( بقلم : جميل الحسن )
يعلن مقتدى الصدر ولاكثر من مرة بان الهدف من تشكيل جيش المهدي وتسليحه هو لاجل اخراج المحتل ولكن باية طريقة، بطريقته الخاصة التي تقوم على استباحة المدن وسكانها والدوائر والمؤسسات الرسمية ونشر الرعب والخراب والدمار في ارجاء الوطن تحت مزاعم تحريره والتي يصر مقتدى الصدر على اخراج التظاهرات كل عام في يوم التاسع من نيسان ليعلن رفضه للاحتلال الامريكية، في وقت يحاول فيه مقتدى ان ينسى او يتجاهل انه لولا هذا الوجود الامريكي لما سمع احد باسم مقتدى الصدر وجيش المهدي بعد ان كان شخصاً عادياً يجلس في باحه داره في زمن النظام الصدامي البائد لايعرفه احد حتى جيرانه، اذ اتاح له التغيير الذي حصل بسقوط النظام الصدامي البائد الفرصة الكبيرة والتي لم يكن يحلم بها من قبل في الظهور والبروز على الساحة والمزايدة على العراقيين بالشعارات الوطنية واشعال الحروب والازمات السياسية وعلى الطريقة الصدامية التي تقوم على التصعيد واستخدام لغة التهديد واصطناع الخصوم والاعداء وادلجة الصراع مع الاخرين عبر استخدام الثنائية المعروفة (الحوزة الناطقة) و (الحوزة الصامتة) والتي الهدف منه تسقيط الاخرين والنيل من مكانتهم، اذ روج مقتدى وعن طريق اتباعه السذج الجهلاء تلك الاهازيج والهوسات الشعبية التي تسيء الى مقام المراجع العظام وتنال منهم بعد ادخالهم وبحسب موسوعة مقتدى الصدر للمصطلحات في خانة (الحوزة الصامتة او الساكتة) وهذا المصطلح بمفهوم مقتدى يشمل جميع الشخصيات غير الداخلة او المنضوية تحت شعاره التسقيطي الجاهل. وهذه اللغة التي لجأ اليها تكشف سذاجة وجهل وضحالة التيار الفكري الذي يستند عليه الصدريون في منهجهم السياسي من خلال ايجاد الخنادق المضادة وجعل الاخرين في مرمى نيران اسلحتهم العقائدية والفكرية وذلك من خلال الترويج لثقافة الكراهية والتخاصم مع الجميع وباستخدام مصطلحات التسقيط والتخوين، فضلاً عن عن الشتم والطعن باصول وانتماءات الاخرين الاجتماعية والثقافية والفكرية ومحاولة مصادرة رأي الشارع العراقي والانفراد به وتجييره لحسابه الخاص.
ان هناك سؤالا مهماً يطرح نفسه لماذا يصر مقتدى الصدر بمناسبة التاسع من نيسان على تجاهل فرحة الشعب العراقي بسقوط النظام الصدامي البائد المجرم الذي تلطخت يداه بدماء الملايين من ابناء الشعب ومنهم عدد كبير من اسرة ال الصدر بضمنهم والده واشقائه، لماذا يحاول مقتدى الصدر وطوال الاعوام الخمسة الماضية على جعل هذه التظاهرات الضخمة والحاشدة مناسبة للتذكير بجرائم هذا النظام والطاغية المقبور صدام، وما قام به من جرائم بشعة ادت الى سقوط عدد كبير من الضحايا من ابناء الشعب العراقي، بلا شك هناك دوافع سياسية مكشوفة تقف وراء دعوة مقتدى الصدر للجماهير للخروج بتظاهرات كبيرة للتنديد بالاحتلال الامريكي على حد زعمه والتي هي ليست سوى رسائل لاستعراض القوة ولاستكشاف مدى نفوذ اتباعه في بغداد والمحافظات من خلال الزج بهم وعلى طريقة النظام البعثي البائد في اخراج الموظفين وطلاب المدارس والجامعات من اماكن عملهم وبالقوة وتحت تهديد السلاح للتظاهر في المناسبات العديدة التي كان النظام يفتعلها من اجل تصعيد المواجهة مع المجتمع الدولي واختلاق الازمات السياسية معه. هذه الاساليب والوسائل مازال مقتدى الصدر يطبقها بمهارة ويستعين بها كتكتيك سياسي من اجل تحدي الحكومة وباقي الاحزاب والكتل السياسية ومحاولة فرض هيمنته على الشارع العراقي وفرض شروطه واملاءاته على الجميع باعتبار ان كتلته السياسية وذراعها العسكري جيش المهدي قادرة على زعزعة الامن والاستقرار ليس في بغداد فحسب، بل في سائر المحافظات الاخرى وهو شعور ظل مقتدى يوهم نفسه به طوال المدة السابقة حتى جاءت عملية صولة الفرسان الاخيرة لتكشف القناع الحقيقي عن زيفه وادعاءاته والتي لم تكن سوى شعارات لاغراض سياسية ليس الهدف منها تحرير العراق من المحتل كما يدعي هو وبطريقته التي تسيئ الى العراق وشعبه وتلحق الاذى والضرر به من خلال القصف العشوائي المتعمد للمناطق السكنية الامنة واتخاذ المواطنين دروعاً بشرية في المواجهات المسلحة مع القوات الامنية العراقية والقوات متعددة الجنسيات ورفضه احترام الدولة وهيبتها وما تتخذه من خطوات سياسية لمعالجة موضوع وجود القوات الاجنبية في العراق باعتبارها الجهة المخولة بذلك وبحسب الدستور الشرعي الدائم للبلاد.
ان مقتدى الصدر الذي مايزال يتوهم ويعتقد بان سياساته المراهقة والطائشة والتي لم تجلب للبلاد سوى الدمار وفقدان الامن والاستقرار ومحاولة اضعاف الدولة عبر تشجيع اتباعه على الخروج عنها يمكن ان تحقق هدفه، فالعراق ليس بحاجة الى مثل هذه السياسات المتخبطة والطائشة، فالعراق اليوم تحكمه حكومة منتخبة وفق دستور دائم للبلاد وهي وحدها من يحق لها التعامل مع جميع الموضوعات والملفات وبتأييد ومصادقة من البرلمان وليس وفق طريقة اشعال الحروب والحاق الاذى والدمار بالعراق وشعبه كما يرغب في ذلك مقتدى الصدر واتباعه.
https://telegram.me/buratha