بقلم : سامي جواد كاظم
الغضب لغير الله معصية بل ونحاول جهد امكاننا ان نجعل كل اعمالنا قربة الى الله عز وجل ، كثير من الامور الخلافية الدنيوية حصلت في حياة الائمة عليهم السلام ولعل قضية فدك اشهر من نار على علم ، والتبحر بين طيات الحوارات الخلافية التي يكون فيها المعصوم طرف نستنتج الكثير من المسائل التي تخدمنا في يومنا هذا بالاضافة لذلك نجد ان هنالك ترابط هذا الحديث مع حديث سابق لنفس المعصوم او غيره .
في لحظة معينة قد يغضب المعصوم لامر معين فقليلي الايمان يعتقدون انه غضب لنفسه وليس لله ولعل هذه الرواية التي ارويها لكم عن الحسين (ع) خير دليل ومصداق لما ندعيه هذه الرواية تقول :ومن شجاعته عليه السلام أنه كان بين الحسين عليه السلام وبين الوليد بن عقبة منازعة في ضيعة فتناول الحسين عليه السلام عمامة الوليد عن رأسه وشدها في عنقه وهو يومئذ وال على المدينة ، فقال مروان : بالله ما رأيت كاليوم جرأة رجل على أميره ، فقال الوليد : والله ما قلت هذا غضبا لي ولكنك حسدتني ، على حملي عنه ، وإنما كانت الضيعة له ، فقال الحسين : الضيعة لك يا وليد وقام .... انتهى
مسالة شجاعة الحسين عليه السلام امر مفروغ منه ومن الامثلة الاخرى التي تؤيد هذه الصفة ان مروان ابن الحكم هو نفسه نال من الحسين (ع) من خلال امه الزهراء (ع) فنهض اليه الحسين وفرك فمه فركة ادمته فما استطاع الرد عليه فهذا جواب من ينال من الحسين وامه وذويه عليهم السلام .
في هذه الرواية صفة ثانية تجلت لابن الوزغ مروان وهي النفاق والذي حاول تأليب الوليد على الحسين (ع) الا ان جبن الوليد والذي ادعى انه حلم لم ينل مطلبه ، واقرار الوليد بان الضيعة للحسين (ع) يثبت ان عملية اغتصاب حقوق ال بيت النبوة امر معروف اذا كان هذا القزم يتجرأ ويحاول اغتصاب ضيعة لا تعني شيء بالنسبة الى فدك فكم من ضياع اغتصبوها ؟
هنا مسالة لا بد من الاشارة اليها وهي ان اهل بيت النبوة ليسوا بفقراء وان لديهم من الضياع والاملاك ما تغني الكثير من المسلمين الا انهم ما كانوا يدخرون منها شيئا ويعلمون ان هنالك جياع وايتام في امتهم ولعل حديث اعطاء الحسين (ع) مزرعته الى خادمه صافي وعتقه له لهي خير دليل على الضياع التي يمتلكونها .وفي ختام الخصومة جاء رد الحسين (ع) ضربة قاضية وهي اولا تفويت الفرصة على المنافق لاستغلال مسالة الضيعة وبث الاشاعات بين الناس على ان الحسين عليه السلام تخاصم مع الوليد من اجل ضيعة بالرغم من ان ذلك حقه ، وثانيا عندما قال الحسين (ع) الضيعة لك ياوليد فهذا يعني ان غضبه على الوليد لا لاجل الضيعة بل لانه حاكم غاصب ولا يعمل بكتاب الله وسنة نبيه ،فاثر ضياع الضيعة على تقولات الناس التي قد تصدر منهم بسوء فهم عن هذه الخصومة ، واخر الامر قال له الحسين (ع) يا وليد ولم يكنيه بالامارة كما فعل المنافق مروان وان هذا هو استدلال واضح ان الحسين (ع) لا يقر لبني امية بالخلافة .
الشيء بالشيء يذكر الا وهي قضية فدك وما كتب عنها من كتب وبحوث كلها رائعة بحثت الاحقية وكيفية مطالبة فاطمة (ع) بها وما تعنيه هذه النحلة الا ان الاروع من هذا وذاك رد الامام علي عليه السلام على غاصبيها واستدلاله بحديث نبوي مشهور ومتعارف عليه لا خلاف فيه مستبعدا امر العصمة وصدق الزهراء في دعواها ورد شهادة الشهود من قبل ابا بكر بل قال له الامام علي (ع) لابي بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله تعالى في المسلمين قال لا قال فان كان في يد المسلمين شيء يملكونه وادعيت انا فيه من تسال البينة قال اياك كنت اسال البينة على ما تدعيه على المسلمين قال فاذا كان في يدي شيء فادعى فيه المسلمون تسالني البينة على ما في يدي وقد ملكته في حياة رسول الله (ص) فاذا انا ادعيت سالتني البينة واذا انت ادعيت فاين البينة ( البينة على من ادعى واليمين على من انكر ) وبالرغم من ذلك لو جاء ابو بكر بمئة شاهد زور فان يمين الامام علي (ع) تدحض مطالبة ابو بكر بفدك فهذا يعني انه عين الاغتصاب عندما اخذ فدك .
ومن روائع فدك انها اظهرت خلاف الخلفاء فيما بينهم على مدى تاريخ الدولة الاسلامية ابو بكر يغتصب الارث وعمر يسترد بعض الارث لابن عباس والامام علي (ع) واخر يمنح فدك لمروان وثالث يسترجعها للباقر (ع) ورابع يغتصبها وخامس يسترجعها وهكذا حتى يتبين الغاصب من العادل يوم المحشر .
https://telegram.me/buratha