بقلم : سامي جواد كاظم
كتبت جريدة الشرق الاوسط الصادرة يوم السبت 12 نيسان مقال تحت عنوان ( مقتدى الصدر ودماء الابرياء ) للكاتب سعد بن طفلة والذي استغل الاوضاع التي يعيشها العراق اليوم وحصرا البصرة ومدينة الثورة لتنفتح اساريره في خلط الاوراق وذكر اكاذيب وحقائق مع التحليل اللاهث خلف هوى النفس الطائفية يقول في بداية المقال ( في العام 2005 زار مقتدى الصدر الكويت وسألته في ملتقى عام ثلاثة أسئلة: لماذا تخوضون الانتخابات في قائمة من طائفة واحدة وتقولون إن أمريكا تريد تفرقتهم على أساس شيعي وسني؟ ولماذا يتهم جيش المهدي (لم أقل أنت شخصيا احتراما للمضيف) ـ بأول جريمة قتل سياسية في العراق بعد سقوط صدام بحق السيد الخوئي في داخل المزار الشريف بالنجف؟ ولماذا لا تحلون جيش المهدي وميليشيا منظمة بدر وقد أصبحت السلطة والجيش والشرطة بأيديكم؟
طبعا لا أتذكر من إجابته على تلك الأسئلة سوى بداياتها: «إسمع حبيبي!!». باقي الإجابة كان خليطا من عبارات التوتر التي هاجم خلالها خصومه وطواحين الهواء ـ وطبعا أمريكا المحتلة) بالرغم من ان الاسئلة كانت دقيقة من كاتب المقال الا انه كان يروم انتقاد الشيعة قاطبة من خلال شخص مقتدى الصدر والذي بات كما يقال انه ( حايط انصيص ) الذي يتجاوزون من خلاله على الشيعة عندما قال (ما بين هذه الفترة وتلك ارتكبت فظائع وجرائم من قبل ميليشيا جيش المهدي وبعضها من قبل قوات وزارة الداخلية التي رأسها بيان جبر صولاغ آنئذ، وزير المالية حاليا. )فمن خلال جيش المهدي عرج على باقر الزبيدي وزير الداخلية في الحكومة السابقة واتهامه بتهم من غير دليل سوى اكاذيب زلماي خليل زادة ويعود السبب الرئيسي لذلك هو ان السيد الزبيدي استطاع كشف خلايا لها علاقة بالقوات الامريكية والاحزاب لا اقول عنها السنية بل المحسوبين على السنة مما حدا بهم الى اختطاف شقيقته وذلك ظنا منهم ان يحصلوا على ما لديه من معلومات ووثائق تدينهم .
واستطاع الزبيدي من خلال لقاء تلفزيوني اجرته معه العراقية ان يلمح بالاشارة الى الذين علموا انهم المعنيين ان مكان تواجد شقيقته والصحفية كارول التي كانت مختطفة في حينها والمراسلة لقناة سومر هو مكان واحد لايبعد اكثر من خمسين متر عن مكتب احد القادة السياسيين في العراق ، فاذا في اليوم التالي يطلق سراح شقيقته وكذلك يطل علينا الهاشمي والصحفية كارول في مكتبه يقول انها كانت تتجول في الشارع ودخلت مكتبه ولا تعلم انه مكتبه ( خان جغان مكتبه ) فاهداها القران الكريم وعادت بفضل الزبيدي بعد الله عز وجل الى بلدها سالمة ولكم ان تطلعوا على تصريحات هذه الصحفية التي ادلت بها حال لوسائل الاعلام خروجها من العراق .
ثم عاد الكاتب لكي يناقض ادعائه الاول حول جيش المهدي وذلك بالقول (وللأمانة فإن كثيرا من الجرائم ارتكبت باسم جيش المهدي وهو منها براء) هذا التناقض في المقال الواحد نخرج منه بنتيجة واحدة لا غير هو ان اتباع التيار الصدري قبل الازمة كانوا مليشيات وبعد ازمة البصرة اصبح المسلحون هم جماعات ارهابية ترتكب الارهاب باسم جيش المهدي لغاية في نفس الكاتب .
المهم اعود الى ازمة البصرة وما خلفتها من تداعيات فقد اشار كاتب المقال الى نقاط جدا مهمة منها (بعد خروج التيار الصدري من الحكومة، راحت شعاراته بين مقاومة الاحتلال، والتصدي للفدرالية، وحماية الشيعة، ثم إعلان وقف «إطلاق النار!!»، وهو قرار أغرب ممن اتخذه: فإن كان الجيش يقاوم الاحتلال، فإن الاحتلال باق لم يرحل، وإن كان الجيش يقاوم حكومة غير معترف بها، فإن الحكومة لا تزال تحكم المنطقة الخضراء. وقد تخلل كل هذه المرحلة مراحل من اختفاء السيد الصدر ـ في إيران مرة، وفي المجهول مرات أخرى ـ إلى أن جاء القرار الأغرب من قبل السيد مقتدى الصدر بأنه راحل إلى قم للاعتزال والدراسة من أجل الترقي في الهرم الفقهي الشيعي. فجاء قرار حكومة المالكي بنزع سلاح جيش المهدي مستغلا ـ ربما الحالة النفسية التي عاشها جيش المهدي بعد رحيل زعيمه وقراره بالذهاب إلى المنفى الطوعي «للدراسة» في قم).فهل لدى قيادات التيار الصدري اجابات لهذا الكاتب ؟
https://telegram.me/buratha