلك الإنتقالة شكلية، فالقوات الأمريكية خرجت من الباب لتعود من الشباك.

لقد كانت عودتها بمباركة من قبل حكومة العبادي، التي تصرفت خارج صلاحياتها الدستورية والقانونية، و"دعت" قوات بلد اجنبي لـ"تنتشر" في العراق، تحت عنوانين متلازمين؛ الأول هو المساعدة في الحرب على الإرهاب الداعشي، الذي أتضح فيما بعد، أنه من صنع بلد القوات المدعوة، كما صرح بذلك علانية كبار قادتها، والثاني هو تدريب القوات العراقية.

مع الإستذكار بإن الخروج الأول للقوات الأمريكية؛ كان تحت وطأة ضربات المقاومة العراقية الباسلة، والتي لم تكن تمتلك العدد والعدة والخبرة التي تمتلكها الآن، فإننا اليوم إزاء خروج حتمي للقوات الأمريكية، التي تجاوزت "كلاو"مهامها التدريبية المفترضة، وشنت هجمات متكررة على القوات العراقية، من جيش وشرطة وحشد شعبي، تحت عنوان أخطاء نيران صديقة إبتداءا، وحينما زادت وتيرة تلك الهجمات، ولم يعد بالإمكان إيجاد تبريرات مقنعة لحصولها، دخلت إسرائيل على الخط، حتى تجنب الأمريكان والحكام العراقيين العملاء الحرج..

لكن الأمريكي كشف عن وجهه القبيح بشكل سافر، يوم أرتكب جريمة قتل قادة الإنتصار، على ارض مطار بغداد الدولي، في سابقة خطيرة في أساليب إنتهاك حرمات وسيادة الدول، لم يفعلها غير الولايات المتحدة.

كيف يمكننا القول بثقة أنه خروج حتمي؟!

نقول ان السياسة الأمريكية إزاء العراق؛ لم تتغير بمجيء بايدن"العاقل الخبيث"، بديلا عن ترامب "المجنون الواضح، لأن الثابت الرئيسي للسياسة الأمريكية في المنطقة، باق هو هو، مادامت إسرائيل "الثابت المعني" باقية..

الذي تغير هو أن محور المقاومة، عدل أولوياته بعد معركة سيف القدس، مع بقاء هدف زوال إسرائيل، وفقا لتوقيت "ساعة القيامة" الرقمية المعلقة في ميدان فلسطين بالعاصمة الإيرانية طهران، والتي نصبتها إيران للعد التنازلي لتدمير إسرائيل، في حزيران 2017، ضمن احتفالات "يوم القدس" السنوية، التي تقام خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان.. واختارت الساعة جدولًا زمنيًا لتدمير إسرائيل؛ خلال 8411 يومًا، أي ما يقرب من 23 عامًا، وصولا الى العام 2044، وهو التاريخ الذي حدده قائد الثورة الإسلامية السيد الخامنئي في 2015.

التعديل المقاوماتي الجديد، هو إدخال القدس كأولوية أولى في محددات الصراع، إذ حذر أمين عام " حزب الله" لبنان، السيد حسن نصر الله، بمناسبة الذكرى 21 لتحرير جنوبي لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، عام2000، من اندلاع "حرب إقليمية" تؤدي إلى "زوال" إسرائيل، إذا استمرت انتهاكاتها في مدينة القدس المحتلة، وأن المعادلة التي يجب أن نصل إليها؛ هي "القدس مقابل حرب إقليمية".

التحذير ليس موجها لإسرائيل فحسب، بل هو موجه بالأساس لإمها وابيها، الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وعلائم الإنهزام الغربي الأمريكي، باتت بادية في كل تصرف يقوم به الإستكبار العالمي، والإنسحاب الأمريكي من أفغانستان، كان هزيمة بكل المقاييس، والهزيمة للتحالف الصهيو امريكي عربي في اليمن؛ قاب قوسين أو أدنى، وهنا في العراق تتنظرهم أيام سود، إذا لم يلملموا "جوالاتهم" ويرحلوا، وبيان الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة العراقية كان واضح جدا، والطرق على الرأس خير وسيلة..

كلام قبل السلام: على "جميع" عملاء أمريكا في العراق؛ أن يراقبوا المشهد الأفغاني الراهن، ويأخذوا العظة منه، فنهاية العملاء واحدة..!

سلام..  

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك