المقالات

الحسين (ع) بين الحاكم الغاصب ومروان المنافق

1485 15:14:00 2008-04-12

بقلم : سامي جواد كاظم

الغضب لغير الله معصية بل ونحاول جهد امكاننا ان نجعل كل اعمالنا قربة الى الله عز وجل ، كثير من الامور الخلافية الدنيوية حصلت في حياة الائمة عليهم السلام ولعل قضية فدك اشهر من نار على علم ، والتبحر بين طيات الحوارات الخلافية التي يكون فيها المعصوم طرف نستنتج الكثير من المسائل التي تخدمنا في يومنا هذا بالاضافة لذلك نجد ان هنالك ترابط هذا الحديث مع حديث سابق لنفس المعصوم او غيره .

في لحظة معينة قد يغضب المعصوم لامر معين فقليلي الايمان يعتقدون انه غضب لنفسه وليس لله ولعل هذه الرواية التي ارويها لكم عن الحسين (ع) خير دليل ومصداق لما ندعيه هذه الرواية تقول :ومن شجاعته عليه السلام أنه كان بين الحسين عليه السلام وبين الوليد بن عقبة منازعة في ضيعة فتناول الحسين عليه السلام عمامة الوليد عن رأسه وشدها في عنقه وهو يومئذ وال على المدينة ، فقال مروان : بالله ما رأيت كاليوم جرأة رجل على أميره ، فقال الوليد : والله ما قلت هذا غضبا لي ولكنك حسدتني ، على حملي عنه ، وإنما كانت الضيعة له ، فقال الحسين : الضيعة لك يا وليد وقام .... انتهى

مسالة شجاعة الحسين عليه السلام امر مفروغ منه ومن الامثلة الاخرى التي تؤيد هذه الصفة ان مروان ابن الحكم هو نفسه نال من الحسين (ع) من خلال امه الزهراء (ع) فنهض اليه الحسين وفرك فمه فركة ادمته فما استطاع الرد عليه فهذا جواب من ينال من الحسين وامه وذويه عليهم السلام .

في هذه الرواية صفة ثانية تجلت لابن الوزغ مروان وهي النفاق والذي حاول تأليب الوليد على الحسين (ع) الا ان جبن الوليد والذي ادعى انه حلم لم ينل مطلبه ، واقرار الوليد بان الضيعة للحسين (ع) يثبت ان عملية اغتصاب حقوق ال بيت النبوة امر معروف اذا كان هذا القزم يتجرأ ويحاول اغتصاب ضيعة لا تعني شيء بالنسبة الى فدك فكم من ضياع اغتصبوها ؟

هنا مسالة لا بد من الاشارة اليها وهي ان اهل بيت النبوة ليسوا بفقراء وان لديهم من الضياع والاملاك ما تغني الكثير من المسلمين الا انهم ما كانوا يدخرون منها شيئا ويعلمون ان هنالك جياع وايتام في امتهم ولعل حديث اعطاء الحسين (ع) مزرعته الى خادمه صافي وعتقه له لهي خير دليل على الضياع التي يمتلكونها .وفي ختام الخصومة جاء رد الحسين (ع) ضربة قاضية وهي اولا تفويت الفرصة على المنافق لاستغلال مسالة الضيعة وبث الاشاعات بين الناس على ان الحسين عليه السلام تخاصم مع الوليد من اجل ضيعة بالرغم من ان ذلك حقه ، وثانيا عندما قال الحسين (ع) الضيعة لك ياوليد فهذا يعني ان غضبه على الوليد لا لاجل الضيعة بل لانه حاكم غاصب ولا يعمل بكتاب الله وسنة نبيه ،فاثر ضياع الضيعة على تقولات الناس التي قد تصدر منهم بسوء فهم عن هذه الخصومة ، واخر الامر قال له الحسين (ع) يا وليد ولم يكنيه بالامارة كما فعل المنافق مروان وان هذا هو استدلال واضح ان الحسين (ع) لا يقر لبني امية بالخلافة .

الشيء بالشيء يذكر الا وهي قضية فدك وما كتب عنها من كتب وبحوث كلها رائعة بحثت الاحقية وكيفية مطالبة فاطمة (ع) بها وما تعنيه هذه النحلة الا ان الاروع من هذا وذاك رد الامام علي عليه السلام على غاصبيها واستدلاله بحديث نبوي مشهور ومتعارف عليه لا خلاف فيه مستبعدا امر العصمة وصدق الزهراء في دعواها ورد شهادة الشهود من قبل ابا بكر بل قال له الامام علي (ع) لابي بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله تعالى في المسلمين قال لا قال فان كان في يد المسلمين شيء يملكونه وادعيت انا فيه من تسال البينة قال اياك كنت اسال البينة على ما تدعيه على المسلمين قال فاذا كان في يدي شيء فادعى فيه المسلمون تسالني البينة على ما في يدي وقد ملكته في حياة رسول الله (ص) فاذا انا ادعيت سالتني البينة واذا انت ادعيت فاين البينة ( البينة على من ادعى واليمين على من انكر ) وبالرغم من ذلك لو جاء ابو بكر بمئة شاهد زور فان يمين الامام علي (ع) تدحض مطالبة ابو بكر بفدك فهذا يعني انه عين الاغتصاب عندما اخذ فدك .

ومن روائع فدك انها اظهرت خلاف الخلفاء فيما بينهم على مدى تاريخ الدولة الاسلامية ابو بكر يغتصب الارث وعمر يسترد بعض الارث لابن عباس والامام علي (ع) واخر يمنح فدك لمروان وثالث يسترجعها للباقر (ع) ورابع يغتصبها وخامس يسترجعها وهكذا حتى يتبين الغاصب من العادل يوم المحشر .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سامي جواد كاظمـ ــ كاتب المقال
2008-04-13
ان شاء الله باقي على العهد اكتب كل ما يصل الى عقلي وبفقهه صدري وبدعائكم نحاول كشف المبهم من حياة ائمتنا الاطهار عليهم السلام
ابو حيدر
2008-04-12
يومان وزاوية-مقالات-قد خلت من ترنيماتك التي تتعطر بعطر وشذى اللبيت-ع- يا سامي الروح عسى ان يكون السبب خيرا انشاء الله. اساله جل اسمه ان يوفقك لما فيه الخير والصلاح والاصلاح وارجوك ان تدعوا لنا
عبد الأطهار
2008-04-12
بسمه تعالت عظمته ,السلام على الدعاة الى الله الذين مَن ابتعد عنهم صار من الأخسرين أعمالا ,الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعا ,السلام عليك سيدي السامي بسموّ وبركات أهل هذا البيت الذين هم شهداء دار الفناء وشفعاء دار البقاء ,بمظلوميتهم وباغتصاب حقوقهم وهم قادرون على ردمااغتُصب منهم وبصبرهم الذي لم يصبر عليه غيرهم من البشر نالوا مانالوا فإذا نالوا من الدنيا ما نال غيرهم لم يُكتب لهم الشأن الذي لم يُكتب لغيرهم فهم الذين بهم يفتح الله وبهم يختم ,رزقنا الله حُسن َموالاتهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك